آخر مقال لكاتب عبد الله العقاد: الرعب والانحدار لدى الاحتلال سيدا الموقف

بعد الرعب الذي قُذف فيه الكيان؛ فأصبح سيد الموقف لديه الانحدار المتسارع في مواقفه وأهدافه، والذي ينعكس بتخبط في التصريحات، وإدارة المعركة ..


فلا يغرنكم عربدته، فهي (نزاع الموت)، حين تملكه الرعب مما وجد من بأس شديد لرجال جاسوا الديار «وقذف في قلوبهم الرعب».


انظروا منذ أن بدأت المقاومة المعركة (طوفان الأقصى) ثأراً وثورة ضد العدوان الصهيوني على المسجد الأقصى بتدنيسه وسحل المصلين، وعدوانه على الأسرى في المعتقلات وزنازين القهر ..

كان سقف الاحتلال مسح غزة، ولهذا طالب نتنياهو أهل غزة بالخروج من غزة دون أن يحدد أين يخرجون، ثم انحدر بأهدافه بأن يريد مسح حماس، ثم ينحدر ليقضي على قوة حماس العسكرية، ثم ينحدر الآن ليقوض حكم.

وإليكم مسلسل ما سينحدر إليه الكيان، وبشكل متسارع جداً، سيطالب بصفقة أسرى مقابل كل الأسرى الفلسطينيين والعرب، ثم سينحدر لتوقف حماس الأسر والقتال، ثم ليطالب لينسحب من الغلاف، ثم لينسحب من الضفة المحتلة، ثم لينسحب من القدس، ثم ليلتزم بقرار التقسيم وعودة اللاجئين، ثم يطلب الهروب الآمن ..

لا أحلم، ولكني أرصد لك من تحت النار والعدوان الحقيقة بعيداً عن صخب (البروبغاندا) التي يمارسها الاحتلال والإعلام الغربي كله الأكثر صهيونية منه، والتي تحصن الشعب منها ولا يمكنها أن تنفذ إلى المقاومة.


فما وصل إليه الاحتلال من أهداف، فهي دون سقف أهدافه في (2008 - 2009- معركة الفرقان) التي كانت أهدافه منها وقد ابتدأها هو، للقضاء على قوة حماس والمقاومة ولا سيما الصاروخية، وإنهاء حكمها لغزة، واستعادة الجندي الأسير شاليط، واستمرت المعركة 23 يوماً ولم يحقق أي من أهدافها، في حين تعزز وجود حماس وقوتها العسكرية، وكان ثمن شاليط الأكثر في تاريخ الكيان، كنوعية وليس عدد مع كبر العدد.

إخواني أخواني، الفارق اليوم كبير ونوعي وجذري لصالح المقاومة، فهي ابتدأت المعركة تحت سقف واحد الحرية والتحرير، وقد جبت ثمناً باهظاً من الاحتلال كان يخشى من دفع أقل من نصفه مقابل مغامرة دخول غزة.

فاليوم يهدد الاحتلال المهزوم بدخول غزة برياً، وهو يعلم أن الدخول سيكون صعباً جداً ومميتاً، لكن المشكلة التي يعلمها قادة الاحتلال أن الخروج من غزة سيكون مستحيلاً على أي قوة تدخل منه.

تذكروا هذا جيداً وتمعنوه وأنتم ترتلون قول الله تعالى «وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين».

#طوفان_الأقصى
#الفاتح

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023