إطلاق النار على مستوطنين على طريق مستوطنة إيتمار وتلبية دعوة العاروري لتحرك الضفة

حضارات

مؤسسة حضارات

وجه الشيخ صالح العاروري الليلة الماضية دعوته إلى شباب الضفة قائلاً:" أقول لشباب الضفة الغربية ولكل من عنده سلاح بمن فيهم أفراد الأجهزة الأمنية الذين يمتلكون أسلحة وأقول لشباب حماس وشباب فتح وكل الشباب اللي عندهم سلاح أنتم قادرون على أن تَنفَذوا إلى قلب هذا الاحتلال في أي مكان".. 



وأضاف قائلا:" يجب أن يدفع الاحتلال ثمن جرائمه في غزة ويدرك أن المعركة تفتح عليه في كل الجبهات وأنا أقول لكم أن فعلكم المقاوم في الضفة الغربية وحركة المقاومة وقدرتها على إيلام الاحتلال في كل مكان كفيلة بأن تضع حد جرائم الاحتلال في غزة".



ولم يطل الانتظار.. فبعد عدة ساعات من هذه الدعوة، تحديداً بعد منتصف الليلة الماضية، أطلق مقاومون النار على سيارة مستوطنين كانت تمر على شارع مستوطنة إيتمار المقامة على أراضي مدينة نابلس، أصيب مستوطن ومستوطنة كانوا داخل السيارة، وكانت هناك طفلة صغيرة في الخلف لم يوجه لها المقاومون نيران أسلحتهم في إشارة واضحة إلى أخلاقيات المقاتل النبيلة التي يتمتع بها المقاتل الفلسطيني على النقيض من الأخلاقيات الدنيئة التي شاهدنا دناءتها بأعيننا عبر الشاشات والتي اتصف بها جيش الاحتلال وظهرت بشكل سافر في هذا العدوان على الشعب الفلسطيني.



ذكرت وسائل الإعلام العبرية أن جراح المستوطن خطيرة، فيما المستوطنة وُصفت بجراحها بالمتوسطة، وذكرت أيضاً أنمنفذ العملية قد تمكن من الفرار. وبحسب الطواقم الطبية في "نجمة داود الحمراء"، فقدقُدمت الإسعافات الأولية لمصاب (21 عاماً)، حالته خطيرة ومستقرة، وامرأة تبلغ من العمر 23 عاماً، حالتها متوسطة فوي كامل وعيها، فيما تدخلت طائرة مروحية لنقل المصابين إلى المستشفى لاستكمال العلاج.



يُذكر أن قطاع غزة يتعرض لعدوان دموي فاشي لليوم الرابع والثلاثين على التوالي ارتقي فيه حتى الآن 10569 شهيداً 4324 منهم أطفالاً و 2823 منهم نساءً، كما يوجد 2550 شخصاً ما يزالون مفقودين تحت ركام المنازل التي دمرها الطيران الحربي فوق رؤوس ساكنيها.



ولم يقتصر عدوان الاحتلال على قطاع غزة، بل نال من مناطق الضفة المحتلة قاطبة. وتوزع العدوان في الضفة الغربية ما بين مهاجمة قطعان المستوطنين للقرى والبلدات الفلسطينية القريبة من المستوطنات والاعتداء عليهم، ومهاجمة المزارعين في حقولهم وإطلاق النار عليهم وضربهم وحرق الحقول والأشجار وتكسير أشجار الزيتون، وسرقة المحاصيل. 



أما عدوان جيش الاحتلال على الضفة المحتلة فاتضح في تنفيذ الجيش لحملات مداهمات واقتحامات ليلية للمدن والقرى والبلدات، يقوم خلالها باقتحام البيوت بطريقة عنيفة مستفزة، فيحطم ويضرب ويعتقل، فلا تمر ليلة دون اعتقال العشرات من الفلسطينيين من مناطق الضفة، وغالباً ما يكون من بين المعتقلين نساء وأطفال. وعادة ما تحدث مواجهات ويتصدى الشبان الفلسطينيين للمقتحمين الذين يُطلق عليهم جيش الاحتلال الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع، ما يؤدي إلى ارتقاء شهداء ووقوع الكثير من الإصابات.على سبيل المثال، اقتحام جيش الاحتلال لمدينة بيت لحم، فقد ذكر الهلال الأحمر الفلسطيني في تصريح صحفي له أمس، إن طواقمه تعاملت مع "64 إصابة خلال مواجهات في مدينة بيت لحم"، وذكر أن بين الإصابات كانت 10 بالرصاص الحي، والباقي بشظايا الرصاص والاختناق، وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية أن 3 من بين الإصابات كانت خطيرة.



لم يقتصر العدوان على الضفة بالاعتقالات والاقتحامات والمداهمات، بل امتد إلى تقطيع أوصال الضفة، حيث أغلق القرى بالسواتر الترابية والبوابات المعدنية، ووضع المكعبات الاسمنتية على مداخل المدن التي أغلق كثير منها وفي أحسن الأحوال زرع حواجز عسكرية تُذل وتهين المضطرين إلى اجتيازها لدخول المدن أو الخروج منها. 



ولم يسلم الأسرى في سجون الاحتلال من أذى الاحتلال وانتقامه، فمنذ بدء العدوان على غزة  فُرضت عليهم سلسلة جديدة من العقوبات، وأصبحت أقسامهم تتعرض للاقتحامات المستمرة التي يتعرض خلالها الأسرى للقمع والضرب والتقييد، حيث ارتقى حتى الآن ومنذ بدء العدوان على غزة 4 أسرى اعتُقلوا بعد انطلاق معركة طوفان الأأقصى وكانو بصحة جيدة. 



 وكان آخر هذه العقويات ما أمر به وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير أمس بحسب الصحفي الصهيوني هليل بيتون روزين الذي كتب قائلاً:"وزير الأمن القومي الإرهابي ايتمار بن بن غفير يأمر بتشديد اجراءات السجون على الأسرى الفلسطينيين: حيث أمر بوضع 5 اسرى في كل زنزانة، مقيدين بالسلاسل طوال النهار والليل، وتقييد أرجلهم والصاقها ببعضها البعض، ومنع الخروج من الزنزانة إلا للاستحمام في النهار، وفرض عليهم النوم على مقاعد حجرية، والاكتفاء بشرب الماء فقط كغذاء أساسي، وفرض أن تكون المراحيض فتحة في الأرض.



وجدير بالذكر أن الاستفزازاات التي تمارسها حكومة الاحتلال بحق الفلسطينيين من اقتحامات وتدنيس يومي للمسجد الأقصى وضرب وسحل وتنكيل بالمرابطين والمرابطات فيه، وتنكيل إدارات السجون ضد الأسرى في السجون، وتعديات قطعان المستوطنين على القرى والبلدات الفلسطينية ومهاجمتهم لها وإحراقهم وتحطيمهم، كانت السبب المباشر الذي دفع المقاومة الفلسطينية إلى إطلاق معركة طوفان الأقصى يوم السابع من أكتوبر الماضي لوضع حد لكل هذه التجاوزات التي لا يمكن السكون عنها، حسبما ذكر القائد الأعلى لكتائب عز الدين القسام المجاهد محمد الضيف.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023