موقع نيوز "1"
يوني بن مناحيم
ترجمة حضارات
في بداية الأسبوع نشرت السلطة الفلسطينية نحو 600 عنصر أمني، من الحرس الرئاسي الفلسطيني في مدينة جنين، وتم دخول عناصر الأمن الفلسطيني إلى المدينة بالتنسيق مع الجيش الإسرائيلي، في إطار التنسيق الأمني بين "إسرائيل" والسلطة الفلسطينية، وعلى الرغم من إعلان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أنه عقب عملية الجيش الإسرائيلي في مخيم جنين، أمر بوقف جميع الاتصالات مع "إسرائيل" ووقف التنسيق الأمني معها.
في هذه المرحلة، ليس هناك أي شك على الإطلاق حول عودة قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية إلى مخيم جنين للاجئين، فالمجموعات المسلحة في المخيم ليست مستعدة لوجود أفراد أمن السلطة الفلسطينية، الذين يتهمونهم بأنهم عملاء لـ"إسرائيل"، من المفترض أن يقوم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بزيارة مدينة جنين غدا، لكنه ليس مستعدا لمواجهة الجماعات المسلحة مباشرة، كما تدعي مصادر في السلطة الفلسطينية أن قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية دخلت مدينة جنين، بعد معلومات استخبارية عن نية نشطاء حماس لمهاجمة مؤسسات السلطة الفلسطينية في المدينة، مثل مبنى المقاطعة.
يقول مسؤولون أمنيون كبار في "إسرائيل"، إن الجيش الإسرائيلي قام بالعمل لصالح السلطة الفلسطينية وأن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، هو الذي يجب عليه ان يحارب المقاومة في شمال الضفة الغربية، والتي نمات خلال العامين الماضيين في المنطقة أ، وذلك من خلال السلطة القوات الخاصة للسلطة الفلسطينية، التي تدربت على محاربة المقاومة في الأردن بإشراف وتوجيه أميركي، لكنه تجنب ذلك حفاظا على عرشه.
ويقول سكان جنين، إن قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية عادت إلى المدينة "فوق الدبابات الإسرائيلية"، وهذا يشير إلى أنها تعمل بالفعل في خدمة "إسرائيل"، وتنسيقها مع الجيش الإسرائيلي.
قرر مجلس الوزراء المصغرفي 9 يوليو/ تموز، سلسلة من الإجراءات لمنع انهيار السلطة الفلسطينية التي سيتم تنفيذها قريباً، وتعطي "إسرائيل" فرصة أخرى للسلطة الفلسطينية لاستعادة السيطرة على منطقة جنين، بدعم من الجيش الإسرائيلي.
وهي لا تزال تنظر إلى السلطة الفلسطينية على الرغم من إخفاقاتها، على أنها القوة الأساسية التي تحتاج إلى محاربة الجماعات الفلسطينية في شمال الضفة الغربية.
قال تساحي هنغبي، رئيس مجلس الأمن القومي لوسائل الإعلام الإسرائيلية هذا الأسبوع، أن السلطة الفلسطينية طلبت من "إسرائيل" مواصلة عملية الجيش الإسرائيلي في مخيم جنين للاجئين، والبقاء هناك لمزيد من الوقت من أجل القضاء على الجماعات المسلحة، أو في الأقل لإضعافهم حتى يتمكنوا من استعادة السيطرة على المخيم.
لا تريد "إسرائيل" للسلطة الفلسطينية أن تنهار، وتعتقد المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن للسلطة الفلسطينية دورًا مهمًا في الحرب ضد المقاومة، وانهيار السلطة يمكن أن يخلق فوضى أمنية في الضفة الغربية، ويعرض حياة نصف مليون مستوطن للخطر يعيشون في هذه المنطقة، ويتحركون على الطرق الرئيسية وتسمح لحماس والجهاد الإسلامي، بالسيطرة تدريجياً على المنطقة بتمويل إيراني.
يهتم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، بعودة قواته إلى جنين دون إراقة قطرة واحدة من دمائهم، لذلك يُفترض أنه يحافظ على صورة السلطة باعتبارها لن تنجر إلى حرب أهلية لا داعي لها، بل حقيقة أن قام الجيش الإسرائيلي بالأعمال الأمنية لصالح السلطة الفلسطينية، وقدمه هو وقواته الأمنية على أنهم متعاونون مع "إسرائيل"، ويبدو أنه مستعد لدفع هذا الثمن.
في نهاية الأسبوع الماضي، اجتمع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مع رؤساء الأجهزة الأمنية في السلطة الفلسطينية، وأعلن أن عودتهم إلى مدينة جنين هي الخطوة الأولى في إعادة السيطرة الأمنية للسلطة الفلسطينية إلى شمال الضفة الغربية، بالطبع بعد أن يقوم الجيش الإسرائيلي بالعمل من أجلها.
يؤكد المسؤولون الأمنيون في "إسرائيل"، أن وجود قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية في المدن الرئيسية في الضفة الغربية، هو مصلحة إسرائيلية أولاً وقبل كل شيء، وأن الجيش الإسرائيلي والإدارة المدنية ليسا بحاجة إلى إدارة الحياة اليومية، لثلاثة مليون فلسطيني يعيشون في الضفة الغربية.
تقول مصادر في حركة فتح، إن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لديه الآن مصلحة في بقاء قواته في منطقة جنين، لأنه يفترض وصول أموال طائلة إلى المنطقة لإعادة إعمار مخيم جنين، ويريد السيطرة على الأموال حتى تمر عبر خزائن السلطة الفلسطينية ويشرف عليها.
وأعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة عن تبرعها بمبلغ 15 مليون دولار لإعادة تأهيل المخيم، وأعلنت الجزائر عن تبرع بمبلغ 30 مليون دولار لنفس الغرض، ومن المفترض أن تساهم الوكالة بأموال وربما دول أخرى أيضًا.
تدعي السلطة الفلسطينية أن القيادة الفلسطينية ليس لديها نية لدخول مخيم جنين للاجئين، واعتقال نشطاء حماس والجهاد الإسلامي هناك، لكن من الواضح بالفعل أن الجيش الإسرائيلي سيضطر للعودة إلى هناك، وعدم السماح للمخيم بأن يصبح مرة أخرى ملجأ للمقاومين.
وزع عناصر الجناح العسكري لحماس هذا الأسبوع شريط فيديو قصيرًا، يشير إلى استمرار النشاط المعادي في المخيم حتى بعد عملية الجيش الإسرائيلي، حيث شوهد في الفيديو مقومون يجهزون مئات العبوات الناسفة الصغيرة، المعدة للحرب ضد الجيش الإسرائيلي.
الكراهية للسلطة الفلسطينية وقواتها الأمنية في منطقة جنين آخذة في الازدياد، ولن ينسى سكان مخيم جنين للاجئين كيف تنحت قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية جانباً، بينما دخل الجيش الإسرائيلي في العملية الكبيرة داخل مخيم جنين للاجئين الأسبوع الماضي.
كان سكان المخيم يتوقعون أن يقاتل بعضهم على الأقل إلى جانب المسلحين ضد الجيش الإسرائيلي، لكن هذا لم يحدث، رئيس السلطة الفلسطينية يهتم فقط بنفسه واستمرار حكمه، ولا يريد التشاكل مع "إسرائيل" أو إدارة بايدن، ويخشى أن يلقي باللوم على قوات الأمن التابعة للسلطة"في مساعدة المقاومة.