طوفان الأقصى.. الموقف اليوم الاثنين: 04/ 12 /2023 الساعة: 09:00

عبدالله أمين

خبير عسكري وأمني


أولاً : الموقف

في اليوم الثالث ـ اليوم 58 لبدء الحرب على قطاع غزة ـ للقتال بعد انتهاء الهدنة المؤقتة التي طوي ملفها في ي : 01 12 2023 س: 0700 ، ما زال العدو يشن هجومه البري والجوي والبحري على مختلف مناطق قطاع غزة . كما بقيت المقاومة الفلسطينية تتعرض للعدو على كافة محاور القتال ، خاصة في منطقة مدينة غزة ، كما وتتصدى لمحاولات تقدمه في مناطق جنوب الوادي ، خاصة منطقة خان يونس التي تحولت إلى منطقة جهد رئيسي للعدو . أما في تفصيل موقف اليوم : 


ففي صفحة العدو القتالية ؛ عاد العدو للعمل في معظم مناطق مدينة غزة ، شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً  ، باستخدام التشكيلات القتالية الآتية : 


منطقة عمليات الشمال الشرقي لمدينة غزة / محور بيت حانون  : تشكيلات الفرقة 252 والتي تضم الألوية 10 و 12 و 14 و 16 . 

  • منطقة عمليات الشمال الغربي لمدينة غزة / محور زكيم ساحل غزة حتى أبراج المقوسي : تشكيلات الفرقة 162 والتي تضم الألوية المدرعة 401 و 460 ، ألوية مشاة الناحال و جفعاتي و لواء الكومانودس . 
  • منطقة عمليات جنوب وجنوب غرب مدينة غزة / محور الزيتون الشجاعية تل الإسلام ، الشيخ عجلين شارع الرشيد حتى منطقة الميناء تقريباً : تشكيلات اللواء مدرع 188 باراك ، أولية المشاة غولاني و ساعر 7 و المظليين . 
  • كما تضم منطقة العمليات التشكيلات التالية : لواء تدريب المشاة 828 ، لواء تدريب المظليين 226 ، لواء المظليين الاحتياط 551 ، لواء المظليين احتياط 646 ، كتيبة من لواء المدرعات كرياتي ، كتيبة من لواء المظليين 55 ، كتيبة من لواء كفير ، قوات المهام الخاصة / شيطيت ، شلداغ ، يهلوم ، متكال . 


هذا وقد استأنف العدو عملياته القتالية عبر الإجراءات التالية

  • تحليق مكثف للطائرات المقاتلة والمسيرة في جميع أجواء مسرح العمليات .
  • بدء العدو ـ س : 1700 ـ بإجراءاته التعبوية لنقل مركز جهده القتالي من الشمال بالتجاه الجنوب ، حيث بدء عمليات تركيز النار وتحريك المناورة في مناطق شرق وشمال خان يونس . 
  • قصف الأحياء والحارات الداخلية في مدينة غزة / الزيتون ، جباليا ، الشاطئ ، الشجاعية ، حي التفاح ، وباقي مناطق القطاع ، حيث شن العدو أكثر من غارة على المناطق الوسطى في قطاع غزة . 
  • تركيز ناري من مختلف وسائط القتال البرية والجوية والبحرية على محافظة خان يونس ورفح ، حيث أفيد بالأمس عن وصول العدو إلى منطقة المطاحن شمال غرب القرارة ، مندفعاً بالتجاه الغرب في محاولة للوصول إلى شارع الرشيد الساحلي ، وفي حال وصول العدو إلى مقصده ؛ فأنه يكون قد قطّع قطاع غزة إلى ثلاث مناطق عمليات ؛ شمالية ، ووسطى ، وجنوبية
  • قطع العدو الطريق الواصل بين محافظتي ، دير البلح وخان يونس  ، والطريق الموصل بين خان يونس ورفح . 
  • قصف بحري من زوارق العدو المنتشرة قبالة دير البلح جنوب وادي غزة . 
  • رد العدو على مصادر النار التي استهدفت قواته ومقاره في الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة ؛ حيث طال قصفه كل من : الوزاني ، ميس الجبل ، المجيدية ، الخيام ، كفار كلا ، العديسة ، مركبا ، حولا ، وغيرها من مدن وقرى الجنوب اللبناني التي تخرج منها أو من جوارها نيران المقاومة التي تستهدف مقار العدو وثكناته . 

هذا وقد اعترف العدو بمقتل 3 جنود ، بينهم ضابط في معارك خاضها بالأمس مع تشكيلات المقاومة في شمال قطاع غزة . 


