قبل أربعة أيام، قبل الهجوم على سوريا أمس، نشرت صحيفة الجريدة الكويتية من مصدر دبلوماسي غربي رفيع أن روسيا أوقفت عملية "الخط الأحمر" مع دولة "إسرائيل".
يعمل الخط كاتصال أمني للتنسيق العسكري بين الدول فيما يتعلق بسوريا، ويربط قاعدة حميميم في شمال غرب سوريا بقيادة الأركان العامة في "إسرائيل".
وبحسب المصدر نفسه، فشلت قيادة الجيش الإسرائيلي مؤخرًا في تسمية "الخط الأحمر" الموجود منذ عدة سنوات بعد أن تم الاتفاق بين رئيس روسيا ورئيس الوزراء نتنياهو على إقامته من أجل منع وقوع حوادث بين الطرفين ومنع منع إلحاق الضرر بالقوات أو المعدات العسكرية الروسية أثناء الهجمات الإسرائيلية في سوريا.
وبحسب المصدر، بعد عدة محاولات فاشلة، طلبت "إسرائيل" من السفير الروسي في البلاد، أناتولي فيكتوروف، توضيحًا، فأجاب بأن الخط انقطع لأسباب فنية.
وقال المصدر إنه رغم ما يشير إليه رد السفير الروسي المطمئن بعدم وجود قرار سياسي أو أمني وراء إغلاق الخط، فإن الاتصال بين الطرفين انقطع منذ أكثر من ثلاثة أسابيع.
وأشار إلى أنه خلال هذه الفترة اضطرت "إسرائيل" إلى تنفيذ هجومين داخل الأراضي السورية دون إبلاغ روسيا أولاً، كما كان الحال من قبل، عندما أطلعت "إسرائيل" الجيش الروسي على مواقع هجماته في سوريا قبل عدة دقائق؛ مما سمح بذلك على الجانب الروسي التصرف وفقًا لذلك ولم يكن له أي تأثير على فعالية الهجمات.
وأضاف المصدر أيضًا أن "إسرائيل" بدأت تأخذ بعين الاعتبار إمكانية حدوث رد روسي على هجمات في سوريا، أو حتى هجوم روسي على طائرة مقاتلة إسرائيلية أثناء وجودها في الجو (صواريخ مضادة للطائرات)، وبالتالي غيرت "إسرائيل" بروتوكول الهجوم وبدأت في تجنب هجوم مباشر على الأراضي السورية، لكن المهاجمين من جانب البحر أو من مرتفعات الجولان.
وبالمثل، بدأ الطيارون الإسرائيليون يلجأون إلى أساليب المراوغة بإطلاق "صواريخ وهمية" (طلقات) لاستفزاز المضادات الجوية السورية، ومن ثم تنفيذ الهجوم.
وكشفت الصحيفة الكويتية منذ فترة عن وجود خلافات في الرأي بين روسيا وإيران بشأن ربط نظام HNA الإيراني في سوريا بنظيره الروسي، وهو الأمر الذي ما زالت روسيا تعارضه قبل أسابيع قليلة.
لكن تطور العلاقات الأمنية والعسكرية بين الدول، وخاصة بعد التقرير عن تسليم مقاتلات روسية من طراز SU-35 لإيران، ما قد يدفع روسيا إلى التخلي عن احتياطاتها.
ومع ذلك، قال المصدر الدبلوماسي الغربي أن الدافع وراء تعليق محتمل للتنسيق الأمني بين "إسرائيل" وروسيا قد يكون رضا الأخيرة عن زيادة الدعم العسكري الإسرائيلي لأوكرانيا، وخاصة قرار "إسرائيل" بتوفير معدات ضد الطائرات الانتحارية بدون طيار التي تسمح لها بتدميرها في الهواء أو اسقاطها إلكترونيا.
الدافع المحتمل الآخر هو رد روسيا على مطالب إيران المتكررة بوقف التنسيق مع "إسرائيل".