أولاً : الموقف :
في اليوم الثالث ـ اليوم 58 لبدء الحرب على قطاع غزة ـ للقتال بعد انتهاء الهدنة المؤقتة التي طوي ملفها في ي : 01 12 2023 س: 0700 ، ما زال العدو يشن هجومه البري والجوي والبحري على مختلف مناطق قطاع غزة . كما بقيت المقاومة الفلسطينية تتعرض للعدو على كافة محاور القتال ، خاصة في منطقة مدينة غزة ، كما وتتصدى لمحاولات تقدمه في مناطق جنوب الوادي ، خاصة منطقة خان يونس التي تحولت إلى منطقة جهد رئيسي للعدو . أما في تفصيل موقف اليوم :
ففي صفحة العدو القتالية ؛ عاد العدو للعمل في معظم مناطق مدينة غزة ، شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً ، باستخدام التشكيلات القتالية الآتية :
منطقة عمليات الشمال الشرقي لمدينة غزة / محور بيت حانون : تشكيلات الفرقة 252 والتي تضم الألوية 10 و 12 و 14 و 16 .
- منطقة عمليات الشمال الغربي لمدينة غزة / محور زكيم ساحل غزة حتى أبراج المقوسي : تشكيلات الفرقة 162 والتي تضم الألوية المدرعة 401 و 460 ، ألوية مشاة الناحال و جفعاتي و لواء الكومانودس .
- منطقة عمليات جنوب وجنوب غرب مدينة غزة / محور الزيتون الشجاعية تل الإسلام ، الشيخ عجلين شارع الرشيد حتى منطقة الميناء تقريباً : تشكيلات اللواء مدرع 188 باراك ، أولية المشاة غولاني و ساعر 7 و المظليين .
- كما تضم منطقة العمليات التشكيلات التالية : لواء تدريب المشاة 828 ، لواء تدريب المظليين 226 ، لواء المظليين الاحتياط 551 ، لواء المظليين احتياط 646 ، كتيبة من لواء المدرعات كرياتي ، كتيبة من لواء المظليين 55 ، كتيبة من لواء كفير ، قوات المهام الخاصة / شيطيت ، شلداغ ، يهلوم ، متكال .
هذا وقد استأنف العدو عملياته القتالية عبر الإجراءات التالية :
- تحليق مكثف للطائرات المقاتلة والمسيرة في جميع أجواء مسرح العمليات .
- بدء العدو ـ س : 1700 ـ بإجراءاته التعبوية لنقل مركز جهده القتالي من الشمال بالتجاه الجنوب ، حيث بدء عمليات تركيز النار وتحريك المناورة في مناطق شرق وشمال خان يونس .
- قصف الأحياء والحارات الداخلية في مدينة غزة / الزيتون ، جباليا ، الشاطئ ، الشجاعية ، حي التفاح ، وباقي مناطق القطاع ، حيث شن العدو أكثر من غارة على المناطق الوسطى في قطاع غزة .
- تركيز ناري من مختلف وسائط القتال البرية والجوية والبحرية على محافظة خان يونس ورفح ، حيث أفيد بالأمس عن وصول العدو إلى منطقة المطاحن شمال غرب القرارة ، مندفعاً بالتجاه الغرب في محاولة للوصول إلى شارع الرشيد الساحلي ، وفي حال وصول العدو إلى مقصده ؛ فأنه يكون قد قطّع قطاع غزة إلى ثلاث مناطق عمليات ؛ شمالية ، ووسطى ، وجنوبية .
- قطع العدو الطريق الواصل بين محافظتي ، دير البلح وخان يونس ، والطريق الموصل بين خان يونس ورفح .
- قصف بحري من زوارق العدو المنتشرة قبالة دير البلح جنوب وادي غزة .
- رد العدو على مصادر النار التي استهدفت قواته ومقاره في الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة ؛ حيث طال قصفه كل من : الوزاني ، ميس الجبل ، المجيدية ، الخيام ، كفار كلا ، العديسة ، مركبا ، حولا ، وغيرها من مدن وقرى الجنوب اللبناني التي تخرج منها أو من جوارها نيران المقاومة التي تستهدف مقار العدو وثكناته .
هذا وقد اعترف العدو بمقتل 3 جنود ، بينهم ضابط في معارك خاضها بالأمس مع تشكيلات المقاومة في شمال قطاع غزة .
