أسامة حمدان: الشعب الفلسطيني فقط هو من يقرر من سيحكم غزة ولن يقبل أن يملي أحد عليه إرادته
الموقع الرسمي - حركة حماس

عقدت حركة حماس اليوم الخميس في بيروت؛ مؤتمراً صحفياً لمواكبة العدوان الصهيوني الإرهابي على قطاع غزة لليوم 27 على التوالي وآخر تطورات معركة طوفان الأقصى

تناول أسامة حمدان عضو المكتب السياسي لحركة حماس ومسؤول العلاقات الدولية في البداية مجزرتَيْ جباليا (المخيم والفالوجا) مشيراً إلى أن الاحتلال ارتكب أول أمس مجزرة وحشية بقصف حي سكني كامل، بمن فيه من سكان مدنيين من نساء وأطفال وشيوخ، ليقتل ويصيب أكثر من 400 من المدنيين معظمهم من النساء والأطفال في جباليا، بذريعة استهداف قيادي في الحركة.

وأشار إلى أن الاحتلال عاد أمس ليرتكب مجزرة مماثلة في منطقة الفالوجا بجباليا، راح ضحيتها عشرات العائلات، بعد أن قصف مربعاً سكنيّاَ كاملاَ على رؤوس قاطنيه.

 أضاف حمدان مؤكداً أن قوات الاحتلال تستخدم الأسلحة المحرمة دولياً، ومنها الفوسفور الأبيض، حيث استهدفت اليوم صباحاً مدرسة للأونروا في مخيم الشاطئ، تستخدم لإيواء آلاف النازحين بقذائف الفوسفور الأبيض، وأوقع شهداء وجرحى في حصيلة أولية.

أومأ حمدان في حديثه أيضاً إلى أن الإدارة الأمريكية والدول الغربية الداعمة للاحتلال الصهيوني الإرهابي والمنحازة له أيديها ملطخة بدماء النساء والأطفال، وهم شركاء  في حرب الإبادة ضد شعبنا وشركاء في مجزرتَي جباليا التي خلّفت أكثر من 1000 بين شهيد وجريح ومفقود تحت الأنقاض.  


عرض أسامة حمدان آخر الأرقام والإحصائيات قائلاً: وصل عدد المجازر بحق العائلات إلى 926 مجزرة، وبلغ عدد الشهداء قرابة 9061 شهيد منهم 3760 طفلاً و 2326 سيدة، ووصل عدد الإصابات إلى 32000 مواطناً بجراح، إضافة إلى أكثر من 2060 شخصاً ما زالوا من المفقودين تحت الانقاض منهم 1150 طفلاً.


وأضاف قائلاً: أما فيما يخص تصريحات البيت الأبيض حول السعي لاتفاق دولي وإقليمي لإدارة قطاع غزة بعد الحرب، وأنه من غير المقبول أن تبقى حماس حاكمة لغزة بعد الحرب، فإني أقول لهم:" الذي يقرر من يحكم الشعب الفلسطيني هو الشعب الفلسطيني نفسه، ولن يقبل هذا الشعب أن تفرض عليه واشنطن أو غيرها إرادته.. وتدخل الإدارة الامريكية في ذلك وقاحة وغطرسة يرفضها شعبنا وكل أحرار العالم".


عرج حمدان على وعد بلفور قائلاً:" في ذكرى وعد بلفور الـ 106، نؤكّد أن شعبنا الفلسطيني لن يسمح بوصاية عليه وعلى أرضه، وعلى مستقبله وتقرير مصيره، ولن يسمح بتمرير نكبة ثانية، وسيبقى ثابتا على أرضه متجذّراً فيها، متمسكاً بخياره صد العدوان، والمقاومة حتى نيل حريته".


توقف القيادي في حماس أسامة حمدان أمام الحالة الكارثية للمستشفيات والقطاع الصحي، مشيراً إلى انهيار المنظومة الصحية، باستهداف 57 مؤسسة صحية وإخراج 15 مستشفى و32 مركز رعاية عن الخدمة جراء الاستهداف أو عدم إدخال الوقود أو نفاد المستلزمات الطبية، استشهاد 130 من الكوادر الصحية وتدمير 25 سيارة إسعاف.

وشدد أن توقف مولد الكهرباء الرئيسي في المستشفى الأندونيسي، جراء نفاذ الوقود، وقرب توقف المولد الكهربائي في مستشفى الشفاء، والآلاف من المرضى والجرحى فيهما عرضة لموت محقق.. مما ينذر بكارثة إنسانية.  

وركز على أن استهداف المستشفيات ومحيطها بالقصف بغرض الإرهاب وتعميق المأساة الإنسانية في قطاع غزة، ومن ذلك قصف مستشفى الصداقة التركي، والقصف في محيط مشفى القدس والإندونيسي، والقصف المباشر الذي تعرض له المشفى المعمداني.


نوه حمدان إلى المستشفيات المصرية في العريش قائلاً:" أما بخصوص قيام بعض الدول بإقامة مستشفيات عائمة أو مستشفيات ميدانية في العريش المصرية، فإننا  نؤكد أن المطلوب هو إدخال هذه المستشفيات والكوادر والأطقم والمعدات الطبية إلى قطاع غزة لعلاج المصابين هناك، وليس نقل آلاف المصابين  للعلاج في العريش والمستشفيات العائمة.

