أولاً : الموقف :
إنه اليوم الثاني للقتال بعد إنتهاء الهدنة المؤقتة التي طوي ملفها في ي : 01 12 2023 س: 0700 ، حيث ما زال العدو يشن هجومه البري والجوي والبحري على مختلف مناطق قطاع غزة . كما بقيت المقاومة الفلسطينية تتعرض للعدو على كافة محاور القتال ، خاصة في منطقة مدينة غزة ، حيث عمليات الجهد الرئيسي للعدو ، كما وتتصدى لمحاولات تقدمه في مناطق جنوب الوادي ، خاصة منطقة خان يونس . أما في تفصيل موقف اليوم :
ففي صفحة العدو القتالية ؛ عاد العدو للعمل في معظم مناطق مدينة غزة ، شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً ، باستخدام التشكيلات القتالية الآتية :
منطقة عمليات الشمال الشرقي لمدينة غزة / محور بيت حانون : تشكيلات الفرقة 252 والتي تضم الألوية 10 و 12 و 14 و 16 .
- منطقة عمليات الشمال الغربي لمدينة غزة / محور زكيم ساحل غزة حتى أبراج المقوسي : تشكيلات الفرقة 162 والتي تضم الألوية المدرعة 401 و 460 ، ألوية مشاة الناحال و جفعاتي و لواء الكومانودس .
- منطقة عمليات جنوب وجنوب غرب مدينة غزة / محور الزيتون الشجاعية تل الإسلام ، الشيخ عجلين شارع الرشيد حتى منطقة الميناء تقريباً : تشكيلات اللواء مدرع 188 باراك ، أولية المشاة غولاني و ساعر 7 و المظليين .
- كما تضم منطقة العمليات التشكيلات التالية : لواء تدريب المشاة 828 ، لواء تدريب المظليين 226 ، لواء المظليين الاحتياط 551 ، لواء المظليين احتياط 646 ، كتيبة من لواء المدرعات كرياتي ، كتيبة من لواء المظليين 55 ، كتيبة من لواء كفير ، قوات المهام الخاصة / شيطيت ، شلداغ ، يهلوم ، متكال .
هذا وقد استأنف العدو عملياته القتالية عبر الإجراءات التالية :
- تحليق مكثف للطائرات المقاتلة والمسيرة في جميع أجواء مسرح العمليات ، خاصة منطقة الجهد الرئيسي ، حيث استهدفت هذه الوسائط بنيرانها مناطق المقاومة وأهدافها .
- قصف الأحياء والحارات الداخلية في مدينة غزة ، وباقي مناطق القطاع ، حيث شن العدو أكثر من غارة على المناطق الوسطى في قطاع غزة .
- تركيز ناري من مختلف وسائط القتال البرية والجوية والبحرية على محافظة خان يونس ورفح ، حيث أفيد بالأمس عن وصول العدو إلى منطقة المطاحن شمال غرب القرارة ، مندفعاً بالتجاه الغرب في محاولة للوصول إلى شارع الرشيد الساحلي ، وفي حال وصول العدو إلى مقصده ؛ فأنه يكون قد قطّع قطاع غزة إلى ثلاث مناطق عمليات ؛ شمالية ، ووسطى ، وجنوبية .
- تركيز القصف الجوي والمدفعي على محافظة خان يونس وضواحيها جنوب وادي غزة .
- قطع العدو الطريق الواصل بين محافظتي خان يونس ورفح .
- قصف بحري من زوارق العدو المنتشرة قبالة دير البلح جنوب وادي غزة .
- رد العدو على مصادر النار التي استهدفت قواته ومقاره في الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة ؛ حيث طال قصفه كل من : الناقورة ، حولا ، مركبا ، اللبونة ، دير ميماس ، القوزح ، برج الملوك ، وغيرها من مدن وقرى الجنوب اللبناني التي تخرج منها أو من جوارها نيران المقاومة التي تستهدف مقار العدو وثكناته .
- قصف العدو لمحيط دمشق ، حيث أفيد عن استشهاد اثنين من المستشارين الإيرانيين العاملين في سوريا ، هما : العقيد " محمد على عطائي شورجه " و العقيد " بناه تقي زاده".
- إعلان وزارة الدفاع البريطانية عن بدء تسيير طائرات غير مأهولة في أجواء مسرح عمليات قطاع غزة ، في مهام رصد وجمع معلومات .
وفي سياق متصل ؛ يذكر أن العدو بدأ استخدام قذائف ضد التحصينات موجه عبر تقنيات الـ GPS من نوع BLU109 زنة 2000 رطل ، قادرة على خرق تحصينا خرسانية بسماكة 1.22 ـ 1.8 متر . كما كشف العدو بالأمس عن اسماء ثلاثة من ضباطه الكبار الذين قتلوا في عملية "طوفان الاقصى " وهم العقيد " روعي ليفي " قائد وحدة " الاشباح " ، والعقيد "جوناثان شتاينبرغ " قائد لواء " الناحال " والعقيد " آساف حمي " قائد لواء الجنوب في فرقة غزة ، ليصل عدد قتلاه منذ بدء الحرب في 07 10 2023 إلى 398 قتيلاً ، فضلاً عن آلاف الجرحى.
