المحسوبية .. مفاجأة أبو مازن

موقع نيوز "1"

يوني بن مناحيم

ترجمة حضارات

​​​​​​​
كشفت مصادر في حركة فتح أن ياسر عباس، نجل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وهو رجل أعمال وعضو في المجلس الثوري لحركة فتح، بدأ مؤخراً بالمشاركة في اجتماعات سرية حول قضايا سياسية في المنطقة وخارجها.




ولا يشغل ياسر عباس أي منصب رسمي في منظمة التحرير الفلسطينية أو مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية.




وقالت المصادر إن مشاركة ياسر عباس فيما يجري على الساحة السياسية تزايد بالتزامن مع تزايد الشائعات حول احتمال اعتزال والده محمود عباس قريبًا من الحياة السياسية، وهو ما تنفيه السلطة الفلسطينية لكنها لا تقدم تفسيرات للأنشطة السياسية لياسر عباس.




وشارك ياسر عباس ضمن الوفد الفلسطيني الذي توجه إلى الرياض قبل أسبوعين لإجراء محادثات مع وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان ووفد من الإدارة الأمريكية حول التوقعات الفلسطينية من اتفاق التطبيع المرتقب بين السعودية و"إسرائيل".




وضم الوفد الفلسطيني حسين الشيخ أمين عام اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وماجد فرج رئيس المخابرات الفلسطينية، ومجدي الخالدي المستشار السياسي لرئيس منظمة التحرير الفلسطينية.




ومن المحتمل أن يكون الهدف من مشاركة ياسر عباس (62 عامًا) في الوفد هو التأكد من عدم انحراف أعضائه عن التعليمات التي وجهها لهم رئيس السلطة الفلسطينية وعدم إبرام الصفقات خلف ظهر محمود عباس.  




وامتنع السعوديون والأميركيون عن نشر صور المناقشات التي جرت في الرياض وشارك فيها ياسر عباس كما ذكرنا.




ليس من المستبعد أن ينوي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس خلط الأوراق والبدء بتهيئة نجله على منصب الخلف في ظل صراعات شرسة على السلطة في قمة فتح قد تؤدي إلى حمام دم في المجتمع الفلسطيني.




ياسر عباس يعيش خارج الضفة الغربية، لكنه يزور رام الله بين الحين والآخر.




واستمع أعضاء الوفد الفلسطيني من وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إلى أن السعودية لا تنوي التنازل عن الحقوق الفلسطينية في المفاوضات مع إدارة بايدن و"إسرائيل"، وأعربوا عن ثقتهم في القيادة السعودية ورغبتهم في تحقيق التنسيق الكامل معهم بشأن المشكلة.




وفي الشارع الفلسطيني، تعتبر مشاركة ياسر عباس ضمن الوفد الفلسطيني إلى السعودية علامة سيئة على الطريقة التي يدير بها محمود عباس السلطة الفلسطينية، مما يدل على فساد كبير ومحسوبية.




رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وهو في نهاية حياته السياسية، لا يبالي بالانتقادات الفلسطينية أو الدولية لتصرفاته، فهو على يقين من أن لديه حصانة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي و"إسرائيل"، وأنه يستطيع أن يفعل ما يشاء.  




وتزعم المعارضة الفلسطينية أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس استغل منصبه وبنى لولديه ياسر وطارق إمبراطورية اقتصادية ضخمة في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وبحسبهم فإن علاقاتهم الاقتصادية مع عدة دول عربية قوية، ويبدو أن والآن يريدون أيضًا تعزيز علاقاتهم الاقتصادية مع المملكة العربية السعودية.




ومهما كان الأمر، فإن هذه القضية تثير موجة من الانتقادات بين الفلسطينيين ومخاوف في قمة فتح من أن رئيس السلطة الفلسطينية قد يحاول فرض خليفة عليهم رغمًا عنهم.




محمود عباس مكتفي بحالة عدم اليقين السائدة في قمة فتح، فهو يعمل بأسلوب "فرق تسد"، ويستمتع برؤية خصومه السياسيين قلقين من الوضع الذي نشأ، مما يجعلهم حذرين ومحافظين على الولاء له، في هذه المرحلة فهو يعلن في كل محفل في حركة فتح أنه لا ينوي الاستقالة من منصبه.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023