أما فيما يخص صفحة المقاومة القتالية ؛ فقد ردت تشكيلات المقاومة على استئناف العدو لعملياته القتالية ، عبر الإجراءات التالية : 

  • الاشتباك مع العدو بالأسلحة الفردية والصاروخية والعبوات التفجيرية ، على كافة محاور القتال في مدينة غزة / حي النصر ، كما استهدفت قوات العدو في بيت حانون بقذائف الـ TBG ، وأعطبت له دبابة في شرق بيت لاهيا ـ س : 1530 ـ ، وفجرت مداخل أنفاق في قوات هندسة العدو في بيت لاهيا وحي الرضوان ، كما استهدفت دبابة وآليات هندسة من نوع D9 في شمال خان يونس بقذائف التاندوم ، هذا وقد دارت بين العدو وتشكيلات المقاومة اشتباكات وصفت بالعنيفة جنوب و شرق دير البلح ، وفي جحر الديك تم تفجير مجموعة من العبوات في قوات العدو العاملة في هذه المنطقة ، وفي منطقة المغراقة تم تشغيل عبوة برميلية ضد قوات العدو بالقرب من مسجد حجاج ، وفي غرب بيت لاهيا استهدفت ـ س : 1600 ـ دبابة بقذائف الياسين 105 ، أما في شرق خان يونس ؛ فقد أفيد ـ س : 1530 ـ عن تفجير حقل ألغام بقوة معادية للعدو أوقت فيه قتلى وجرحى ، كما اشتبكت المقاومة مع قوات العدو شرق القرارة
  • قصف مناطق غلاف غزة  بنيران الأسلحة المناسبة ، حيث تم استهداف : سيدروت و رعيم ، كفار سعد ، كفار عزة ، نير عام ، كيسوفيم ، أفوقيم ، عسقلان . 

هذا وقد بلغ عدد شهداء شعبنا في معركة " طوفان الأقصى " حتى كتابة هذا الموقف ما يفوق الـ 15500 شهيد ، وما لا يقل عن 7000 مفقود ، فضلاً عن آلاف الجرحى والمصابين . 


  • استأنفت المقاومة الإسلامية في لبنان " حزب الله " اشتباكها مع العدو في أكثر من نقطة في شمال فلسطين ، حيث استهدفته في : بيت هلل حيث أصيب للعدو 12 جندي ، كما استهدف موقع هار دوف بـ 7 صواريخ موجهة ، هذا وقد تم ضرب مواقع العدو في زرعيت و رويسات العلم و حانيتا وظهر الجمل وزبدين والرمتا و راميا و الراهب . 
  • استهدافت المقاومة العراقية قاعدة العدو الأمريكي في خراب الجير شمال شرق سوريا بصواريخ أرض أرض ، كما تم ضرب ـ س : 2220 ـ قاعدة عين الأسد في الأنبار العراقية ، والقرية الخضراء في العمق السوري بطائرات مسيرة . 
  • استهداف الجيش اليمني سفن العدو ( الأمريصهيوني ) / المدمرة كارني و السفينة (9) في البحر الأحمر بالصواريخ الموجهة والطائرات المسيرة ، كما أعلن عن ـ س : 1830 ـ ذلك الناطق باسم القوات المسلحة اليمينة العميد يحيى سريع . 
  • كما افيد ـ الساعة: 19:50 ـ عن إطلاق صاروخ من الجولان سقط بالقرب من مغتصبة "كيشيت " . 


وفي الضفة الغربية ؛ ما زال العدو يمارس عمليات الاقتحام والمداهمة ـ أمن جاري ـ لمختلف مدن وقرى الضفة الغربية معتقل للناشطين ، ومدمراً للبنى التحتية ؛ حيث اقتحم :  قراوة بني حسان ، وقلقيلية ، وقرية تل وعورتا / نابلس ، وجبع وسيلة الحارثية/ جنين ، وغيرها من المدن  والقرى ، حيث أفيد عن استشهاد 3 مواطنين جراء عمليات الاقتحام والمداهمة هذه . 


وفي الدعم الشعبي للمقاومة ؛ لا زالت تجوب المدن والعواصم على شكل : 

  • مظاهرات ومسيرات . 
  • اعتصامات ووقفات أمام بعض المقار والممثليات . 
  • ندوات وخطب ولقاءات . 


وفي الجهود السياسية ؛  وبعد استئناف العمليات القتالية المعادية ؛ عادت هذه الجهود لتنصب على محاولة الاتفاق على هدنة ثانية ، وفتح معابر لإدخال المعونات لشعبنا المحاصر في قطاع غزة ، الأمر الذي لم يفض حتى كتابة هذه الموقف عن شيء ذو قيمة . 


