تستمر حرب تهريب المخدرات على الحدود السورية الأردنية، رغم تحسن علاقات الأردن مع سوريا خلال العام الماضي، إلا أن صبر العاهل الأردني الملك عبد الله أوشك على النفاد، وينوي أن يأمر الجيش الأردني بإنشاء منطقة أمنية عازلة على الحدود السورية الأردنية، بحسب مسؤولين أردنيين كبار.
وأعلن وزير الخارجية الأردنية أيمن الصفيدي نهاية الأسبوع، نية الأردن "لدحر مهربي المخدرات".
أي أن الأردن سيتحرك بشكل حاسم، لردعهم بكل الوسائل العسكرية اللازمة.
اعترض الجيش الأردني قبل أيام، طائرة مسيرة قادمة من الأراضي السورية إلى الأراضي الأردنية تحمل شحنة من عقار "الكريستال" الباهظ الثمن والخطير، وهي الطائرة السادسة التي تحمل مخدرات يعترضها الجيش الأردني في الآونة الأخيرة.
مهربو المخدرات، المدعومين من النظام السوري وحزب الله وإيران، يرسلون إشارات للأردن بأنهم لا يخشون نشاطه العسكري، وأنهم مصممون على مواصلة تهريب المخدرات.
ويركز الجيش الأردني حربه ضد تهريب المخدرات شمال المملكة، أمام أراضي بلدة درعا في الجانب السوري.
وكان الجيش الأردني قد عمل في الأيام الماضية داخل الأراضي السورية نفسها ضد ورشتين لإنتاج المخدرات.
يقوم الجيش الأردني الآن بإنشاء قوة عسكرية خاصة لمحاربة تجار المخدرات، وقد أوضح وزير الخارجية الأردنية أيمن الصفدي لوزير الخارجية السوري فيصل المقداد، أن الحرب ضد تجار المخدرات هي الآن أكبر تحد أمني للأردن.
وتتزايد التوترات الأمنية على الحدود الشمالية للأردن، والأردن على اتصال وثيق مع الإدارة الأمريكية ومع روسيا التي لها قوات عسكرية في جنوب سوريا، وتبقيهم على اطلاع على التطورات في مجال الحرب على المخدرات.
ويحرص الأردن بشدة على عدم توجيه أصابع الاتهام إلى السلطات السورية، على الرغم من أنه ليس سراً أن النظام السوري نفسه متورط في تهريب المخدرات مع حزب الله وعناصر إيرانية.
وتعد سوريا المنتج والموزع الرئيسي لمخدر الكبتاجون في الشرق الأوسط، ويتولى اللواء ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري، مسؤولية نظام التهريب.
يشغل ماهر الأسد منصب قائد الفرقة الرابعة في الجيش السوري، ويُشار إليه في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية باسم "بابلو إسكوبار" السوري، نسبة إلى تاجر المخدرات الكولومبي المعروف الذي كان رئيس كارتل ميديلين للمخدرات.
وبحسب مصادر أميركية فإن مصانع إنتاج عقار الكبتاغون، تخضع لسيطرة الفرقة الرابعة السورية وتحت حمايتها.
لطالما كانت سوريا بلداً تمر عبره المخدرات، في طريقها إلى بلدان أخرى في الشرق الأوسط، إلا أنها أصبحت في السنوات الأخيرة المنتج الرئيسي للدواء، خاصة منذ عام 2013 عقب الأزمة الاقتصادية الحادة، فاعتباراً من عام 2018 أصبحت أكبر منتج لعقار السباعي.
وفيما يتعلق بمهربي المخدرات، يلعب الأردن دوراً مهماً في التهريب، حيث تعتبر أراضيه الشمالية بمثابة بوابة المخدرات إلى دول الخليج ودول الشرق الأقصى.