الدعم الأمريكي لـ"إسرائيل" إلى أين يقودها؟
صحيفة السبيل الأردنية

بقلم: حازم عياد

بعد إعلان سلطنة عمان إلغاء الاتفاقية الخاصة بالعبور الجوي لطيران الاحتلال فوق أجوائها بالتزامن مع تصاعد لاحتجاجات على مشاريع التطبيع مع الاحتلال على أراضيها؛ جاء إعلان منظمة الاغاثة التركية (IHH) نيتها محاصرة قاعدة انجرليك الأمريكية جنوب تركيا بالتزامن مع اتصال هاتفي اجراه الرئيس الأمريكي بايدن مع الرئيس التركي اردوغان يدعوه للامتناع عن توسيع ساحة المواجهة.

 المخاوف الأمريكية من اتساع نطاق الصراع لم تقابلها بدعوات لوقف اطلاق النار؛ ما أدى لتصاعد الهجمات على القواعد العسكرية الأمريكية في العراق وسوريا بشكل أعاق قدرتها على دعم عملياتها العسكرية دون مساعدة محتملة من دول الجوار في تركيا والأردن.

في الآن ذاته؛ مثل موقف الولايات المتحدة المعلن يوم امس على لسان الناطق باسم مجلس الامن القومي الأمريكي برفض وقف اطلاق النار ضوء اخضر أمريكي جديد سمح لإسرائيل لارتكاب مجزرة جديدة على نمط المستشفى المعمداني في مخيم جباليا.

كرة الثلج يتوقع ان تتسع وان تتحول المواقف والاجراءات المتخذة ضد الولايات المتحدة وإسرائيل الى تيار واسع يجرف معه أشد المطبعين تطرفا مع اميركا قربا؛ فالاكاديمي المقرب من صانعي القرار في ابو ظبي عبد الخالق عبد الله نشر؛ على نحو مباغت؛ اليوم الثلاثاء؛ وبعد مجزرة مخيم جباليا تغريدة على موقع (X)  تويترت سابقا قال فيها " الشعب يريد طرد السفير الإسرائيلي" ويقصد بذلك من بلاده الامارات العربية  شطبها بعد ذلك بوقت قصير. 

غياب الحلول السياسية والعسكرية دفع الولايات المتحدة الأمريكية للتشبث وعلى نحو جنوني باطلاق النار هدفا بحد ذاته تتجنب من خلال اعترافا بالهزمية امام حركة حماس والمقاومة الفلسطينية.

الادارة الأمريكية، وللتخفف من تداعيات موقفها المتطرف برفض اطلاق النار بتورطها المباشر في الصراع وعمليات القتل الجماعية للفلسطينيين؛ اعلنت دعمها ادخال مساعدات انسانية لقطاع غزة .

غير أن رفض أمريكا لوقف اطلاق النار يتحول الى نزيف لجيش الاحتلال دافعا المنطقة نحو مزيد من التصعيد الذي يطال المصالح الأمريكية؛ وفاتحا الباب لقوى دولية واقليمية للعب ادوار اكبر؛ فالرئيس الروسي بوتين المح لامكانية تزويد الفلسطينيين بالسلاح لمواجهة الاحتلال والانتهاكات بحقهم والرئيس التركي بات يتحدث عن اجرام إسرائيلي لايمكن السكوت عنه.

المعركة دخلت محطة جديدة تتضاعف فيها الضغوط على دول الاقليم والولايات المتحدة التي باتت جزءا من المعركة المشتعلة في الاراضي المحتلة؛ وفي كل يوم تتقلص مساحة الخيارات المتوفرة للولايات المتحدة التي ازداد رهانها على الحرب وهو رهان قاتل، ألحق بها العار والهزيمة في افغاستان وفي فيتنام قبل ذلك بسنوات.

*حازم عياد

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023