أحداث السياج في قطاع غزة .. مصلحة حماس وثمن الاحتواء

معهد بحوث الأمن القومي

كوبي ميخائيل



لقد مضى ما يقرب من أسبوعين على سماح حماس بوقوع حوادث احتكاك في عدة مواقع على طول السياج الحدودي مع قطاع غزة، وتنظيمها.

إلى جانب إعداد البنية التحتية للوصول الى السياج، تحرص حماس على عدم السماح لعدد كبير جدًا من المتظاهرين بالوصول إلى المنطقة، حتى لا تفقد السيطرة على الأحداث وتتجنب وقوع عدد كبير جدًا من الضحايا، وهو ما يمكن أن يحول الغضب تجاهها.

وفي الوقت نفسه، تتميز أحداث الاحتكاك هذه بنوع من التصعيد فيما يتعلق باستخدام الأسلحة النارية (معظمها إطلاق نار على جنود الجيش الإسرائيلي) والعبوات الناسفة، التي يبدو أنها تتكون من متفجرات عادية.

الافتراض العملي لحماس، التي واصلت "إسرائيل" مهاجمتها لعدة سنوات، هو أن "إسرائيل" تفضل احتواء الاستفزازات من أجل تجنب التدهور الأمني ​​في القطاع وخارجه بسبب ضائقتها الداخلية ومحدودية المناورة للحكومة.


تنجح حماس في سلوكها في منطقة السياج في تحقيق عدد من الأهداف المهمة والحيوية لها:

1. تحويل الانتقادات والضغوط من الداخل نحو "إسرائيل" (آلية عمل مألوفة تم استخدامها أيضًا خلال مسيرات العودة عام 2018).

2. الضغط على "إسرائيل" لغرض زيادة عدد تصاريح العمل واتخاذ خطوات إضافية لتحسين الواقع الاقتصادي في قطاع غزة.

3. ممارسة الضغوط على "إسرائيل" بهدف الضغط على قطر لإلغاء خفض المساعدات الشهرية لقطاع غزة، هذا أيضاً، مع العلم أن المصلحة المصرية في التهدئة ستؤدي أيضاً، برعاية الضغوط الإسرائيلية، إلى ضغوط مصرية على قطر.

4. الاعتدال في الانتقادات التي تلقتها من الضفة الغربية بشأن عدم مشاركة قطاع غزة في المعركة.

5. الرد على الضغوط التي تمارس على قيادة حماس في غزة من قبل قيادة حماس في الخارج، مع التركيز على صالح العاروري، الذي يدفع من أجل دخول قطاع غزة بشكل فعال وهادف إلى المعركة.

وفي الواقع، فإن الاستفزاز العنيف لـ"إسرائيل" على طول السياج هو أيضًا أداة في اللعبة السياسية الداخلية في حماس.

إن استفزازات حماس تنطوي على احتمالات تصعيد خطيرة، كما أن رد "إسرائيل" المنضبط والمقيد يستمر في تقويض قوة الردع الإسرائيلية ضد اللاعبين الآخرين في المنطقة.

بالإضافة إلى ذلك، فهو يغذي أو يشجع المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية ويخلق لحماس منطقة راحة لاستمرار الاستفزازات.

إذا استمر الأمر هكذا، فقد تجد "إسرائيل" نفسها أمام تصعيد سيخرج قطاع غزة عن نطاق السيطرة في وقت أقل ملاءمة لها، ومزيد من تصعيد العمليات في الضفة الغربية، عندما تستمر حماس في إضعاف السلطة الفلسطينية بما لا يخدم المصالح الإسرائيلية.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023