بقلم أيمن عبد المجيد
حالة من الإرباك السياسي والأمني تسود كل المستويات السياسية والأمنية والشعبية في دولة الاحتلال، الحكومة الإسرائيلية وكالعادة توقعت رداً تقليدياً وعاطفياً من قبل حركة الجهاد الاسلامي، وقيامها بإطلاق العديد من الصواريخ على دولة الاحتلال الحكومة الإسرائيلية وجيشها الفاشي وضعت في حساباتها تحقيق صورة نصر وتوجيه ضربة صادمة لحركة الجهاد وإرباكها وتحييد حركة حماس من ناحية، وأن تكون الجولة قصيرة قدر الإمكان من ناحية أخرى.
في المقابل فصائل المقاومة والغرفة المشتركة فاجأت الجميع وأولهم دولة الاحتلال وأجهزتها الأمنية والعسكرية ووضعتها في حالة من العجز والحرج ومعضلة كبيرة، حالة الانضباط غير المعهودة وعدم إطلاق ولو رصاصة واحدة خلال يوم ونصف منذ الاعتداء الإسرائيلي وعدم الرد حتى اللحظة يعد في حد ذاته رداً استراتيجياً موحداً من قبل كل الفصائل الفلسطينية.
دولة الاحتلال وأجهزتها الأمنية تنتظر الرد والضربة وكأن لساني حالها يقول "من شان الله يا غزة يلا" وفي الوقت نفسه تتساءل متى وكيف سيكون الرد، ومن أجل ذلك تقوم الآن خلال كتابه هذه السطور بقصف قطاع غزه لاستفزاز المقاومة لجرها للرد محاولة بذلك تسريع زمن هذه الجولة خاصة أنها تعيش حالة من الشلل السياسي والأمني والاقتصادي والاجتماعي من جهة وخسرانها لمنظومة الرد من جهة أخرى، وذلك لأن التكتيك الجديد في أداء المقاومة قلب الطاولة على رأس الحكومة الاسرائيلية وجعل منظومة الرد في يدها وتصب في صالحها.
إن المراهنة على جولة قصيرة الأمد والخروج بصورة نصر كبيرة وتدخل أطراف إقليمية ودولية لوقف إطلاق النار، هدفه تكبيل أيدي المقاومة ومنعها الرد على مسيرة الأعلام واقتحام المسجد الاقصى خلال الأيام القادمة وإقامة الصلوات والطقوس التوراتية، هذا إن لم تقدم دولة الاحتلال عملياً على تقسيم الأقصى المبارك زماناً ومكاناً.
في هذه اللحظات بدأت رشقات صاروخية من غزة تجاه دولة الاحتلال، ما يعني دخول المنطقة مرحلة توتر جديدة والعمليات العسكرية.