المكتب الإعلامي الحكومي: الأونروا تُمارس دوراً غامضاً في إذلال الناس وإهانتهم من خلال توقفها عن صرف مساعداتهم من أكياس الدقيق
المكتب الإعلامي الحكومي

​​​​​​​

عقد المكتب الإعلامي الحكومي المؤتمر الصحفي اليومي  لليوم الجمعة 8 ديسمبر 2023م، وجاء فيه:



في اليوم الـ 63 يوماً على حرب الإبادة الجماعية الشاملة التي يرتكبها جيش الاحتلال "الإسرائيلي" ضد شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، ثلاثة وستون يوماً من القتل الوحشي للمدنيين والأطفال والنساء، بقصف للمنازل الآمنة وهدمها فوق رؤوس ساكنيها بدون سابق إنذار، بالطائرات الحربية "الإسرائيلية" والأمريكية وبالصواريخ والقنابل العملاقة، حيث أصبح كل متر في قطاع غزة تحت الاستهداف وتحت القصف المباشر.



 ارتكب جيش الاحتلال "الإسرائيلي" جريمة جديدة لتضاف إلى سلسلة جرائمه الوحشية بحق شعبنا الفلسطيني من خلال اعتقال العشرات من المدنيين في منطقة بيت لاهيا (شمال قطاع غزة)، حيث أجبرهم جنود الاحتلال المدججين بالسلاح وتحت تهديد القتل أجبروهم على خلع ملابسهم عند اعتقالهم، مقيدين اليدين وبدون أي حركة، ثم قاموا بوضعهم في شاحنات ونقلوهم وهم عراة إلى شاطئ البحر بعد أن قاموا بتغمية عيونهم، ووضعوهم في البرد وبدون ملابس ومكثوا حتى ساعات الفجر من ذات الليلة بهذه الصورة المهينة التي تحمل كل معاني الحقد اليهودي "الإسرائيلي" والانتقام، ثم بعد ذلك أمروا بعضهم بالعودة إلى بيوتهم وأبقوا على آخرين رهن الاعتقال والتعذيب والتحقيق، ويقول أحد شهود العيان الذين عاشوا هذه الساعات القاسية: لقد عدنا إلى بيوتنا ونحن عراة مشيًا على الأقدام، وتفاجأنا بأن معظم بيوتنا التي خرجنا منها وجدناها محروقة ومسروقة من قبل جنود الاحتلال "الإسرائيلي".



 وفي مشهد آخر فإن وكالة الغوث الدولية "الأونروا" تُمارس دوراً غامضاً في إذلال الناس وإهانتهم من خلال توقفها عن صرف مساعداتهم من أكياس الدقيق في بعض المناطق أو سياستها البطيئة جداً في مناطق أخرى، ومن خلال متابعتنا الميدانية فإن هناك تباطؤاً متعمّداً تمارسه "الأونروا" وكأنها لا تريد أن تنتهي من أزمة توزيع الدقيق، فعلى الرغم من مساحة العمل الكبيرة التي تحظى بها على صعيد إدخال الدقيق إلى قطاع غزة؛ إلا أن إدارتها للأزمة إدارة مُرتبكة وبطيئة وكأنها تتعمّد إهانة الناس وإذلالهم في توزيع حصص الدقيق على الأسر والعائلات الفلسطينية، وبالتالي فإننا نطالب الأونروا بإنهاء هذه المهزلة وإنهاء عملية توزيع الدقيق والمواد الأساسية مثل الأرز والسكر والملح وغيرها من الأصناف اللازمة لصناعة الخبز، وتوزيعها على جميع الأسر الفلسطينية بأسرع وقت وبالسرعة الممكنة، وفي هذا الإطار فإننا نُحذّر "الأونروا" والمجتمع الدولي وكل العالم بأن قطاع غزة يتعرض بشكل واضح إلى سياسة تجويع وتعطيش مقصودة، وهذا يظهر في النقص الحاد في الغذاء والماء، مما يعطي إشارة واضحة على تبني سياسة تجويع أهالي قطاع غزة، في جريمة دولية رخيصة.



وإلى جانب هذه المعاناة المتواصلة، مازالت أعداد الشهداء ترتفع بالمئات في كل يوم، حيث بلغ عدد الشهداء (17,490) شهيداً ممن وصلوا إلى المستشفيات، بينهم (7,870) طفلاً و(6,121) امرأة، فيما بلغ عدد المفقودين (7,780) مفقوداً إما تحت الأنقاض أو أن مصيرهم مازال مجهولاً، وبلغ عدد الإصابات أكثر من (46,558) مصاباً منذ بدء حرب الإبادة الجماعية المستمرة على غزة.



 ما زلنا نُحذّر كل دول العالم الحر والمنظمات الدولية والعالمية من وقوع كارثة إنسانية يرتكبها جيش الاحتلال "الإسرائيلي" ضد المدنيين وبموافقة واضحة من الولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولي، من خلال تدمير أكثر 61% من المنازل والوحدات السَّكنية في قطاع غزة، حيث دمّر الاحتلال أكثر من (305,000) وحدة سكنية ضمن حرب الإبادة الجماعية الشاملة ضد شعبنا الفلسطيني.



