بعد الإمارات والبحرين.. هل تنجر دول خليجية أخرى للتطبيع؟
تسابق الإدارة الأمريكية الزمن كي تطبع الدول العربية علاقاتها مع الاحتلال الإسرائيلي، ويأتي ذلك على مقربة من انتخابات الرئاسة الأمريكية المقررة في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.
وفي غضون شهر واحد، ساهمت الولايات المتحدة في تطبيع علاقات دولتي الإمارات والبحرين مع الاحتلال الإسرائيلي، مخرجة علاقاتهم السرية إلى العلن، في إطار تحقيق رؤية السلام الأمريكية للشرق الأوسط المعروفة بصفقة القرن، والمعلن عنها في كانون ثاني/ يناير الماضي.
وقبل إعلان المنامة تطبيع علاقتها مع الاحتلال، فقد كانت قد رحبت بالتطبيع الإماراتي ودعمته، إلى جانب سلطنة عمان، والتي كانت أول دولة خليجية تستقبل علانية رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في تشرين أول/ أكتوبر 2018.
ويسعى ترامب وكبير مستشاريه المكلف بملف الشرق الأوسط جاريد كوشنر إلى جر مزيد من الدول العربية لمربع التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.
حوار مع السعودية
وخلال الأيام الماضية توالت تصريحات ترامب حول تطبيع محتمل لدول أخرى مع الاحتلال الإسرائيلي، ومتوقعا انضمام السعودية للتطبيع أعلن ترامب الجمعة الماضي بدء حوار مع الرياض من أجل ذلك، فيما قال صهره كوشنير في وقت سابق إن "تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية أمر حتمي".
لكن الرياض، ورغم سماحها للطيران الإسرائيلي بالعبور في أجوائها خلال رحلاته إلى الإمارات، ما زالت تتمسك بمبادرة السلام العربية، وحل القضية الفلسطينية على أساس الشرعية الدولية، بما في ذلك إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967، الأمر الذي لا يتوافق مع "صفقة القرن" الأمريكية.
وذهب كوشنير إلى أبعد من ذلك، إذ صرح لوكالة الأنباء الإماراتية "وام" مطلع أيلول/ سبتمبر الجاري، بأن بلاده تأمل في "تعميم تجربة اتفاق السلام بين الإمارات وإسرائيل لتشمل كافة الدول العربية، بلا استثناء".
ورغم أن كوشنر صرح بأن دولته لا تضغط على الدول من أجل التطبيع، إلا أن صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية كشفت عن وجود جهود وضغوط من قبل الإدارة الأمريكية على السعودية من أجل التطبيع.
ضغوط على الكويت
وهاجم كوشنير في وقت سابق موقف الكويت الرافض للتطبيع، وقال إنه "غير بناء".
ويقول مبارك الدويلة، النائب السابق بمجلس الأمة الكويتي، إن "الضغوط الدولية والإقليمية لها تأثير على موقف الكويت من التطبيع مع الكيان الصهيوني".
وفي حديثه لـ"عربي21"، يرى الدويلة أن ما يقوي أو يضعف هذه الضغوط هو "الحراك داخل وخارج الكويت المناهض للتطبيع".
وأضاف "كلما كان هناك حراك خارجي ضد التطبيع، فهذا يشجع الحراك الداخلي، بحيث تترسخ قناعة لدى القيادة السياسية الكويتية بأن مناهضة التطبيع تحظى بدعم شعبي، وأنهم ليسوا وحدهم في ذلك".
ومستبعدا تطبيع الكويت مع الاحتلال الإسرائيلي، أوضح النائب السابق أن ذلك يعود لأسباب مبدئية، مذكرا بأن الكويت حافظت على موقفها من أن فلسطين والقدس قضية عربية وإسلامية، وهي أول من احتضن قادة الثورة الفلسطينية، وكانت تلعب دورا في المحافظة على الثورة.
ويضاف لذلك أن الشعب الكويتي بكافة أطيافه يتحرك ضد التطبيع. ولا يعتقد النائب السابق "بوجود أسباب حقيقية تدفع الكويت للإقدام على التطبيع".
علاقات قطر
ومن ناحية قطر، فقد سبق أن استقبلت الدولة الخليجية وفودا إسرائيلية طبية ورياضية وعلمية للمشاركة في فعاليات أقيمت على أراضيها.
ويضاف إلى ذلك أن الدوحة تمارس دورا في الحفاظ على التهدئة بين حركة "حماس" الفلسطينية التي تحكم قطاع غزة والاحتلال الإسرائيلي.
وعلى صعيد آخر، تمارس الولايات المتحدة جهودا دبلوماسية لإنهاء مقاطعة السعودية والإمارات والبحرين ومصر لدولة قطر، التي بدأت في 5 حزيران/ يونيو 2017، وهو ما أشار إليه كوشنير خلال زيارته الأخيرة للمنطقة، والتي توجت بمشاركته في أول رحلة إسرائيلية مباشرة من "تل أبيب" إلى أبوظبي.