حماس تنشئ بنية تحتية لإنتاج وإطلاق الصواريخ في جنين

موقع نيوز "1"
يوني بن مناحيم
ترجمة حضارات



بدأ صالح العاروري، رئيس الجناح العسكري لحركة حماس في الضفة الغربية، في الأشهر الأخيرة تحقيق رؤيته وإقامة بنية تحتية في شمال الضفة الغربية لإنتاج الصواريخ وإطلاقها باتجاه "إسرائيل".


وكانت البنية التحتية التي تمولها حماس قد أقيمت في شهر أيار من العام الجاري وتسمى "كتيبة العياش" نسبة إلى اسم القائد الشهيد يحيى عياش المعروف بـ "المهندس"، تم اغتيال عياش من قبل "إسرائيل" في عام 1996.


وبحسب مصادر أمنية في "إسرائيل"، نجح الشاباك في اعتقال بعض عناصر البنية التحتية، لكن معظم عناصر البنى التحتية يختبئون في مخيم جنين ويواصلون تصنيع الصواريخ وإطلاقها باتجاه "إسرائيل".


 وحتى الآن تم إطلاق سبعة صواريخ من هذا النوع تسمى "قسام" في أوقات مختلفة. هذه صواريخ بدائية محلية الصنع، لكن يجب التعامل معها على أنها بيان نوايا. تعمل حماس على نقل المعرفة التكنولوجية لصواريخ محسنة من قطاع غزة إلى الضفة الغربية؛ لذلك، فإن تقييم الشاباك هو أنها مسألة وقت فقط حتى تصل هذه المعرفة إلى جنين وتبدأ الجماعات المسلحة بتطبيقها في إنتاج صواريخ جديدة.

هذا سباق مع الزمن، ولهذا يبذل الجيش الإسرائيلي والشاباك جهودا استخباراتية مكثفة للقضاء على الظاهرة المسماة "كتيبة العياش".

ويحاول الذراع العسكري لحركة حماس والجهاد الإسلامي كسر ميزان القوى الحالي وفتح جبهة جديدة ضد "إسرائيل" من الضفة الغربية وتحقيق رؤية الجنرال الإيراني قاسم سليماني لمهاجمة "إسرائيل" في وقت واحد من عدة جبهات وتشديد القبضة الخانقة حولها باستخدام عشرات الآلاف من القذائف والصواريخ الدقيقة.

كما يجب عدم الاستخفاف بالخطر المتجدد المتمثل في إطلاق صواريخ من الضفة الغربية باتجاه "إسرائيل".
 كانت هناك محاولات مماثلة في الماضي أحبطها "الشاباك"، الذي عقد العزم على عدم السماح للمنظمات بالتعافي وخلق تهديد صاروخي جديد للمدن الرئيسية في "إسرائيل" من الضفة الغربية.

مسؤولون أمنيون كبار يحذرون من تحويل شمال الضفة الغربية إلى قطاع غزة رقم 2. الجماعات المسلحة في الضفة الغربية تستخدم بالفعل عبوات ناسفة كبيرة، على غرار اتهامات التنظيمات  في قطاع غزة أو حزب الله في جنوب لبنان، والآن الجماعات المسلحة في شمال الضفة الغربية يحاولون أيضًا تبني ظاهرة إطلاق الصواريخ على "إسرائيل".


وينظر الفلسطينيون إلى إطلاق الصواريخ على "إسرائيل" على أنه نقطة تحول في نضالهم وسيحاولون الاستفادة منه بشكل كامل. 

وبحسب تقديراتهم، فإن الجيش الإسرائيلي والشاباك سيجريان مداهمات في عدة أماكن في الضفة الغربية في الأيام المقبلة لمنع انتشار الظاهرة.


من أهم إنجازات عملية "درع وسهم" في قطاع غزة اغتيال القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي طارق عز الدين المسؤول عن التأسيس العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية، وقد أسس مجموعة بهدف تصنيع وإطلاق الصواريخ من منطقة جنين، لكن الشاباك تمكن من اعتقال جميع أعضاء الخلية قبل إطلاق الصواريخ على "إسرائيل".


 طارق عز الدين كان مقربًا جدًا من صالح العاروري رئيس الجناح العسكري لحركة حماس في الضفة الغربية وكان هناك تنسيق وثيق بينهما. الآن دخلت منظمة حماس الصورة أيضا وأنشأت كتيبة "العياش".

من جانبه يأخذ رئيس الشاباك رونان بار هذه الظاهرة على محمل الجد وهناك جهد استخباراتي كبير لتحديد الجهات المصنعة للصواريخ.

كما ذكرنا، فهم يتحصنون في مخيم جنين للاجئين،  مسؤول أمني كبير قال إن الجيش الإسرائيلي والشاباك لن يترددا في دخول هذا المخيم مرة أخرى لاعتقال من يحتاج إلى ذلك، ووضع حد لظاهرة إنتاج الصواريخ وإطلاقها من الضفة الغربية باتجاه "إسرائيل".


جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023