أولاً : الموقف :
وفي ختام اليوم الـ 47 للحرب ؛ وبعد أن أفضت المفاوضات السياسية بوساطة قطرية ، إلى موافقة العدو (الأمريصهيوني ) على هدنة مؤقتة لمدة 4 أيام ـ لم يتم حتى كتابة هذا الموقف الإعلان عن بدء سريانها ـ يسابق العدو الوقت لتحقيق إنجازات ميدانية تحسن من موقفه القتالي ، بحيث يعود لاستئناف القتال من موقع أفضل مما هو عليه الآن . وعليه فقد بقي الموقف في صفحاته المختلفة على النحوي الآتي :
ففي صفحة العدو القتالية؛ بقي العدو مستمراً في تقطيع مدينة غزة إلى بقع عمليات منفصلة عن بعضها البعض ، بحيث يدفع قواته باتجاه الأكثرها سهولة للمناورة وتحقيقاً للأهداف ، مثبّتاً البقع الأكثر صعوبة وصلابة ، للعودة لها لاحقاً ، وفي هذا السياق ؛ فقد أتم العدو حصاره لمنطقة جباليا في شمال مدنية غزة . كما كان موقف العدو القتالي في الـ 24 ساعة على النحو الآتي :
كما بقي العدو يمارس ضغطه بالنار والمناورة ، على الحاضنة الشعبية للمقاومة في مختلف مدن ومخيمات قطاع غزة ، مستهدفاً ما تبقى من المشافي ومراكز النزوح ، خاصة في أحياء شمال مدينة غزة ، كما بدأ ـ العدو ـ بتخصيص مزيداً من النار لمدينة خان يونس ، حيث يعتقد أن قيادة المقاومة متواجدة فيها .
وفي سياق متصل ؛ بقي العدو يرد مختلف صنوف النار على مواقع وقواعد اطلاق النار التابعة للمقاومة الإسلامية " حزب الله " في جنوب لبنان ، كما طال قصفه محيط ضاحية السيدة زينب في ريف دمشق .
أما في صفحة موقف المقاومة فلم تتغير في الـ 24 ساعة الماضية وبقيت على النحو الآتي :
وعلى صلة ؛ فقد تصدت المقاومة الفلسطينية للعدو على محاور بيت حانون ، وجباليا ، حيث يركز العدو جهده الآن ، كما بقيت ـ المقاومة ـ تتعرض للعدو على باقي محاور عمله في الزيتون ، والرضوان ، وشرق مستشفى الشفاء ، وفي محيط المستشفى الإندونيسي ، كما قصفت المقاومة الفلسطينية مقار حشد وتجمع العدو في محيط غلاف غزة ، بمختلف صنوف الأسلحة . هذا وقد بلغ عدد شهداء شعبنا حتى كتابة هذا الموقف ما يقارب الـ 14500 شهيداً ، و 35000 جريحاً و7000 من المفقودين .
أما في الجبهات الخارجية / لبنان ، سوريا ، العراق ، اليمن :
وفي الضفة الغربية ؛ ما زال العدو يكرر عمليات اقتحامه اليومي ــ وبنفس طرق العمل والتكتيكات الميدانية ــ لمدن وقرى الضفة الغربية في عمليات أمن جاري ساخن ، يُحيّد فيه مقاومين ، ويدمر بناً تحتيه وخدمية ، ويُثّبتُ قدرات للمقاومة ، يمكن أن تساعد في اشغاله ، وتشتيت جهوده ، وتجميد جزء من قدراته ، أو تعيق تحركه السلسل باتجاه جبهات قتاله في الشمال أو الجنوب ، وفي هذا السياق ؛ فقد قصفت طائرة بدون طيار مجموعة من المقاومين في طول كرم ارتقى على أثرها 6 شهداء . وعلى صلة ؛ فقد اقتحمت قوات العدو كلاً من المناطق التالية في الضفة الغربية : مخيم بلاطة / نابلس ، مخيم العروب ، ومدينة دورا / الخليل ، قرية رمانة / جنين ، مخيم قلنديا / القدس ، ومدنية طوباس . هذا وقد بلغ عدد شهداء الضفة الغربية منذ بدء معركة " طوفان الأقصى " ما يقارب 227 شهيداً .
وفي الدعم الشعبي للمقاومة ؛ لا زالت تجوب المدن والعواصم على شكل :
وفي الجهود السياسية ؛ أفضت المفاوضات القطرية مع العدو ( الأمريصهوني ) إلى التوصل إلى اتفاق هدنة مؤقتة لمدة 4 أيام قابلة للتمديد ، لم يعلن عن بدء تنفيذها حتى الآن ، حيث كان من المقرر أن يبدأ سريانها اليوم الساعة 1000 ، الأمر الذي أعلن عن تأجيله إلى يوم غد الجمعة الواقع فيه 24 11 2023 .
ثانيا : التحليل والتقدير :
أفضت المفاوضات السياسية بين العدو (الأمريصهيوني) وبين المقاومة بوسطة قطرية إلى الوصول إلى هدنة مؤقت ، الأمر الذي سيمنح كافة الأطراف المشاركة في هذه الحرب ، إن في داخل فلسطين المحتلة أو خارجها ، سيمنحهم فرصة لتقييم ما تم تحقيقه على مدار الأيام الماضية ، كما أنها ـ الهدنة ـ ستساعد في التخفيف عن أهلنا وشعبنا في قطاع غزة ، عبر توفير أجواء أكثر أمناً لتفقد ممتلكاتهم ، وتأمين بعضاً من حاجاتهم ومتطلباتهم ، أما في الشق العسكري ؛ فإن هذه الهدنة سوف تمنح المقاومين فرصة لإعادة تنظيم تشكيلاتهم ، وحصر خسائرهم ، وترميم ما يمكن من قدراتهم ـ البشرية والمادية ـ والتحضر والتحضير لاستئناف القتال حال عدم تمديد هذه الهدنة .
أما في صفحة العدو ؛ فإنه سيستغل هذه الهدنة بالإضافة إلى إعادة تنظيم قواته ، سيستغلها في الاستطلاع وجمع المعلومات بمختلف وسائط الجمع العسكري والأمني ، بحثاً عن رؤوس خيوط يمكن أن تُستثمر ويستفاد منها للتتبع المقاومين ، والتعرف على مقارهم ، وخطوط حركتهم ، ليستفيد مما جمع وسجل من معلومات ، حال تجدد عمليات القتال ؛ إذا لم يتم تمديد هذه الهدنة .
وعليه وأمام هذه المعطيات ، فإننا نعتقد أن الموقف في الـ 24 ساعة القادمة سوف يكون على النحو الآتي :
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .
عبد الله أمين
23/ 11/ 2023