أما فيما يخص صفحة المقاومة القتالية ؛ فقد ردت تشكيلات المقاومة على استئناف العدو لعملياته القتالية ، عبر الإجراءات التالية :
- الاشتباك مع العدو بالأسلحة الفردية والصاروخية والعبوات التفجيرية ، على كافة محاور القتال في مدينة غزة / الشيخ رضوان ، وتل الإسلام ( الهوا ) ، وبيت حانون ، حيث تم استهداف غرفة قيادة ومراقبة للعدو في هذه المنطقة ، والتوام ، ونتساريم ، وحي النصر ، ومخيم الشاطئ ، هذا وقد أفيد عن استهداف آليات هندسية للعدو في منطقة جحر الديك ـ س: 1815 ـ ، كما استهدف ـ س : 1140 ـ قوات العدو بمنظومة "رجوم" شرق دير البلح ، وشرق خان يونس ، ومنطقة القرارة شمال شرق خان يونس .
- قصف مناطق غلاف غزة بنيران الأسلحة المناسبة .
- استهداف العدو في بعض نقاط تمركزه في بعض مساكن بيت حانون .
- قصف عمق فلسطين المحتلة / تل الربيع ، عسقلان ، بئر السبع ، حيث وصلت نار المقاومة حتى مغتصبة " مودعين " جنوب القدس .
- استأنفت المقاومة الإسلامية في لبنان " حزب الله " اشتباكها مع العدو في أكثر من نقطة في الشمال الفلسطين ، حيث استهدفته في : بركة ريشا ، والراهب ، وجل العلّام ، ورويسات العلم ، وخربة ماعر، والمرج ، والمطلة ، ودوغيت ، كما استُهدف مقر الفرقة 91 في برانيت ، وقوة معادية تحصنت في منزل في مغتصبة " دوفيف " .
- استهدافت المقاومة العراقية ـ س : 2300 ـ قاعدة الحرير الأمريكية في محافظة أربيل العراقية .
وفي الضفة الغربية ؛ ما زال العدو يمارس عمليات الاقتحام والمداهمة ـ أمن جاري ـ لمختلف مدن وقرى الضفة الغربية معتقل للناشطين ، ومدمراً للبنى التحتية ؛ حيث اقتحم : مخيم بلاطة ، ومخيم عسكر ، وعرابة / جنين ، ويطا وسعير / الخليل ، البيرة ، وعقربة / نابلس ، وبيت ريما / رام الله .
وفي الدعم الشعبي للمقاومة ؛ لا زالت تجوب المدن والعواصم على شكل :
- مظاهرات ومسيرات .
- اعتصامات ووقفات أمام بعض المقار والممثليات .
- ندوات وخطب ولقاءات .
وفي الجهود السياسية ؛ وبعد استئناف العمليات القتالية المعادية ؛ عادت هذه الجهود لتنصب على محاولة الاتفاق على هدنة ثانية ، مع ما يرافق هذه الجهود من إعلان صريح للعدو الأمريكي تأييده لإجراءات العدو الصهيوني . كما عاد العدو للحديث عن إقامة منطقة عازلة في قطاع غزة ، حيث ذكرت مصادر سياسية معادية أنه تم التوافق مع الإدارة الأمريكية بخصوص هذا الأمر . وعلى صلة ؛ فقد ذكر نائب رئيس حركة المقاومة الإسلامية " حماس " الشيخ "صالح العاروري " بالأمس ، أن لا مفاوضات الآن مع العدو حول هدن ، وأن أمر أسرى العدو لدى المقاومة مؤجلٌ إلى حين وقف القتال ، وانتهاء الحرب.
ثانياً: التحليل والتقدير :
ما زال العدو يشن غاراته الجوية والبرية والبحرية على كامل مسرح عمليات قطاع غزة ، مركزاً جهده الرئيسي على مدينة غزة ، التي ما زالت قواته تتوغل فيها على أكثر من محور ، بحثاً عن الاصول البشرية والمادية والبنى التحتية للمقاومة ، بحيث تحييد ما تجده من هذه الأهداف عبر جهود النار البرية والجوية والإجراءات الهندسية ، دون التوغل إلى داخل الشوارع والأحياء الداخلية ، مكتفيا ـ العدو ـ بالقتال على القشرة الخارجية لهذه المناطق ، تحسباً من الخسائر التي ستقع في صفوف جنوده وآلياته في حال قرر تطهير المناطق والأحياء منزلاً منزلاً ، وشارعاً شارعاً . كما بقيت المقاومة في مختلف مناطق القتال في مسرح عمليات قطاع غزة ، خاصة المدينة شمالاً ، بقيت تتعرض للعدو في عمليات كر وفر ، مستهدفة جنوده وآلياته بمختلف أنواع الأسلحة الفردية والمتوسطة والعبوات الناسفة ، مظهرة ـ المقاومة ـ قدرة على المناورة وتشغيل قدرات نارية قوسية ـ صواريخ ، هاونات ـ من المناطق التي يدعي العدو أنه مسيطرٌ عليها ، الأمر الذي يشي بأن وسائط القيادة والسيطرة لمخلتف فصائل المقاومة ما زالت قادرة على إدارة المعركة ، والسيطرة على مواقفها المختلفة.
