التدفق من غزة: طريق الشباب اليائسين... وكم يدفعون للهروب من القطاع؟

القناة 12

سبير ليفيكين

ترجمة حضارات


الرحلة إلى السعادة... رواية غزة: يواجهون البطالة ويشعرون بالعجز في مواجهة الوضع الاقتصادي الصعب، ويجدون صعوبة في رؤية الضوء في نهاية النفق.

يختار عشرات الآلاف من شباب غزة، الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عامًا، مغادرة قطاع غزة، لكن الطريق للخروج أكثر تعقيدًا وأطول مما يبدو، كما أنه يكلف الكثير من المال، وهكذا تم توثيقه في الشبكات.

طريق الخروج من غزة:

الخروج من قطاع غزة إلى مصر عبر معبر رفح

الرحلة إلى تركيا

الإبحار على متن سفينة مهاجرين إلى اليونان

يسافر معظم المهاجرين سيراً على الأقدام وغالباً ما يهربون جزئياً من اليونان إلى أوروبا، والبعض الآخر يصل إلى كندا.

وتبلغ تكلفة الخروج من غزة إلى مصر عبر معبر رفح نحو 200 شيكل، لكن في ظل الطلب الشعبي الكبير، فإن الكثيرين لا يستوفون المتطلبات، وكثرة السكان الذين يريدون إعطاء الأولوية لسفرهم على حساب سفر حالات أخرى، ظهرت في السنوات الأخيرة ظاهرة دفع الرشاوى للحصول على تأشيرة، بمبلغ يتراوح بين 3000 إلى 2000 دولار للتنسيق.

وذكرت المنظمات الحقوقية في غزة أن أكثر من 18 ألف شاب من غزة، طلبوا تأشيرة سفر إلى تركيا من أجل الوصول إلى اليونان ومنها إلى أوروبا.

وترى تلك المنظمات أن انعدام الأمل لدى الشباب، وقلة فرص العمل، خاصة بين خريجي الجامعات، وارتفاع نسبة البطالة وارتفاع الأسعار، هي العوامل التي تشكل أرضا خصبة لهروب الشباب، الذين يتطلعون إلى حياة أفضل.

منذ لحظة وصول المهاجرين الغزيين إلى اليونان، يشقون طريقهم إلى معسكرات الاعتقال حيث يجدون مأوى مؤقتًا، استعدادًا لمواصلة الرحلة إلى أوروبا.

هناك لا يجتمعون ويستمتعون فحسب، بل يمكنهم الوصول إلى الطعام الذي يسهل الوصول إليه، وحتى ملعب كرة السلة لتمضية الوقت.

بالنسبة لعشرات الآلاف من المهاجرين الشباب من غزة، أصبحت اليونان "بوابتهم" إلى أوروبا.

وفي أغلب الأحيان، يتم مساعدتهم من قبل المهربين الذين يقدمون خدماتهم لهؤلاء المهاجرين، عن طريق الهروب سيرا على الأقدام وعبور الحدود بشكل غير قانوني.

وقال إبراهيم عبد الله، الشاب من جنوب قطاع غزة، إنه يخطط للهجرة منذ عامين، إلا أن عائلته تمنعه من ذلك خوفاً على مصيره.

حاول إرضائهم وبحث عن عمل، لكنه لم يجد، ولذلك، كما يقول، شعر أنه لم يعد لديه خيار آخر.

أقنع عائلته وبدأ العملية الطويلة نحو الحياة خارج القطاع، ووفقا له، فقد تقدم بطلب للحصول على تأشيرة، ينوي الذهاب إلى تركيا، ومن هناك سيقرر ما إذا كانت الوجهة التالية ستكون إحدى الدول الأوروبية أو كندا.

الاعتبار بالنسبة له هو بلد سيحصل فيه على وظيفة ويكون قادرًا على بناء مستقبله، بعد أن أمضى 7 سنوات في غزة دون جدوى.

ومع بدء عملية الهجرة، يقول عبد الله، إنه انضم بالفعل إلى 16 شابًا آخر من معارفه الذين سبقوه.

كم تكلفة الهجرة من غزة إلى أوروبا؟

الشباب في غزة الذين سئموا حياتهم ويريدون بدء فصل جديد في أوروبا، سيضطرون إلى التخلي عن 5000 دولار على الأقل، لكن في بعض الحالات لا تنجح المحاولات على الإطلاق.

وأوضح الخبير الاقتصادي محمد نزار من غزة: "للأسف طريق الهجرة صعب ومكلف ماليا، ونسبة النجاح في الوصول منخفضة، لكنها أفضل من البقاء بلا مستقبل في غزة".

وأضاف: أن "الشباب يجدون أنفسهم دون القدرة على بناء مستقبلهم، ويمكن أن يصلوا إلى منتصف الثلاثينيات من العمر دون أن يتزوجوا أو يملكوا المال".

ووفقا له، فإن هذا ما يدفع الشباب إلى الهجرة غير الشرعية، الرغبة في "تحقيق أحلامهم".

وأعرب يوسف عيد، الذي وصل ابنه إلى اليونان بعد ست محاولات، عن أمله في أن يكون محظوظا بما فيه الكفاية للوصول إلى بلجيكا، حيث يعيش بالفعل العشرات من أقاربه وجيرانه.

وقال: "آمل أن يحصل ابني على تأشيرة دخول ووظيفة وفرص لحياة أفضل، وأفكر في إرسال ابني الثاني أيضاً، لأن المستقبل في قطاع غزة قاتم".

انتقادات لحماس

واستغلت مصادر مرتبطة بالسلطة الفلسطينية هذه الظاهرة لتوجيه انتقادات حادة لحماس، بما في ذلك رئيس تحرير صحيفة " الحياة الجديدة".

وفي إشارة إلى الموضوع، كتب: "في الآونة الأخيرة، تزايدت حالات الانتحار في قطاع غزة، وكذلك حالات الهجرة من قطاع غزة كنوع آخر من أنواع الانتحار، حيث أن هناك شباباً ينطلقون دون تردد في رحلة مليئة بالتحديات والمخاطر في البحر، قد تنتهي بحياة آمنة ومعيشة كريمة!".

وتابع: "الحياة في قطاع غزة، في ظل حكم حماس، لم تعد صعبة فحسب، بل أصبحت بلا أمل".

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023