موقع نيوز "1"
يوني بن مناحيم
ترجمة حضارات
وصل وفد من حماس بقيادة زعيم الحركة إسماعيل هنية لزيارة السعودية، بعد انقطاع في العلاقات استمر لسنوات طويلة.
ويضم وفد حماس أيضا خالد مشعل رئيس حماس في الخارج، وعضو المكتب السياسي خليل الحية وزاهر جبارين.
وقال مسؤولون في حماس، إن الوفد تلقى دعوة من السعودية، وسيلتقي أعضاؤه مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وكبار المسؤولين في المخابرات السعودية، ويبحثون معهم علاقات حماس مع السعودية والمعتقلين الفلسطينيين في السعودية.
تُعرّف حركة حماس في السعودية بأنها منظمة "إرهابية"، ويحتجز في السجون السعودية نحو 70 من نشطاء حماس الذين أدينوا في محكمة سعودية، بتهمة غسل الأموال وتهريبها للجناح العسكري لحركة حماس في قطاع غزة، عن طريق الصرافين في تركيا.
وفي تشرين الأول (أكتوبر) 2022، أفرجت السعودية من السجن، كبادرة حسن نية، عن الدكتور محمد الخضري، 81 عامًا، والذي كان يشغل سابقًا منصب رئيس مكتب حماس في المملكة العربية السعودية.
حُكم عليه بالسجن 15 عامًا لكنه تمكن من قضاء 3 سنوات فقط في السجن، قبل شهرين، أطلقت المملكة العربية السعودية سراح عدد آخر من نشطاء حماس من السجن.
ويقدر مسؤولو حماس أن المملكة العربية السعودية، ستطلق سراح عدد آخر من نشطاء حماس من السجن قبل عيد الفطر في نهاية هذا الأسبوع.
أفادت صحيفة "الرأي اليوم"، في 17 أبريل/ نيسان، أن المتمردين الحوثيين في اليمن وقطر يشاركون في محادثات لإطلاق سراح عناصر حماس من السجن السعودي، وأنهم يمارسون ضغوطاً للإفراج عنهم.
جاء التقارب المتجدد بين السعودية وحركة حماس، نتيجة لقرار ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الاستراتيجي بالاقتراب من إيران وسوريا.
في هذا الإطار، تقترب السعودية من محور المقاومة بقيادة إيران، فهي تعمل أيضًا على إذابة علاقاتها مع حركة حماس.
قام إسماعيل هنية، زعيم حماس، بجهود كثيرة خلال العام الماضي للاقتراب من السعودية مرة أخرى، وعمل مع مختلف الوسطاء حتى تمنح السلطات السعودية عفواً لعناصرها.
وقال محمود الزهار المسؤول الكبير في حماس، إن الحكم الصادر على نشطاء الحركة هو "امتثال سعودي لمطالب الصهاينة، وهذا قرار سياسي وليس قرارا قانونيا".
كما ذكرنا، تُعرَّف حركة حماس في السعودية على أنها حركة "إرهابية"، تمامًا مثل حركة "الإخوان المسلمين".
وراء النشاط السعودي ضد حماس كانت أيضًا إدارة ترامب و"إسرائيل"، اللذان نجحا في إحداث فصل كامل بين المملكة العربية السعودية ومنظمة حماس.
في حماس، يشيرون إلى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، باعتباره الشخص الذي تبنى السياسة الأمريكية الإسرائيلية ضد الحركة.
قال مروان أبو راس، المسؤول الكبير في حماس، في 12 أيلول/ سبتمبر 2019 لموقع "الخليج أون لاين"، إن السعودية تقترب من "إسرائيل" وتفتح معها أبواب التطبيع باعتقال مسؤولين كبار في حماس في المملكة.
كان اعتقال عناصر حماس وإدانتهم، بمثابة رمز لنهاية جميع العلاقات بين العائلة المالكة السعودية وقيادة حماس.
الآن تغيرت الظروف في الشرق الأوسط بسبب ضعف مكانة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وانسحابها المتسرع من أفغانستان وعدم وجود سياسة حازمة تجاه إيران، كل ذلك أدى إلى تحول الضوء الأحمر للقيادة السعودية، خاصة في ظل الموقف البارد للرئيس بايدن تجاه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي يتهمه بالمسؤولية عن مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
أدخلت السعودية الصين إلى الصورة وتوسطت بينها وبين إيران، وحصلت على توقيع اتفاق لتجديد العلاقات بين البلدين.
وبالمثل، بدأت المملكة العربية السعودية في الاقتراب من نظام بشار الأسد، وتهيئة العلاقات مع سوريا تمهيدًا لعودتها المحتملة إلى حظيرة جامعة الدول العربية.
كما وصل وفد من السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس إلى الرياض الليلة الماضية، بدعوة من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
قدر مسؤولون كبار في السلطة الفلسطينية، أن السعودية ستحاول التوسط بين حماس والسلطة الفلسطينية، من أجل تحقيق المصالحة الوطنية بعد أن طردت حماس السلطة الفلسطينية من قطاع غزة عام 2007، ومنذ ذلك الحين، فشلت جهود المصالحة بينهما.
وقدرت مصادر في السلطة الفلسطينية أن السعودية تكثف اتصالاتها مع الفلسطينيين، في محاولة لتحقيق المصالحة الوطنية قبل مؤتمر القمة العربية الذي سيعقد الشهر المقبل في الرياض.
إن مغازلة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لمحور المقاومة بقيادة إيران تثير قلق "إسرائيل" والولايات المتحدة، اللتين فوجئتا بالاتفاق بين السعودية وإيران.
زار رئيس وكالة المخابرات المركزية، وليام بيرنز، المملكة العربية السعودية قبل حوالي أسبوعين وأعرب عن استياء واشنطن، من هذا التحرك لكبار المسؤولين في البيت الملكي.
قال مسؤولون أمنيون كبار في "إسرائيل"، إن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان توصل إلى استنتاج مفاده أنه لم يعد بإمكانه الوثوق بإدارة بايدن، عندما يتعلق الأمر بحماية النظام السعودي من إيران، واختار الانتقال إلى المعسكر الثاني لتأمين نظامه في السنوات القادمة.
والسؤال هو كيف سيؤثر التقارب السعودي مع إيران وحماس على علاقاتها مع "إسرائيل"، وتقدر شخصيات سياسية بارزة في تل أبيب، أن ذلك قد يبطئ عملية تطبيع السعودية مع "إسرائيل"، لأن السعودية ستتعرض لضغوط كبيرة من محور المقاومة التي تقوده إيران لتنأى بنفسها عن "إسرائيل".