الليرة التركية تهبط إلى مستوى منخفض جديد أمام الدولار
ذا ماركر

انخفضت الليرة التركية إلى مستويات قياسية بعد أن قال متعاملون إن البنوك المحلية توقفت عن بيع الدولار بهدف حماية العملة، في إشارة أخرى إلى أن الحكومة الجديدة تتخلى عن إجراءات التدخل غير العادية لصالح سياسات أكثر تقليدية.

وانخفضت الليرة بنسبة 7٪ -وهو أكبر انخفاض لها منذ أكثر من عام- إلى 23.162 ليرة للدولار، وهذا هو اليوم الثاني عشر على التوالي الذي تضعف فيه الليرة.

وشجع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان -الذي فاز بالجولة الثانية من الانتخابات في 28 مايو/ أيار- حتى الآن سياسة غير عادية لأسعار الفائدة المنخفضة للغاية على الرغم من ارتفاع التضخم، من أجل تشجيع الاقتصاد، محاولًا تعويض انخفاض الليرة من خلال التدخلات المتكررة للبنك المركزي في سوق الصرف الأجنبي.

بعد الانتخابات، أعلن أردوغان تعيين الخبير الاقتصادي محمد شمشك وزيرًا للمالية والاقتصاد، الأمر الذي رفع الآمال في العودة إلى السياسة الاقتصادية التقليدية وإنهاء التدخلات في السوق.

لكن منذ الانتخابات، انخفضت الليرة بأكثر من 13٪ مقابل الدولار. حتى الآن هذا العام، تراجعت الليرة بنسبة 18٪، ومنذ وصول أردوغان إلى السلطة عام 2003، فقدت 90٪ من قيمتها.

ولا تعلق البنوك الحكومية في تركيا عادة على التدخلات في سوق الصرف الأجنبي، فقد قال أحد المحافظين السابقين للبنك المركزي في عام 2020 إن البنوك الحكومية تنفذ المعاملات وفقًا للقيود التنظيمية وستواصل نشاطها في أسواق الصرف الأجنبي.

ويعطي هبوط الليرة دفعة لسوق الأسهم التركية، إذ ارتفع مؤشر البورصة الرئيس في بورصة اسطنبول بأكثر من 3٪، مكملًا زيادة بنسبة 21٪ منذ الانتخابات، كما أن السندات الحكومية المقومة بالدولار في تركيا آخذة في الارتفاع أيضًا، وتقلص الفارق بين العائد عليها وبين السندات الحكومية الأمريكية المقابلة هذا الأسبوع إلى 0.44٪، وفقًا لمؤشر صادر عن JP Morgan Chase.

وسيجتمع البنك المركزي التركي في 22 يونيو لاتخاذ قراره التالي بشأن سعر الفائدة، ويتوقع المستثمرون رفع أسعار الفائدة وسط توقعات بتغييرات الإدارة.

وكان المحافظ الحالي شهاب كواجيولو تبنى سياسة خفض أسعار الفائدة، بأمر من أردوغان، وخلال فترة ولايته انخفض سعر الفائدة من 19٪ إلى 8.5٪، رغم أن التضخم العام الماضي تجاوز 85٪.

فيزا جايا إركان، مسؤولة كبيرة في النظام المصرفي الأمريكي، هي المرشحة الرئيسية لمنصب محافظ البنك المركزي التركي، بل والتقت بشيمش في أنقرة يوم الاثنين الماضي، وفقًا لأشخاص مقربين من الموضوع.

عملت أركان لما يقرب من عقد من الزمان في بنك جولدمان ساكس، وكانت الرئيس التنفيذي المشارك لبنك فيرست ريبابليك في سان فرانسيسكو. بعد أكثر من عام بقليل من مغادرتها البنك، انهارت شركة فيرست ريبابليك.

يواجه شيمشك وفريقه تحديًا كبيرًا جدًا، نظرًا لضعف الليرة والتضخم الذي ما يزال أعلى من 40٪، وقام المحللون في Goldman Sachs بمراجعة توقعاتهم لليرة وتوقعوا أن تضعف أكثر في العام المقبل وتصل إلى مستوى 28 ليرة للدولار، وفقًا لتقرير 3 يونيو.

وتقدر أسواقٌ الخيارات بفرصة 80٪ أن يصل الجنيه إلى 25 ليرة للدولار في الأشهر الثلاثة المقبلة، واحتمال أكثر من 60٪ أن تصل الليرة إلى 27 ليرة للدولار.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023