ثانياً: التحليل والتقدير

لقد بدأ العدو بعمليات نقل الجهد الرئيسي لعملياته القتالية باتجاه الجنوب ـ خان يونس ـ ، حيث بدأت عمليات القصف الجوي والبري والبحري تتركز على الأطراف الشرقية لدير البلح وخان يونس ، كما يجهد العدو لفصل محافظات الوسطى وخان يونس ورفح عن بعضها البعض في إجراء تعبوي الهدف منه : 

  1. رسم وتحديد مناطق المسؤولية لتشكيلاته المناورة . 
  2. تقليص مساحات مناطق المسؤولية مما يساعد في السيطرة على المواقف القتالية . 
  3. منع تشكيلات المقاومة من إسناد ومؤازرة بعضها البعض ؛ عن طريق إبقائها مشغولة في مواجهة التهديدات في مناطق مسؤوليتها . 
  4. تسهيل إجراءات النار والمناورة ، وتقليل نسبة خطرها على التشكيلات العاملة في بقع العمليات المختلفة . 
  5. تسهيل عمليات استدعاء نار الاسناد من مختلف وسائط النار المتوفرة تحت الإمرة . 
  6. تقليل ـ كما يزعم العدو ـ الخسائر في صفوف المدنيين عن طريق 

وهنا لا بد من الإشارة إلى أن نقل جهد العدو الرئيسي بالتجاه الجنوب سوف يتم بشكل متدرج ، بحيث لا يؤثر على قواته التي تقاتل في الشمال ، ولن تكتمل عملية النقل هذه إلّا إذا : 

  1. توفر للعدو قدرات قتالية نظامية أو احتياط قادرة على التعامل مع تشكيلات المقاومة في شمال قطاع غزة، بحيث تبقيها ـ تشكيلات المقاومة ـ في حالة من الضغط ، بحيث لا تستطيع المشاركة في أي جهد قتالي خارج مناطقها ، أو تشغيل  قدرات نارية تؤثر على العدو في غلاف غزة ، أو العمق الفلسطيني المحتل .
  2. التخفيف من حالة الاكتظاظ البشري المدني التي تشهدها مناطق وسط وجنوب قطاع غزة ، عبر فتح ممرات وطرق باتجاه مدينة رفح . 


وعليه وأمام هذه المعطيات ، فإننا نعتقد أن الموقف في الـ 24 ساعة القادمة سوف يكون على النحو الآتي : 

  1. زيادة تركيز العدو ناره ومناورته على محافظة خانيونس . الأمر الذي يتطلب من تشكيلات المقاومة عدم إعطاء فرصة للعدو لكشف جهازها الدفاعي عبر ما يقوم به من عمليات استطلاع قتالي ، أو قصف جوي ، وتَحين المواقف القتالية الأنسب لها للاحتكاك والاشتباك معه ، كما يجب استخدام مختلف الجهود الهندسية والنارية لإرهاق قوات العدو أثناء تقدمها نحو مراكز ثقل المقاومة ، ومنعه ـ العدو ـ من تثبيت رؤوس جسور في منطقة العمليات ، يمكن أن تتحول إلى مقار عمليات متقدمة تهدد مناطق مسؤولية مختلف فصائل المقاومة في منطقة العمليات هذه . 
  2. قد يعمد العدو إلى القيام بعمليات إنزال جوي في المناطق الغربية لمدينة خان يونس ، الأمر الذي يجب التنبه له ، وتخصيص جهود نارية وهندسية مسبقة ، لمنع العدو من تحقيق هدفه هذا ، حال قرر السير بهذا الخيار . 
  3. بقاء العدو مشتبكاً مع قوات المقاومة المنتشرة في مدينة غزة ، على أن يبقي قتاله على القشرة الخارجية للأحياء والحارات الداخلية ، دون التوغل إلى داخلها ، تحسباً من الخسائر والأضرار المتوقعة . 
  4. بقاء تشكيلات المقاومة في مدينة غزة خصوصاً ، والقطاع عموماً ، مشتبكة مع العدو ، بمختلف صنوف النار ، وتكتيكات القتال في المناطق السكنية . 
  5. بقاء المقاومة الإسلامية في شمال فلسطين المحتلة ـ حزب الله ـ مشتبكة مع العدو بمختلف صنوف النار ، وفي كامل المنطقة الحدودية ، من رأس الناقورة غرباً ، وحتى العرقوب شمالاً . 
  6. استئناف المقاومة العراقية في ساحة العراق وسوريا ، استهدافها لقواعد ومقرات العدو الأمريكي بصنوف النار المناسبة . 
  7. استئناف " أنصار الله " في اليمن اشتباكهم مع العدو الصهيوني بنيران الصواريخ أو المسيرات المتوجهة نحو أهداف في العمق الفلسطيني. 
  8. لا نعتقد أن الجهود السياسية ستفضي إلى توقف الأعمال القتالية ، أو هدنة ، أو وقف دائم لإطلاق النار . 


والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون . 


عبد الله أمين

04/ 12/ 2023 

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023