أما فيما يخص صفحة المقاومة القتالية ؛ فقد ردت تشكيلات المقاومة على استئناف العدو لعملياته القتالية ، عبر الإجراءات التالية :
- الاشتباك مع العدو بالأسلحة الفردية والصاروخية والعبوات التفجيرية ، على كافة محاور القتال في مدينة غزة / حي النصر ، كما استهدفت قوات العدو في بيت حانون بقذائف الـ TBG ، وأعطبت له دبابة في شرق بيت لاهيا ـ س : 1530 ـ ، وفجرت مداخل أنفاق في قوات هندسة العدو في بيت لاهيا وحي الرضوان ، كما استهدفت دبابة وآليات هندسة من نوع D9 في شمال خان يونس بقذائف التاندوم ، هذا وقد دارت بين العدو وتشكيلات المقاومة اشتباكات وصفت بالعنيفة جنوب و شرق دير البلح ، وفي جحر الديك تم تفجير مجموعة من العبوات في قوات العدو العاملة في هذه المنطقة ، وفي منطقة المغراقة تم تشغيل عبوة برميلية ضد قوات العدو بالقرب من مسجد حجاج ، وفي غرب بيت لاهيا استهدفت ـ س : 1600 ـ دبابة بقذائف الياسين 105 ، أما في شرق خان يونس ؛ فقد أفيد ـ س : 1530 ـ عن تفجير حقل ألغام بقوة معادية للعدو أوقت فيه قتلى وجرحى ، كما اشتبكت المقاومة مع قوات العدو شرق القرارة .
- قصف مناطق غلاف غزة بنيران الأسلحة المناسبة ، حيث تم استهداف : سيدروت و رعيم ، كفار سعد ، كفار عزة ، نير عام ، كيسوفيم ، أفوقيم ، عسقلان .
هذا وقد بلغ عدد شهداء شعبنا في معركة " طوفان الأقصى " حتى كتابة هذا الموقف ما يفوق الـ 15500 شهيد ، وما لا يقل عن 7000 مفقود ، فضلاً عن آلاف الجرحى والمصابين .
- استأنفت المقاومة الإسلامية في لبنان " حزب الله " اشتباكها مع العدو في أكثر من نقطة في شمال فلسطين ، حيث استهدفته في : بيت هلل حيث أصيب للعدو 12 جندي ، كما استهدف موقع هار دوف بـ 7 صواريخ موجهة ، هذا وقد تم ضرب مواقع العدو في زرعيت و رويسات العلم و حانيتا وظهر الجمل وزبدين والرمتا و راميا و الراهب .
- استهدافت المقاومة العراقية قاعدة العدو الأمريكي في خراب الجير شمال شرق سوريا بصواريخ أرض أرض ، كما تم ضرب ـ س : 2220 ـ قاعدة عين الأسد في الأنبار العراقية ، والقرية الخضراء في العمق السوري بطائرات مسيرة .
- استهداف الجيش اليمني سفن العدو ( الأمريصهيوني ) / المدمرة كارني و السفينة (9) في البحر الأحمر بالصواريخ الموجهة والطائرات المسيرة ، كما أعلن عن ـ س : 1830 ـ ذلك الناطق باسم القوات المسلحة اليمينة العميد يحيى سريع .
- كما افيد ـ الساعة: 19:50 ـ عن إطلاق صاروخ من الجولان سقط بالقرب من مغتصبة "كيشيت " .
وفي الضفة الغربية ؛ ما زال العدو يمارس عمليات الاقتحام والمداهمة ـ أمن جاري ـ لمختلف مدن وقرى الضفة الغربية معتقل للناشطين ، ومدمراً للبنى التحتية ؛ حيث اقتحم : قراوة بني حسان ، وقلقيلية ، وقرية تل وعورتا / نابلس ، وجبع وسيلة الحارثية/ جنين ، وغيرها من المدن والقرى ، حيث أفيد عن استشهاد 3 مواطنين جراء عمليات الاقتحام والمداهمة هذه .
وفي الدعم الشعبي للمقاومة ؛ لا زالت تجوب المدن والعواصم على شكل :
- مظاهرات ومسيرات .
- اعتصامات ووقفات أمام بعض المقار والممثليات .
- ندوات وخطب ولقاءات .
وفي الجهود السياسية ؛ وبعد استئناف العمليات القتالية المعادية ؛ عادت هذه الجهود لتنصب على محاولة الاتفاق على هدنة ثانية ، وفتح معابر لإدخال المعونات لشعبنا المحاصر في قطاع غزة ، الأمر الذي لم يفض حتى كتابة هذه الموقف عن شيء ذو قيمة .
