نشر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني تقريرا أعده رئيس التحرير ديفيد هيرست، نقل فيه عن مصادر قولها إن إسرائيل ستغرق الأنفاق التي بنتها حماس في غزة بغاز الأعصاب وبإشراف من البحرية الأمريكية.
مقدمة تقرير دافيد هيرست في موقع ميدل إيست آي
25 أكتوبر (تشرين الأول) 2023
(تتوقع مجموعات المقاومة الفلسطينية أن تقوم إسرائيل بإغراق أنفاق حماس بغاز الأعصاب والأسلحة الكيماوية، تحت إشراف كوماندوز من قوة دلتا الأمريكية، كجزء من هجوم مباغت على قطاع غزة، بحسب ما تحدث به لموقع ميدل إيست آي مصدر عربي كبير على معرفة بتلك المجموعات.
تأمل إسرائيل والولايات المتحدة في إنجاز عنصر المفاجأة من أجل اختراق أنفاق حماس، وإنقاذ ما يقرب من 220 رهينة، وقتل آلاف الجنود من كتائب عز الدين القسام التابعة لحركة حماس، حسبما صرح به المصدر، الذي أشار إلى أن مصدر المعلومات هو تسريب ورد من داخل الولايات المتحدة.
وأضاف المصدر أن فرقة دلتا في الجيش الأمريكي سوف تشرف على ضخ "كميات ضخمة من غاز الأعصاب داخل أنفاق حماس، يكون لديها القدرة على شل حركة الإنسان لمدة تتراوح بين 6-12 س.
ليس بإمكان موقع ميدل إيست آي التحقق من صحة المعلومات الواردة في التسريب).
__________________
غازات الأعصاب هي غازات سامة خطرة، تشل الجهاز العصبي وجميع وظائف الجسم ويمكن أن تكون قاتلة. تدخل الجسم عن طريق الفم أو الأنف عادة، ولكن يمكن أن تمتصها العيون أو الجلد. الجرعات العالية منها يمكن أن تُسبّب تشنجات فورية واختناق للضحية أو الموت بالسكتة القلبية.
أمثلة على غازات الأعصاب: السارين، إكس في، نوفيتشوك... وغيرها.
___________________
الأنفاق في غزة ليست وليدة اليوم، بل هي موجودة حتى قبل الحصار الذي فرض على غزة، كانت تصل القطاع بمصر، كما كانت تصله بالمناطق الفلسطينية المحتلة، واستخدمت في تهريب البضائع من وإلى قطاع غزة.. عبر أحد تلك الأنفاق تمكَّن عناصر المقاومة في قطاع غزة عام 2006 من أسر جلعاد شاليط الجندي في جيش الاحتلال.
ولكن بعد الحصار، وتعرض قطاع غزة لاعتداءات عسكرية متكررة من الاحتلال، كثفت المقاومة من إنشاء الأنفاق، وتجهيزها لتخدم أهدافاً هجومية بمواصفات خاصة تناسب خططها. لدرجة أن
إلا أن الفريق ركن محمود أعرب عن اعتقاده "أن الأمر في حالة قطاع غزة مختلف نوعاً ما، إذ إن عالم الأنفاق في قطاع غزة عالم مجهول للجميع، إلا المقاومة الفلسطينية... والجيش الإسرائيلي استخدم القذائف الارتجاجية تحت الأرض، ولم تفلح في إصابة أهدافها، والمقاومة ما تزال تهاجم وتدافع من داخل الأنفاق وخارجها".
وعند كل عدوان للاحتلال على قطاع غزة، تعود الأنفاق لتقفز للواجهة، خاصة عندما يفكر الاحتلال بالغزو البري للعله يحسم المعركة لصالحه، يدفعه وجود الأنفاق إلى التفكير مرات ومرات، يتقدمون خطوة ويتراجعون خطوات. ولا يغيب عن خاطرنا أن الاعتداءات الصهيونية العسكرية على قطاع غزة مستمرة، لا تكاد فترة تخلو منها.
