توطئة :
أما وأنا في ظلال الحديث عن هدنة مؤقتة توقف إجرام العدو ( الامريصهيوني ) الذي أباد البشر والحجر في غزتنا ، رمز عزتنا ، وحيث أنه كثر ترديد مصطلحات من قبيل : هدنة ، وهدن ، ووقف إطلاق نار ، ومشتقات هذه المصطلحات ، ولأن الأمر كذلك ؛ تأتي هذه الورقة في عجالة كتأصيل لما يدور الحديث عنه ، حيث ستتطرق إلى ثلاثة مفاهيم ومصطلحات ـ هدنة ، وقف النار ، وقفة تعبوية ـ مرتبطة بالحروب والصراعات الخشنة ، لضبطها دون الدخول في تفاصيلها الفنية والإجرائية ، مُعَرّفين المصطلح أو المفهوم ، ومتى يلجأ له ، علّنا بذلك نكون أزلنا شبهة ، وعَدلنا فهماً .
أولاً : وقف إطلاق النار :
وقف إطلاق النار هو عبارة عن إجراء تعبوي ميداني ذاتي ، لا يتطلب موافقة أو إذن من أحد ، وإنما يتم التوافق عليه بين مختلف قادة التشكيلات العاملة في منطقة العمليات ، بغض النظر أكان الموقف موقف هجومي بأنواعه ، أو دفاعي بإجراءاته ، حيث يلجأ القائد إلى وقف النار في المواقف التالية :
ثانياً : الوقفة التعبوية :
هي إجراء قتالي ذاتي يقوم به قائد التشكيل المناور بعد أخذ موافقة سلطة أعلى منه في مسرح العمليات ، أو تلقيه أمراً من قيادة أعلى منه في منطقة المسؤولية ، مطلة ـ القيادة ـ على كامل الموقف العسكري وصفحاته المختلفة ، حيث يُلجأ إلى مثل هذا الموقف في الحالات الآتية :
ثالثا : الهدنة :
هي عبارة عن إجراء قتالي ثنائي ، يتم بين طرفي النزاع أو القتال ، عبر طرف أو أطراف حقيقية أو حقوقية ، غير منخرطة في العمليات القتالية ، تملك دالة على طرفي النزاع ، بناء على ظرف استدعته حاجة أحدهما أو كلاهما ، بحيث تكون هذه الهدنة ، دائمة أو مؤقتة ، مكتوبة النصوص ، متفق عليها ؛ شكلاً وزماناً ومكاناً ومضموناً ، وتُسجل في نصوص تحريرية ملزمة لكلا الطرفين ، وغير حمالة لأوجه ، من حيث المعاني والمصطلحات ، حيث يُلجأ لها بناء على :
إن أخطر ما في الهدنة أو الهدن ؛ التسرع في الموافقة عليها تحت ضغط الحاجة أو الميدان ، مما يعيني أنها قد تحمل نصوصاً أو عبارات حَمّالة لأوجه ، تتعدد فيها الأفهام والتعاريف والتصاريف ، بحيث تُفسر وتُنفذ باستنسابية ، أو لغير ما عقدت من أجله ، وأبرمت لتحقيقه ، الأمر الذي يتطلب ، حضور أو مشاركة أو مشاورة كل من يُعتقد أنه مفيد أو دخيل في عقد وإبرام مثل هذه الاتفاقيات ، لِتُحكم نصوصها ، وتضبط مصطلحاتها .
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .
عبد الله أمين
23/ 11/ 2023