عار اعتقاله وموته

هآرتس

ترجمة حضارات

كان خضر عدنان ناشطًا سياسيًا في حركة الجهاد الإسلامي، منذ ما يقرب من 20 عامًا، قرر الشاباك اعتقاله لأول مرة، ومنذ ذلك الحين اعتقلوه 12 مرة وألقوا به في السجن، تقريبًا دائمًا بلا محاكمة وبدون لائحة اتهام.

منذ 18 عامًا بدأ إضرابه عن الطعام ومنذ ذلك الحين أضرب 6 مرات حتى وفاته هذا الأسبوع، وسُرقت منه 9 سنوات من عمره في قتال لكسر معنوياته، رغم أنه لم تتم مقاضاته قط في مخالفات أمنية خطيرة.

بعبارة أخرى، كان عدنان أسيرًا سياسيًا، معارضًا للاحتلال، مثله مثل أكثر من ألف فلسطيني آخر يقبعون الآن في السجون الإسرائيلية دون محاكمة.

هذا الرقم المخيف لا يثير أي اهتمام في "إسرائيل"، تمامًا مثل إضراب عدنان عن الطعام، الذي انتهى بوفاته بعد 86 يومًا. 

بينما تقاتل "إسرائيل" من أجل ديمقراطيتها ويتظاهر بعض مواطنيها بقوة وبشكل مؤثر ضد الأخطار التي تهددها، هناك تقريبًا تجاهل شامل لواحدة من أكثر الظواهر غير الديمقراطية التي تمارس فيها، الاعتقالات الإدارية دون محاكمة، لا توجد مثل هذه الأشياء في أي ديمقراطية في العالم، لا ينبغي أن يكون مثل هذا في "إسرائيل".

هذه المرة، سمحت له "إسرائيل"، من بين أمور أخرى، بسبب قلة الاهتمام الجماهيري به وبإضرابه، بالنزاع حتى الموت في السجن، دون نقله إلى المستشفى ومحاولة إنقاذ حياته.

بالإضافة إلى وحشية هذه الخطوة، وغبائها، اضطر سكان الجنوب إلى عبور هجوم صاروخي ثقيل آخر، خاصة بسبب موت عدنان الذي لا داعي له.

خسر عدنان معركة تهدف إلى تحطيم روحه وجسده، بينما خسرت "إسرائيل" أكثر من ذلك، طالما استمرت وصمة عار الاعتقالات الإدارية فيها، وبهذه الأعداد، يجثم ظل ثقيل على طبيعتها الديمقراطية ونظامها القانوني، الذي يسمح بالظاهرة ويصرح بها.

يجدر الاستفادة من اللحظة المناسبة التي يتم فيها تحدي النظام الإسرائيلي والوقوف في نقاش عام، ووضع حد لظاهرة الاعتقالات الإدارية التي تحدث في الفناء الخلفي المظلم للدولة، فناء الاحتلال.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023