وفي سياق متصل فإن مراقبة نار العدو ومناورته ، وتصريحات قادته ـ السياسيين والعسكرين ـ تشير إلى أن العدو في صدد نقل جهده الرئيسي باتجاه جنوب مسرح عمليات قطاع غزة ، بحيث يصبح هذا الجهد متركزاً على مدينة خان يونس وضواحيها ، لما لهذه المدينة من رمزية ، ولما يظنه العدو من أن قادة المقاومة يتحصنون فيها ، فضلاً عن أن ما في هذه المدينة من قدرات قتالية بشرية ومادية ، لم تحتك إلى الآن بشكل فاعل ومؤثر مع العدو ، مما جنبها خسائر تؤثر على كفائتها وقدرتها القتالية . وهنا لا بد من الإشارة إلى أن نقل جهد العدو الرئيسي بالتجاه الجنوب سوف يتم بشكل متدرج ، بحيث لا يؤثر على قواته التي تقاتل في الشمال ، ولن تكتمل عملية النقل هذه إلّا إذا :
- توفر للعدو قدرات قتالية نظامية أو احتياط قادرة على التعامل مع تشكيلات المقاومة في شمال قطاع غزة، بحيث تبقيها ـ تشكيلات المقاومة ـ في حالة من الضغط ، بحيث لا تستطيع المشاركة في أي جهد قتالي خارج مناطقها ، أو تشغيل قدرات نارية تؤثر على العدو في غلاف غزة ، أو العمق الفلسطيني المحتل .
- التخفيف من حالة الاكتظاظ البشري المدني التي تشهدها مناطق وسط وجنوب قطاع غزة ، عبر فتح ممرات وطرق باتجاه مدينة رفح .
عليه وأمام هذه المعطيات ، فإننا نعتقد أن الموقف في الـ 24 ساعة القادمة سوف يكون على النحو الآتي :
- زيادة تركيز العدو ناره ، وبدء تحريك قوات مناورته باتجاه مناطق وسط وجنوب قطاع غزة ، خاصة محافظة خان يونس . الأمر الذي يتطلب من تشكيلات المقاومة عدم إعطاء فرصة للعدو لكشف جهازها الدفاعي عبر ما يقوم به من عمليات الاستطلاع القتالي ، أو القصف الجوي ، وتَحين المواقف القتالية الأنسب لها للاحتكاك والاشتباك معه ، كما يجب استخدام مختلف الجهود الهندسية والنارية لإرهاق قوات العدو أثناء تقدمها نحو مراكز ثقل المقاومة ، ومنعه ـ العدو ـ من تثبيت رؤوس جسور في منطقة العمليات ، يمكن أن تتحول إلى مقار عمليات متقدمة تهدد مناطق مسؤولية مختلف فصائل المقاومة في منطقة العمليات هذه .
- قد يعمد العدو إلى القيام بعمليات إنزال جوي في المناطق الغربية لمدينة خان يونس ، الأمر الذي يجب التنبه له ، وتخصيص جهود نارية وهندسية مسبقة ، لمنع العدو من تحقيق هدفه هذا ، حال قرر السير بهذا الخيار .
- بقاء العدو مشتبكاً مع قوات المقاومة المنتشرة في مدينة غزة ، على أن يبقى قتاله على القشرة الخارجية للأحياء والحارات الداخلية ، دون التوغل إلى داخلها ، تحسباً من الخسائر والأضرار المتوقعة .
- بقاء تشكيلات المقاومة في مدينة غزة خصوصاً ، والقطاع عموماً ، مشتبكة مع العدو ، بمختلف صنوف النار ، وتكتيكات القتال في المناطق السكنية .
- بقاء المقاومة الإسلامية في شمال فلسطين المحتلة ـ حزب الله ـ مشتبكة مع العدو بمختلف صنوف النار ، وفي كامل المنطقة الحدودية ، من رأس الناقورة غرباً ، وحتى العرقوب شمالاً .
- استئناف المقاومة العراقية في ساحة العراق وسوريا ، استهدافها لقواعد ومقرات العدو الأمريكي بصنوف النار المناسبة .
- استئناف " أنصار الله " في اليمن اشتباكهم مع العدو الصهيوني بنيران الصواريخ أو المسيرات المتوجهة نحو أهداف في العمق الفلسطيني.
- لا نعتقد أن الجهود السياسية ستفضي إلى توقف الأعمال القتالية ، أو هدنة ، أو وقف دائم لإطلاق النار .
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .
عبد الله أمين
03/ 12/ 2023