​​​​​​​

ورقة تأصيل 

• لا تقوم الدول والحركات والشعوب بشن حرب وفتح اشتباك مع أعدائها أو خصومها إلا إذا تعذر الحديث السياسي والعمل الدبلوماسي في تحقيق الأهداف .
• قبل أن تقوم هذه الكيانات بأخذ قرار الحرب أو الاشتباك تقوم بتحديد الهدف من هذا الأمر وبشكل دقيق ، بما يتناسب مع قدراتها لا مع رغباتها .
• بعد تحديد الهدف بشكل دقيق ؛ يتم تعبئة الطاقات والقدرات ؛ الذاتية أولاً ، مع الأخذ بالحسبان قدرات مصحابة صديقة يمكن أن تُستدعى عن الحاجة .
• يعطى المستوى العسكري فرصة تحقيق الغايات والأهداف من الحرب ، مع تحديد الضوابط والتدابير والسقوف الزمنية للوصول إلى ما تم التوافق عليه من نهايات ومآلات .
• يسعى القادة العسكريين إلى تحقيق أهدافهم من العمل العسكري قبل أن تصل العمليات العسكرية إلى أقصى نقطة تطور ـ ذروتها ـ حيث تبدأ بعد ذلك القدرات بالتناقص ، والمعنويات بالتآكل ، مهما بلغ الطرف من قوة أو روح معنوية .
• يراقب أهل الاختصاص ـ عسكريين ومدنيين ـ المؤشرات والقرائن التي تدلل على أن العملية العسكرية وصلت أقصى نقطة تطور لها ، وبدأت تكرر نفسها ، دون الوصول إلى أهداف تحقق غاياتها ، ومن هذا المؤشرات :

1. أخذ الأهداف وقت أكثر مما ينبغي للتحقق والإنجاز .
2. عدم انكسار العدو وصموده وعدم استسلامه .
3. تكرار الأعمال القتالية بشكل يومي روتيني دون حدوث أي تطور ينعكس إيجاباً على موقف الصديق ، وسلباً على موقف العدو .
4. بدء تململ الجبهة الداخلية ، نتيجة الخسائر أو القيود المفروضة عليها كلازمة ـ القيودـ للحروب أو النزاعات .

في مثل هذا الموقف ؛ تدخل الحرب مرحلة الاستنزاف ؛ ينتصر فيها من : 

1. يملك قدرات بشرية ومادية أكثر .
2. من خطوط إمداده وإدامته النارية والإدارية لقواته مفتوحة وغير مغلقة .
3. من يستطيع حشد دعم دولي وتأمين غطاء سياسي لبقائه في المعركة .
4. من جبهته الداخلية مؤمنة ولو نسبياً ، ولديها مقومات الصمود والبقاء أطول فترة ممكنة.

ويعرض نفسه للهزيمة : 

1. المحاصر ، محدود الإمكانات ؛ البشرية والمادية .
2. من خطوط إمداده مقطوعة أو مهددة أو غير مؤمنة .
3. من لا يملك دعم خارجي ـ مادي ، سياسي ، معنوي ـ يستطيع أن يضغط على عدوه فيحدث فرقاً في الموقف التعبوي لصالح قواته .

عندما يصل هذا الموقف إلى هذا الحد من التعقيد والانسداد؛ وحيث أن قرار الحرب ؛ بدئاً وإنهاءً هو قرار سياسي بامتياز ، فإن الطريقة الوحيدة للخروج من هذا الموقف هي: الضغط على صُنّاع القرار في جهتي المعادلة عبر : 

1. تكبيدهم خسائر عسكرية أو مدنية غير محتملة .
2. الضغط على الجبهة الداخلية للمتحاربين حتى تصرخ ، وتتحرك في وجه صانع قرارها وآخذه .
3. الضغط على حلفاء رئيسيين لأي من المتحاربين ، شركاء في إدارة المعركة ، بحيث تستخدم هذه الجهات ما لديها من قدرات ودالّات في وقف الحرب والخرج من المأزق.

وعليه ... 

نعتقد أن الحرب في غزة والتي أطلقنا عليها اسم " طوفان الأقصى " وأطلق عليها العدو اسم " السيوف الحديدية " قد وصلت أقصى نقطة تطور لها ، وأصبحت تكرر نفسها ، ودخلت مرحلة الاستنزاف ، الأمر الذي يتطلب للخروج منه بنتائج لصالحنا ضغطاً فعلياً ومؤثراً ومؤلما ًعلى العدو في جبهته الداخلية ، وحليفه ـ الأمريكي ـ في مناطق انتشاره ، وإلّا فسوف نبقى نشهد تكراراً للموقف القتالي إلى أن يصرخ أحد الطرفين ، نحن ـ لا قدر الله ـ ، أو العدو ـ أن شاء الله ـ . 

والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون 

عبد الله أمين

08/ 11/ 2023