 ونحذر  بأن الاحتلال الذي يستهدف المستشفيات ويعمل على إخراجها جميعاً من الخدمة،  وهو الذي يسعى لتكون هذه المستشفيات الميدانية والعائمة خارج قطاع غزة، كجزء من مخططه لتهجير شعبنا، وهو الأمر الذي يرفضه شعبنا وكل قواه.. فلا نزوح ولا تهجير مهما كانت التضحيات".


تناول أيضاً بالتفنيد الوضع الإنساني قائلاً:" قطاع غزة أصبح منطقة منكوبة، ويفتقد إلى أبسط مقومات الحياة، فلا وقود ولا مستلزمات طبية ولا ماء نظيف ولا غذاء يكفي لسد حاجة المواطنين.

إضافة إلى سقوط عشرات الشهداء نتيجة قصف حول مخبر الشرق في غزة، أثناء اصطفاف المواطنين في طوابير للحصول على الخبز.

كما إن مراكز الإيواء والنزوح تعاني من الازدحام الشديد، وسوء التغذية، وتلوّث المياه، وتراجُع النظافة، وانتشار الحشرات والقوارض؛ كل هذا يشكل بيئة خصبة لانتشار الأمراض والأوبئة.


وفيما يخص فتح معبر رفح للإغاثة ولمرور الجرحى للعلاج قال حمدان:" تم أمس فتح المعبر، لكن لا يدخل منه إلا من ٥٠-٦٠ شاحنة للإغاثات والمساعدات، وهذه لا تكفي شيئاً.

وأشار إلى أن الاغاثات لا توزع إلا في جنوب غزة، وهذا غير مقبول، لأنه ينسجم مع سياسة الاحتلال وخططه في محاولة تهجير الناس من الشمال إلى الجنوب.

كما أشار إلى أنه تمت الموافقة فقط على أعداد  من الجرحى، وإخراج مزدوجي الجنسية.. وهذا غير كافي.  

ولفت الانتباه إلى أن الاحتلال يستهدف سيارات الإسعاف التي تنقل الجرحى إلى المعبر.

وقال:" بشكل عام هناك بطء في الآلية والحركة، بسبب إعاقة الاحتلال من جهة وبسبب قلة الامكانيات وقلة سيارات الإسعاف المتوفرة في القطاع".

قال مطالباً:" نطالب بكل وضوح بتمديد وتوسيع فتح المعبر  للأفراد والمساعدات والإغاثة"..

 ونطالب أن يكون مفتوحاً للمصابين وللأفراد .. وزيادة الشاحنات الى ٢٠٠ شاحنة يوميا بشكل أولي. وضرورة إدخال الوقود، وأن تصل المساعدات لكل مناطق القطــاع في الشمال والجنوب..


قدم شكره قائلاً:"  نشكر  الدول التي تواصلت معنا وابدت استعدادها لاستقبال أعداد كبيرة من الجرحى؛ ونأمل أن تبادر دول أخرى لذلك.. فأعداد المصابين إصابات خطرة وصعبة كبير جداً".


عرَّج أيضاً على التصعيد العسكري والاجتياح البري بقوله:" الاحتلال تعرّض لضربات مؤلمة خلال عمليات التصدي التي قامت بها كتائب القسام في محاور التقدم، والقسام دمّر عشرات الآليات الصهيونية، وعزز روايته بنشر فيديوهات لاستهداف الدبابات والجنود.

فالاحتلال اعترف بمقتل 18 من جنوده منذ قبل أمس الثلاثاء، وفقد صوابه بعد تدمير القسام لمدرعة النامير الناقلة للجنود، والتي تفاخر بصُنعها، بقذيفة محليّة الصنع من (الياسين 105).

الاحتلال يرتكب المجازر في جباليا وغيرها من مناطق قطاع غزة، ويستهدف المدنيين تعويضاً عن فشله في مواجهة كتائب القسام.


وأكد حمدان أن المعركة مستمرة، وشعبنا قرر الدفاع عن نفسه وعن قضيته، وسينتصر في نهاية المطاف، وإن شاء الله غزة ستكون مقبرة لجيش الاحتلال.  


في نهاية حديثه، قدم أسامة حمدان دعوة للدول العربية والإسلامية  لتجاوُز مربع الدعوات والمطالبات. ودعاهم للقيام بخطوات عملية وفي مقدمتها سحب السفراء، وقطع العلاقات مع العدو الصهيوني نهائياً، ووقف كل الاتفاقات الأمنية والتجارية وغيرها مع هذا العدو المجرم.

كما  دعا الدول العربية والإسلامية لاستخدام كل أوراق القوة للضغط على الإدارة الامريكية  والدول الراعية للعدوان وحرب الابادة..واستخدام سلاح النفط وكل المصالح التجارية والاقتصادية.. لوقف العدوان الصهيوني الإرهابي.


الخميس: 18 ربيع الآخر 1445هـ

الموافق: 02 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023م

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023