طوفان الأقصى... مفاهيم ومصطلحات

عبدالله أمين

خبير عسكري وأمني

توطئة

أما وأنا في ظلال الحديث عن هدنة مؤقتة توقف إجرام العدو ( الامريصهيوني ) الذي أباد البشر والحجر في غزتنا ، رمز عزتنا ، وحيث أنه كثر ترديد مصطلحات من قبيل : هدنة ، وهدن ، ووقف إطلاق نار ، ومشتقات هذه المصطلحات ، ولأن الأمر كذلك ؛ تأتي هذه الورقة في عجالة كتأصيل لما يدور الحديث عنه ، حيث ستتطرق إلى ثلاثة مفاهيم ومصطلحات ـ هدنة ، وقف النار ، وقفة تعبوية ـ مرتبطة بالحروب والصراعات الخشنة ، لضبطها دون الدخول في تفاصيلها الفنية والإجرائية ، مُعَرّفين المصطلح أو المفهوم ، ومتى يلجأ له ، علّنا بذلك نكون أزلنا شبهة ، وعَدلنا فهماً . 


أولاً : وقف إطلاق النار

وقف إطلاق النار هو عبارة عن إجراء تعبوي ميداني ذاتي ، لا يتطلب موافقة أو إذن من أحد ، وإنما يتم التوافق عليه بين مختلف قادة التشكيلات العاملة في منطقة العمليات ، بغض النظر أكان الموقف موقف هجومي بأنواعه ، أو دفاعي بإجراءاته ، حيث يلجأ القائد إلى وقف النار في المواقف التالية : 

  1. تحقيق الأهداف وإنجاز المهام ( نصر ) . 
  2. تقليل منسوب الخطر على القوات العاملة في منطقة العمليات ، وهو ما يعرف اصطلاحاً بإجراء "رفع النار " . 
  3. عدم القدرة على تحقيق الهدف ( هزيمة ) . 


ثانياً : الوقفة التعبوية

هي إجراء قتالي ذاتي يقوم به قائد التشكيل المناور بعد أخذ موافقة سلطة أعلى منه في مسرح العمليات ، أو تلقيه أمراً من قيادة أعلى منه في منطقة المسؤولية ، مطلة ـ القيادة ـ على كامل الموقف العسكري وصفحاته المختلفة ، حيث يُلجأ إلى مثل هذا الموقف في الحالات الآتية : 

  1. تلقي أمراً من القيادة الأعلى في مسرح العمليات . 
  2. تغير في الاتجاه الكلي للعمليات القتالية . 
  3. تغير في بيئة المعركة الجغرافية أو المناخية أو الديموغرافية. 
  4. سرعة اندفاع القوات ، واستطالة خطوط الإمداد ، بوتيرة أسرع مما كان متوقع ، أو مجدول في جداول العمليات . 
  5. استيعاب ودمج قدرات ، بشرية أو مادية ، في قوات التشكيل المناور . 


ثالثا : الهدنة

هي عبارة عن إجراء قتالي ثنائي ، يتم بين طرفي النزاع أو القتال ، عبر طرف أو أطراف حقيقية أو حقوقية ، غير منخرطة في العمليات القتالية ، تملك دالة على طرفي النزاع ، بناء على ظرف استدعته حاجة أحدهما أو كلاهما ، بحيث تكون هذه الهدنة ، دائمة أو مؤقتة ، مكتوبة النصوص ، متفق عليها ؛ شكلاً وزماناً ومكاناً ومضموناً ، وتُسجل في نصوص تحريرية ملزمة لكلا الطرفين ، وغير حمالة لأوجه ، من حيث المعاني والمصطلحات ، حيث يُلجأ لها بناء على : 

  1. جهود وساطة وإصلاح من طرف ؛ حقيقي أو حقوقي ، محايد يقوم بها بين طرفي النزاع. 
  2. ضغوط سياسية محلية أو إقليمية أو دولية تمارس على كلا طرفي النزاع أو أحدهما . 
  3. تلبية لحاجة ـ تبادل أسرى ، دفن موتى ، نقل جرحى ، ادخال معونات ، انسحاب من ساحات ـ كلا طرفي النزاع . 
  4. إجراء مفاوضات أولية لرأب الصدع وحل المشاكل سبب النزاع أو الحرب . 
  5. إثبات حسن نوايا . 

إن أخطر ما في الهدنة أو الهدن ؛ التسرع في الموافقة عليها تحت ضغط الحاجة أو الميدان ، مما يعيني أنها قد تحمل نصوصاً أو عبارات حَمّالة لأوجه ، تتعدد فيها الأفهام والتعاريف والتصاريف ، بحيث تُفسر وتُنفذ باستنسابية ، أو لغير ما عقدت من أجله ، وأبرمت لتحقيقه ، الأمر الذي يتطلب ، حضور أو مشاركة أو مشاورة كل من يُعتقد أنه مفيد أو دخيل في عقد وإبرام مثل هذه الاتفاقيات ، لِتُحكم نصوصها ، وتضبط مصطلحاتها . 


والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون . 

عبد الله أمين 

23/ 11/ 2023



جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023