_____________________
طوفان الأقصى- يوم العبور العظيم
المقاومة صدمت الاحتلال بهجومها الذي لم يخطر له على بال حتى في أسوأ كوابيسه، أعداد كبيرة من القتلى لم يحدث وأن خسر مثل عددهم في أي من حروبه السابقة مع العرب وحتى لم يستطع أن يحدد عددهم تماماً في اليوم الأول من الهجوم، وأسرى أيضاً لم يستطع إحصاءهم.. ارتباك شديد وتشوش لم يواجهه الاحتلال في تاريخه من قبل.. هزيمة حلت به بكل ما تحمل المقاييس العسكرية وغير العسكرية من معنى.
وبدأ هجوماً وحشياً شاملاً شمل كل مناطق قطاع غزة بلا استثناء بالطيران الحربي، من شمالها لجنوبها ومن شرقها لغربها، لم يستثن بيوت ولا مؤسسات ولا مدارس ولا حتى مستشفيات مرتكباً مجازر تطهير عرقي.
واحد وعشرون يوماً من الحرب على غزة ظل فيها الطيران الحربي يقصف ليل نهار، دون توقف، ودون أن يجرؤ على البدء بحرب برية تحسم نتيجة المعركة لصالحه وترد له أسراه؛ فقد حاول ولأكثر من مرة إرسال مناورات برية تصدت لها المقاومة بقوة.. فاندحروا.. خاصة بعد وصول إمدادات بشرية وعسكرية من أمريكا ودول أخرى مثل فرنسا وبريطانيا، وتسلمت أمريكا إدارة المعارك مع المقاومة.
_____________________________
دلتا فورس الأمريكية
أرسلت الولايات المتحدة "قوة دلتا" لدعم جيش الاحتلال بعد هجوم طوفان الأقصى، وهي وحدة عمليات خاصة سرية تتبع للجيش الأمريكي، وتركز مهمتها بشكل أساسي على تحرير الرهائن.
إلى جانب قوات البحرية الأميركية، تعتبر دلتا هي قوة العمليات الخاصة الأكثر تدريبا في الجيش الأميركي والعالم.
أما عن سبب إرسال قوة دلتا للاحتل؛ فلكي تقوم بشكل أساسي بتقديم المشورة لوحدة استطلاع هيئة الأركان العامة "سايريت ماتكال"، وهذه هي وحدة المستوى الأول التابعة لجيش الاحتلال، فهذا العدد الهائل من أسرى الاحتلال في يد حماس يعني أن "سايريت ماتكال" بحاجة لمساعدة.
وهو ما سيكون له تأثير في مجريات المعركة البرية التي يهدف الاحتلال منها إلى تحرير أسراه من قبضة المقاومة في غزة في الدرجة الأولى إضافة إلى أهداف أخرى.
____________________
ويعود السؤال الرئيسي هنا: هل يُغرق الاحتلال أنفاق المقاومة بغاز الأعصاب ليستعيد أسراه؟
أولاً: لا يعرف الاحتلال أين أسراه تحديداً في قطاع غزة.. في أي الأنفاق؟ وفي أي منطقة؟ أهم في الشمال أم في الجنوب؟ في الغرب أم الشرق أم الوسط؟
لا أحد يدري..
ثانياً: من المؤكد أن المقاومة لم تكدس أسرى الاحتلال في مكان واحد يسهل الوصول إليه ويسهل إصابتهم بالضرر، وهي الحريصة على سلامتهم وبقائهم أحياء لأن ذلك يحقق لها الهدف الذي لأجله خططت ونفذت لتوقعهم أسرى في أنفاقها.
ثالثاً: لو افترضنا جدلاً أن الاحتلال أغرق الأنفاق بغاز الأعصاب ليصيب بها المقاومين.. فإنها ستضر في الوقت ذاته بأسراه الذين يحرسهم هؤلاء المقاومين.
رابعاً: لا بد وأن المقاومة أعدت العدة لكل السيناريوهات المتوقعة، وتعرف تماماً كيف تتعامل معها، وتعالج مخاطرها، والمقاومة وقياداتها بارعة دوماً في ابتكار كل جديد لا يخطر على بال.
خامساً: ليس هناك ما يؤكد أو ينفي مصداقية هذا التسريب.
د. زهرة خدرج
كاتبة وروائية وناشطة فلسطينية