في اليوم الثاني من معركة طوفان الأقصى، أعلنت كتائب عز الدين القسام (الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس) عن دخول مسيَّرة الزواري الانتحارية في الخدمة، وأُعلن عن الاستعانة بها في العبور لغلاف غزة في اليوم الأول من معركة طوفان الأقصى.
وكان نص البيان كالتالي:
بلاغ عسكري رقم (6) صادر عن:
...::: كتائب الشهيد عز الدين القسام :::...
شارك سلاح الجو التابع لكتائب القسام في اللحظات الأولى لمعركة #طوفان_الأقصى بالانقضاض على مواقع العدو وأهدافه بـ 35 مسيرةٍ انتحاريةٍ من طراز "الزواري" في جميع محاور القتال.
ونشرت كتائب القسام بعد ما يقارب 20 دقيقة من الإعلان مقطعاً مصوراً لتلك المسيرات، وذكرت أن 35 طائرة من مسيرات الزواري الانتحارية قد شاركت في جميع محاور القتال وساهمت في التمهيد الناري لعبور مقاتليها إلى الداخل المحتل.
وكُتب أسفل لمقطع المصور:" مشاهد لطائرة "الزواري" الانتحارية التي دخلت الخدمة خلال معركة #طوفان_الأقصى وشاركت في التمهيد الناري لعبور مجاهدي القسام إلى أراضينا المحتلة".
وتوالى بعد ذلك استعمال كتائب القسام لهذا النوع من الطائرات في معركة طوفان الأقصى لاستهداف مرابض آليات المحتل وتجمعات أفراده على حدود قطاع غزة. وذكرت في وقت سابق ن هذا العام في منشور لها على قناة التيليجرام أنها سميت بهذا الاسم تيمناً بالشهيد القسامي المهندس التونسي محمد الزواري.
قبل عامين من معركة طوفان الأقصى، نشرت كتائب القسام فيديو مصور لمسيَّرة الزواري التي نفذت طلعات رصد واستطلاع فوق مواقع الجيش الإسرائيلي وعادت إلى قواعدها سالمة.
مهندس هذا النوع من المسيرات هو مهندس الميكانيك التونسي محمد الزواري من مدينة صفاقس. الذي نعته كتائب عز الدين القسام بعد اغتياله أمام بيته. نشأ محمد الزواري في أسرة ملتزمة دينياً. أثناء دراسته الجامعية انضم إلى حركة النهضة، التي تتبع لفكر الإخوان المسلمين، ما تسبب في بقائه ما بين المطاردة والاعتقال. ما حدا به إلى الفرار خارج تونس والتنقل بين دول عربية عدة حتى حط به المقام في سوريا حيث التحق بكتائب القسام عام 2006، وأصبح ركناً أساسياً في فريق ابتكار الطائرات بدون طيار( المسيرات).
وضع الزواري النموذج الأول لهذه الطائرة بمساعدة ضابط سابق في الجيش العراقي يعمل مع كتائب القسام أيضاً.
تلقى بعد ذلك الزواري في إيران برفقة فريق برنامج المسيرات التابع لكتائب القسام تدريباً على تصنيع الطائرات بدون طيار، حيث أمدتهم إيران بخبراتها في هذا المجال.
ومع بداية الحرب الصهيونية على قطاع غزة عام 2008، كان الفريق بقيادة الزواري قد صنَّع 30 طائرة مسيرة.
بعد سقوط زين العابدين عام 2011 عاد الزواري إلى مسقط رأسه في صفاقس.
ولكنه انتقل إلى قطاع غزة بين عامي 2012 و 2013، ليشرف على تطوير طائرة أبابيل التي أدخلها القسام للخدمة في حرب العصف المأكول عام 2014 ، وقد أُرسلت طائرة أبابيل في مهمة التقاط صور للكرياة في تل أبيب( وزارة الحرب الصهيونية) .
اغتيل الزواري أمام منزله في مدينة صفاقس بإطلاق النار عليه في ظهيرة يوم 15 من أكتوبر 2016. حيث أعلنت حركة حماس حينها أن الزواري أحد قادتها، واتهمت جهاز المخابرات الإسرائيلي، باغتياله.
وكان آنذاك يحضّر لشهادة الدكتوراه لصناعة غواصة مسيرة.