العملية العسكرية واسعة النطاق في الضفة الغربية أصبحت ضرورة

موقع نيوز "1"

يوني بن مناحيم

ترجمة حضارات

انتهت الجولة القصيرة من القتال في قطاع غزة وتقدر المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن نقطة المواجهة التالية مع حماس ستكون على الأرجح قبل "مسيرة الأعلام" في القدس في نهاية الشهر.

حالياً، الحكومة متمسكة بمسار المسيرة داخل أزقة البلدة القديمة في القدس.

لم يتعافى الردع الإسرائيلي في أعقاب جولة القتال هذه في قطاع غزة، وعززت التنظيمات الفلسطينية معادلة الردع الخاصة بها ضد "إسرائيل"، ودعمت حماس موقف الجهاد الإسلامي وخشيت "إسرائيل" من أن يؤدي التصعيد إلى هجمات صاروخية عليها من جنوب لبنان أو سوريا كما كانت في شهر رمضان.

يتزايد تآكل قوة الردع الإسرائيلية وتعمل المنظمات الفلسطينية على زيادة عملياتها في مناطق الضفة الغربية، وهي غير مهتمة حاليًا بعمل عسكري جديد في قطاع غزة وتعمل على إشعال مناطق الضفة الغربية لإحداث انتفاضة مسلحة ضد "إسرائيل".

لذلك، تدرس المؤسسة الأمنية الإسرائيلية حاليًا إمكانية شن عملية عسكرية كبيرة في الضفة الغربية ضد المجموعات الفلسطينية التي ظهرت في هذه المنطقة منذ انتهاء العملية العسكرية الكبرى للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة في أيار/ مايو 2021 (حارس الأسوار).

المناقشات حول هذه القضية في المؤسسة الأمنية تتقدم، لكن وزير الدفاع يوآف جالانت لم يحسم أمره بعد ولم يحدد موقفه النهائي بشأن هذه القضية.

فقدت السلطة الفلسطينية سيطرتها الأمنية في هذه المنطقة وظهرت فيها عدة مجموعات مسلحة بقيادة "كتيبة جنين" و"عرين الأسود" في مدينة نابلس. وبحسب مصادر أمنية، يوجد في هذه المنطقة حوالي 1000 مسلح بالأسلحة وكميات كبيرة من الذخيرة، يشاركون في عمليات ضد الجيش الإسرائيلي والمستوطنين.

إن عملية الاعتقال الكبيرة التي قام بها الجيش الإسرائيلي والتي تسمى "كاسر الأمواج" لا تكفي لوقف الهجمات، فقد نجحت جزئياً فقط، وتطالب الولايات المتحدة "إسرائيل" بتقوية السلطة الفلسطينية وسيتعين عليها إعطاء "الضوء الأخضر" لمثل هذه العملية لأن الجماعات المسلحة قد يثبتوا وجودهم أيضا في أجزاء أخرى من الضفة الغربية.

يجب على "إسرائيل" أن تأخذ زمام المبادرة وتهاجم المجموعات المسلحة في الضفة الغربية، ولا يجب احتوائهم.

الوضع الأمني يتدهور في شمال الضفة الغربية والجماعات المسلحة هي التي تحدد الأجندة الأمنية، وعلى الجيش الإسرائيلي ملاحقتها، ويجب ألا تصبح مدن وسط الضفة الغربية مثل نابلس وجنين وطولكرم مدن تحتضن المسلحين.

لقد حان الوقت للحكومة لاتخاذ موقف أكثر صرامة ضد الجماعات المسلحة في شمال الضفة الغربية وعدم اتباع المسار الذي اتبعته حكومتا نفتالي بينيت ويائير لابيد.

كما ذكرنا، بدأت الجماعات المسلحة في شمال الضفة الغربية بالظهور في المنطقة منذ حوالي عام ونصف، وقد أصبحت أقوى وأثبتت وجودها وقررت حكومتا بينيت ولابيد التعامل معها من خلال عملية اعتقال يومية بسبب الضغط الأمريكي. 

ما كان يجب فعله وما زال مطلوبًا هو اقتلاع البنية التحتية للمقاومة، أي احتلال مناطق نابلس وجنين مؤقتًا، والقضاء على المسلحين وتفكيك البنية التحتية للمقاومة.

في كل يوم يمر دون أن يشن الجيش الإسرائيلي مثل هذه العملية، تزداد قوة الجماعات المسلحة وينضم إليها شباب جدد وينتشرون في مناطق أخرى.

لدى المؤسسة الأمنية عشرات التحذيرات حول نية تنفيذ عمليات في الضفة الغربية وداخل "إسرائيل" نفسها. استثمرت حماس والجهاد الإسلامي أموالاً طائلة في تجنيد شباب من شرقي القدس والضفة الغربية لتنفيذ عمليات، وإيران هي نفسها مشاركة في تهريب آلاف الأسلحة، عبر الأردن، للجماعات المسلحة في الضفة الغربية، واعتقال النائب الأردني عماد العدوان الذي حاول تهريب 200 قطعة سلاح في سيارته عند معبر اللنبي للجماعات المسلحة هو بمثابة مثال جيد على ذلك.

تتمتع الحكومة الإسرائيلية بالشرعية الكاملة لمحاربة المقاومة الفلسطينية على الرغم من النقاشات الداخلية وموجة الاحتجاجات حول قضية الإصلاح القانوني، ويدعم الشاباك النهج الهجومي ضد المقاومة ويجب على الجيش الإسرائيلي أيضًا تبني هذا الموقف وكذلك المستوى السياسي. يجب أن تعيد تبني سياسة الاغتيالات للمنظمات الفلسطينية في "إسرائيل" وفي الخارج، ويجب على "إسرائيل" أن تضرب مقدمًا وتفاجئ أعدائها، وعندها فقط ستتمكن من استعادة الردع.

إن عملية التصفية الناجحة لخلية حماس في مدينة نابلس، التي قتلت عائلة "دي" في غور الأردن، من قبل الجيش الإسرائيلي والشاباك، هي مثال ممتاز لقدرات الجيش الإسرائيلي على محاربة المقاومة، يجب اعتماد هذه الأساليب في عملية عسكرية واسعة النطاق في أنحاء شمال الضفة الغربية، ويجب أن تكون في أسرع وقت ممكن.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023