قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، في ختام المسيرة العاشورائية المركزية في الضاحية الجنوبية لبيروت إننا “نتوجّه في يوم المصيبة والعزاء الى رسول الله الأعظم وأمير المؤمنين والسيدة الزهراء والإمام الحسن وأئمتنا وساداتنا وقادتنا وإمام زماننا بالتعبير عن المواساة لما أصاب كريمهم وأولاده وأصحابه، ونعبّر عن وفائنا وولائنا من خلال هذا الحضور الكبير”.
وتابع سماحته:” رسالتكم من خلال الحضور المباشر والقبضات المرتفعة تعبر عن الصبر والثبات والبقاء في الميدان والتحمّل والعزم الراسخ في مواصلة الطريق”.
وأضاف السيد ” يجب أن تفهم حكومتا السويد والدانمارك وكلّ العالم أننا أمة لا تتحمّل الاعتداء والإساءة الى رموزها ومقدساتها ولا الى نبيّها ولا الى مصحفها، و اذا كان هناك أمم لا تهتمّ ولا تهتزّ عندما يُساء الى رموزها المقدسة وتتعاطى مع الاعتداء بلا مبالاة فإن أمة الملياري مسلم ليست كذلك”.
ولفت سماحته الى انه على” الدول الإسلامية ووزراء خارجيتها أن يتخذوا قرارات بمستوى الانتهاك والاعتداء في السويد والدنمارك وأن يوجهوا رسالة حاسمة وقاطعة بأن الاعتداء مجددا سيقابل بالمقاطعة الدبلوماسية والاقتصادية، واذا لم تفعل الدول ذلك في يوم رفض الذلّ فإن على شباب المسلمين في العالم الغياري والشجعان أن يتصرفوا بمسؤوليتهم وأن يعاقبوا هؤلاء المدنّسين لحرق القرآن دفاعًا عن دينهم”.
وتابع ”كل الشباب المسلمين في العالم سيكونون في حِلّ اذا لم تتوقف الحكومات عن هذا الاعتداء وسيرى العالم حميّة هؤلاء الشباب الحاضرين للفداء دفاعًا عن القرآن”.
وأردف بالقول:” اجتماع دول مجلس التعاون الإسلامي يجب أن يتخذ موقفًا من الاعتداء على المسجد الأقصى “، مؤكدا أن ”الكيان الصهيوني هو الباطل وجرثومة الفساد في منطقتنا والغدة السرطانية ،والمنطقة لن ترتاح قبل اقتلاع هذه الغدة السرطانية”.
وأكد أن ”الشعب الفلسطيني المظلوم والصابر حقّه على جميع أحرار العالم أن يدعموه وينصروه ،ونؤكد وقوفنا في حزب الله والمقاومة الاسلامية في لبنان بكلّ ما نستطيع الى جانب الشعب الفلسطيني ونعتبر معركتنا واحدة ومستقبلنا واحد”.
وعن اليمن اعتبر أن ”الهدنة غير الرسمية غير كافية للشعب اليمني العزيز ، ومن حقّ الشعب اليمني أن يتوقّف العدوان عليه”.
وفي ملف سورية قال سماحته إنه “على كلّ حرّ وشريف أن يكسر حصار قيصر على سورية”.
ولفت إلى أن” لبنان ههو المُعتدى عليه واسرائيل لا تزال تحتل جزءا من ارضنا وهي أعادت احتلال جزءًا من الغجر وتتحدّث بوقاحة عن استفززات”.
وتوجه للصهاينة بالقول: ”انتبهوا من أي حماقة أو أي خيارات والمقاومة لن تتهاون عن أي من مسؤولياتها لا في الردع ولا في التحرير”.
وأضاف:”المقاومة ستكون جاهزة لأي خيار ولن تسكت عن أية حماقة، إسرائيل هي التي تخترق الأجواء وتواصل احتلال الأرض”.
وفي ملف الحوار الداخلي قال نصر الله:”فتح الباب لحوارات ثنائية جادة ودؤوبة قد يفتح أفقا في جدار الانسداد القائم في مسألة الانتخابات الرئاسية وهذا ما نعمل ونتعاون عليه ونأمل أن نصل فيه الى نتيجة”.
ورأى انه يجب على “حكومة تصريف الأعمال الاستمرار في تحمّل المسؤولية”.
وفي ملف الترويج للشذوذ الذي أثير في الفترة الأخيرة قال سماحته: ”في لبنان بدأ الخطر من خلال بعض الجمعيات ونُشرت كتب للأطفال تروّج للثقافة المنحرفة”.
وطالب السيد نصرالله “الحكومة اللبنانية ووزارة التربية بأن تكون جزءًا من حماية أطفال لبنان والجيل الآتي”.
وأمام كلّ التحديات القائمة اعتبر سماحته انه من” واجبنا أن نكون حاضرين في كل الميادين وكلّ الساحات مهما كانت التضحيات والآلام وألّا نخلي الساحة وخصوصًا في مواجهة الشيطان الأكبر الذي يستغل وجود الكيان الغاصب لمحاصرة المنطقة ونهب خيراتها، والمعركة مفتوحة دفاعًا عن لبنان والأمة والمقدسات”.
وجدد سماحة السيد الموقف في يوم عاشوراء” بالدفاع عن شعبنا وأن يكون بلدنا آمنًا عزيزًا سيّدًا ندافع عن نفطه وغازه ومائه من النهب”.
وتابع” نرفض الذلّ ولا نرضى بالخضوع ولا بالهوان ولا بالاستسلام، وعندما يضعنا أي عدوّ بين السلة والذلّة وهم عرفونا عبر الأزمان أننا أبناء الحسين (ع)”.
وختم نصر الله بالالتزام ”بقسمنا للحسين بالبقاء في دربه نحمل رايته تجري في عروقنا دماؤه الزكية ونواجه كلّ طواغيت الأرض، وفي كلّ عام هجري يتجدّد نقول للإمام الحسين لبيك يا حسين، نداؤنا العالي سيكون دائمًا لبيك يا قرآن لبيك يا حسين لبيك يا مهدي”.