رئيس السلطة الفلسطينية يحاول تجديد الشرعية الدولية لحكمه

موقع نيوز "1"

يوني بن مناحيم

ترجمة حضارات



صدمت الأحداث التي وقعت الأسبوع الماضي في مخيم جنين للاجئين، في أعقاب عملية الجيش الإسرائيلي في المخيم السلطة الفلسطينية، وقائدها بطرد ثلاثة من كبار أعضاء حركة فتح الذين أتوا إلى مخيم جنين، للمشاركة في تشييع جنازات الشهداء في المعارك مع الجيش الإسرائيلي، كان تعبيرا عن فورة الكراهية في منطقة جنين تجاه السلطة الفلسطينية الفاسدة وقيادتها، تراقب "إسرائيل" والمجتمع الدولي بقلق فقدان السلطة الفلسطينية لموقعها في الشارع الفلسطيني، وسيطرتها الأمنية في شمال الضفة الغربية، بينما اقتصادها في وضع صعب وعلى وشك الإفلاس.

وحتى في صفوف حركة فتح يتزايد الانتقاد لسياسات محمود عباس، مما يضر بشعبية الحركة في الشارع الفلسطيني ويقوي حركة حماس.

وبحسب أوامر محمود عباس، خرج في الأيام الأخيرة مئات المسلحين من حركة فتح في مظاهرات، لاستعراض للقوة في المدن الرئيسية في الضفة الغربية من خلال عروض عسكرية.

رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يشعر بالأرض المحترقة تحت قدميه، ويبحث عن مخرج من الأزمة الحادة التي تعيشها السلطة الفلسطينية.

أرسل 600 عنصر أمني للانتشار في مدينة جنين، كخطوة أولى لاستعادة سيطرة السلطة الفلسطينية في شمال الضفة الغربية، وبعد التشاور مع مصر قرر عقد مؤتمر في نهاية الشهر في القاهرة، سيعقد اجتماع برئاسة جميع أمناء الفصائل الفلسطينية.

وبدأت مصر في إرسال الدعوات لحضور الاجتماع، كما تمت دعوة حماس والجهاد الإسلامي على الرغم من التوترات الشديدة بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس.

وقال زياد أبو عمرو نائب رئيس الوزراء الفلسطيني، إن الاجتماع في القاهرة يهدف إلى "ترسيخ رؤية وطنية مشتركة وتحقيق وحدة الصفوف".

ويبدو أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يقدر أن النهاية الإيجابية لهذا الاجتماع، ستعزز موقفه في الشارع الفلسطيني وفي المجتمع الدولي.

قال مسؤول كبير في حركة فتح إن محمود عباس يريد تجديد شرعيته في نظر المجتمع الدولي، باعتباره الزعيم الوحيد للشعب الفلسطيني الذي يحظى بدعم واسع من كافة الفصائل الفلسطينية.

وتتعرض حركتا حماس والجهاد الإسلامي، وهما أكبر خصمين سياسيين لمحمود عباس، لضغوط شديدة من مصر لإرسال ممثليها إلى اجتماع المصالحة في القاهرة.

أرسل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الأمين العام لحركة فتح جبريل الرجوب إلى تركيا، للقاء نائب رئيس حركة حماس صالح العاروري، وإقناعه بإرسال ممثلين إلى الاجتماع في القاهرة.

ويقول مسؤولو حماس إن الحركتين تفكران بإيجابية في المشاركة في الاجتماع، لكن لديهما شروط للمشاركة في اجتماع القاهرة.

حذر زياد النخالة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، السلطة الفلسطينية في 11 تموز/ يوليو الماضي، من أن استمرار اعتقال نشطاء الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية، من شأنه أن يضر بفرص عقد اجتماع المصالحة في القاهرة في نهاية الشهر الجاري.

حماس والجهاد الإسلامي تطالبان محمود عباس، بإجراءات بناء الثقة من جانب السلطة الفلسطينية، بما يمكن من عقد اجتماع القاهرة، مثل وقف التنسيق الأمني ​​مع "إسرائيل" والإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين، الذين اعتقلتهم أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية.

تطالب حماس السلطة الفلسطينية بالموافقة على إنشاء مقر موحد للمقاومة الفلسطينية يعمل ضد "إسرائيل"، ولا يستطيع رئيس السلطة الفلسطينية الموافقة على هذا المطلب، وهو انتهاك صارخ لاتفاقات أوسلو ويمكن أن يعقد بشكل خطير علاقات السلطة الفلسطينية بـ"إسرائيل" وإدارة بايدن.

والسلطة الفلسطينية غير مستعدة لسماع الشروط المسبقة للقاء، وتطالب بوقف تحريض حماس على السلطة الفلسطينية عبر قناة الجزيرة القطرية، والبث غير المتوازن ضد السلطة الفلسطينية.

واتهمت السلطة الفلسطينية في بث قناة الجزيرة بالتعاون مع "إسرائيل" والجيش الإسرائيلي، وعدم اتخاذ خطوات لحماية سكان مخيم جنين للاجئين خلال أنشطة الجيش الإسرائيلي في المخيم.

فرص نجاح لقاء المصالحة في القاهرة ضعيفة، حتى لو شارك في الاجتماع ممثلو حركتي حماس والجهاد الإسلامي.

الصراع بين حماس والسلطة الفلسطينية قائم منذ عام 2007، بعد سيطرة حركة حماس على قطاع غزة بقوة السلاح، وطرد السلطة الفلسطينية وكبار أعضاء حركة فتح.

منذ ذلك الحين وحتى اليوم، جرت عشرات المحاولات للوساطة بين حركتي حماس وفتح وفشلت معظمها، وفي الحالات التي تم فيها التوصل إلى تفاهمات لم يتم تنفيذها على الأرض، بحسب مسؤول كبير في فتح يقول إن حركتي فتح وحماس، مثل خطين متوازيين لن يكونا قادرين على الالتقاء.

لقد تم تقويض موقف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بشكل خطير في الشارع الفلسطيني، وهو الآن يحاول التعافي بمساعدة الولايات المتحدة و"إسرائيل" ومصر، وأصبح في نظر الكثيرين "حصاناً ميتاً"، ومن غير المؤكد أن محاولات التنفس الاصطناعي ستنجح بالفعل له وللسلطة الفلسطينية.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023