ثانياً: التحليل والتقدير :
لقد بدأ العدو بعمليات نقل الجهد الرئيسي لعملياته القتالية باتجاه الجنوب ـ خان يونس ـ ، حيث بدأت عمليات القصف الجوي والبري والبحري تتركز على الأطراف الشرقية لدير البلح وخان يونس ، كما يجهد العدو لفصل محافظات الوسطى وخان يونس ورفح عن بعضها البعض في إجراء تعبوي الهدف منه :
- رسم وتحديد مناطق المسؤولية لتشكيلاته المناورة .
- تقليص مساحات مناطق المسؤولية مما يساعد في السيطرة على المواقف القتالية .
- منع تشكيلات المقاومة من إسناد ومؤازرة بعضها البعض ؛ عن طريق إبقائها مشغولة في مواجهة التهديدات في مناطق مسؤوليتها .
- تسهيل إجراءات النار والمناورة ، وتقليل نسبة خطرها على التشكيلات العاملة في بقع العمليات المختلفة .
- تسهيل عمليات استدعاء نار الاسناد من مختلف وسائط النار المتوفرة تحت الإمرة .
- تقليل ـ كما يزعم العدو ـ الخسائر في صفوف المدنيين عن طريق
وهنا لا بد من الإشارة إلى أن نقل جهد العدو الرئيسي بالتجاه الجنوب سوف يتم بشكل متدرج ، بحيث لا يؤثر على قواته التي تقاتل في الشمال ، ولن تكتمل عملية النقل هذه إلّا إذا :
- توفر للعدو قدرات قتالية نظامية أو احتياط قادرة على التعامل مع تشكيلات المقاومة في شمال قطاع غزة، بحيث تبقيها ـ تشكيلات المقاومة ـ في حالة من الضغط ، بحيث لا تستطيع المشاركة في أي جهد قتالي خارج مناطقها ، أو تشغيل قدرات نارية تؤثر على العدو في غلاف غزة ، أو العمق الفلسطيني المحتل .
- التخفيف من حالة الاكتظاظ البشري المدني التي تشهدها مناطق وسط وجنوب قطاع غزة ، عبر فتح ممرات وطرق باتجاه مدينة رفح .
وعليه وأمام هذه المعطيات ، فإننا نعتقد أن الموقف في الـ 24 ساعة القادمة سوف يكون على النحو الآتي :
- زيادة تركيز العدو ناره ومناورته على محافظة خانيونس . الأمر الذي يتطلب من تشكيلات المقاومة عدم إعطاء فرصة للعدو لكشف جهازها الدفاعي عبر ما يقوم به من عمليات استطلاع قتالي ، أو قصف جوي ، وتَحين المواقف القتالية الأنسب لها للاحتكاك والاشتباك معه ، كما يجب استخدام مختلف الجهود الهندسية والنارية لإرهاق قوات العدو أثناء تقدمها نحو مراكز ثقل المقاومة ، ومنعه ـ العدو ـ من تثبيت رؤوس جسور في منطقة العمليات ، يمكن أن تتحول إلى مقار عمليات متقدمة تهدد مناطق مسؤولية مختلف فصائل المقاومة في منطقة العمليات هذه .
- قد يعمد العدو إلى القيام بعمليات إنزال جوي في المناطق الغربية لمدينة خان يونس ، الأمر الذي يجب التنبه له ، وتخصيص جهود نارية وهندسية مسبقة ، لمنع العدو من تحقيق هدفه هذا ، حال قرر السير بهذا الخيار .
- بقاء العدو مشتبكاً مع قوات المقاومة المنتشرة في مدينة غزة ، على أن يبقي قتاله على القشرة الخارجية للأحياء والحارات الداخلية ، دون التوغل إلى داخلها ، تحسباً من الخسائر والأضرار المتوقعة .
- بقاء تشكيلات المقاومة في مدينة غزة خصوصاً ، والقطاع عموماً ، مشتبكة مع العدو ، بمختلف صنوف النار ، وتكتيكات القتال في المناطق السكنية .
- بقاء المقاومة الإسلامية في شمال فلسطين المحتلة ـ حزب الله ـ مشتبكة مع العدو بمختلف صنوف النار ، وفي كامل المنطقة الحدودية ، من رأس الناقورة غرباً ، وحتى العرقوب شمالاً .
- استئناف المقاومة العراقية في ساحة العراق وسوريا ، استهدافها لقواعد ومقرات العدو الأمريكي بصنوف النار المناسبة .
- استئناف " أنصار الله " في اليمن اشتباكهم مع العدو الصهيوني بنيران الصواريخ أو المسيرات المتوجهة نحو أهداف في العمق الفلسطيني.
- لا نعتقد أن الجهود السياسية ستفضي إلى توقف الأعمال القتالية ، أو هدنة ، أو وقف دائم لإطلاق النار .
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .
عبد الله أمين
04/ 12/ 2023