 وفي ظل هذه الحالة الإنسانية الاستثنائية البالغة الخطورة فإن ظروف النازحين الذين يتجاوز عددهم (1.5) مليون ونصف المليون إنسان في قطاع غزة؛ تزداد حياتهم صعوبة وقساوة بصورة بالغة، حيث أن ذلك يهدد بشكل واضح الأمن الغذائي والمائي والدوائي، كما ويعاني هؤلاء من سوء المعيشة والمأوى مما فاقم حياتهم اليومية، والتي ازدادت كارثية بانتشار الأمراض والأوبئة المختلفة بالتزامن مع دخول فصل الشتاء والبرد القارص.



 إن وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة أو إدخال شاحنات قليلة وتحمل مساعدات مثل القماش وفحص الكورونا وبعض قوارير المياه؛ يُعد أسلوباً رخيصاً يهدف إلى الضغط على الشعب الفلسطيني وعلى الأطفال والنساء، بحرمانهم من الغذاء والدواء وحرمانهم من مستلزمات الحياة المهمة والأساسية ومن أبسط حقوقهم، وهذا يُعدُّ حُكماً بالإعدام على (2.4) مليون إنسان في قطاع غزة.



 مازالت الحرب على المستشفيات وعلى القطاع الصحي مستمرة لا تتوقف، والتعمّد في انهيار النِّظَام الصحي والإنساني خاصة بمحافظتي غزة والشمال، حيث كان آخرها استهداف الاحتلال لمستشفى يافا بالمحافظة الوسطى وإلحاق الأضرار البالغة فيه رغم وجود عشرات المسنين بداخله مما عرض حياتهم إلى الخطر والموت.



وفي ظل حرب الإبادة الجماعية المستمرة ضد شعبنا في قطاع غزة نؤكد على ما يلي:



▪️ أولاً: إن قطاع غزة يمر بمرحلة خطيرة على كافة المستويات، خاصة على المستوى الإنساني والإغاثي والغذائي والمائي والصحي، مما ينذر بوقوع كارثة حقيقية تُفضي إلى تدهور الأوضاع بشكل كامل وغير مسبوق، وبشكل لا يمكن إنقاذه، وإن المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي تحديداً والولايات المتحدة الأمريكية خصوصاً هم المتهمين في إيقاع هذا الضرر البالغ بالمدنيين والأطفال والنساء إلى جانب الاحتلال "الإسرائيلي"، وهذا واضح وجلي من خلال عرقلتهم لوقف إطلاق النار أو وقف الحرب الوحشية الإجرامية على قطاع غزة بشكل فوري، ومن هنا فإننا نطالب مجلس الأمن الدولي والمجتمع الدولي وكل دول العالم بوقف هذه الحرب الوحشية وإنقاذ قطاع غزة قبل فوات الأوان.



▪️ ثانياً: نطالب المؤسسات والهيئات والمنظمات الدولية بضرورة القيام بدورهم المطلوب منهم بشكل فاعل وحقيقي، ونخصص مطالبتا إلى وكالة الغوث الدولية (الأونروا) بالعودة إلى العمل في محافظتي غزة والشمال وعدم ترك مئات آلاف النازحين والمواطنين بدون غداء ولا ماء ولا إغاثة، كما ونطالبها بإنجاز قضية توزيع الدقيق والمستلزمات الغذائية الأساسية على المواطنين بأسرع وقت ممكن وبدون تلكؤ ومماطلة وتسويف، كما ونطالب المنظمات الأممية والدولية الأخرى مثل منظمة الصليب الأحمر واليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية وغيرها من المنظمات الدولية بضرورة القيام بدورهم المطلوب منهم في حماية المستشفيات والمرافق الحيوية وحماية أبناء شعبنا الفلسطيني لاسيما الأطفال والنساء والمدنيين ووضع حلول جذرية للنازحين.



▪️ ثالثاً: نُحمّل الاحتلال "الإسرائيلي" والمجتمع الدَّولي وخاصة الإدارة الأمريكية ممثلة بالرئيس الأمريكي بايدن ووزير خارجيته المسؤولية الكاملة عن حرب الإبادة الجماعية وعن إهانة المدنيين بخلع ملابسهم وتعذيبهم وهم عراة، حيث منحت الولايات المتحدة الأمريكية الاحتلال الموافقة والضوء الأخضر لتنفيذ هذه حرب الإبادة هذه بأشكالها المختلفة، بهدف التخلص من الفلسطينيين إما بالقتل أو بالتهجير، في مخالفة واضحة للقانون الدولي ولكل المواثيق والأعراف الدولية والعالمية، وإننا نطالب كل العالم بوقف حرب الإبادة الجماعية الشاملة فوراً.



▪️ رابعاً: نطالب بفتح معبر رفح بشكل كامل وعلى مدار الساعة، وتتحمل الولايات المتحدة الأمريكية والاحتلال "الإسرائيلي" عرقلة إدخال المساعدات، وإننا نطالب بإدخال (1000 شاحنة) من المساعدات والإمدادات الحقيقية التي تُحدث أثراً إيجابياً حقيقياً وذلك بشكل يومي نحو إنقاذ الواقع في قطاع غزة، كما ونطالب بإدخال مليون لتر من الوقود بشكل يومي (1,000,000 لتر من الوقود يومياً)، حتى نستطيع إنقاذ ما يمكن إنقاذه نتيجة حرب الإبادة الجماعية، سواء على صعيد ترميم القطاع الصحي أو تأهيل القطاع الإنساني أو إعادة إحياء المرافق الحيوية والإغاثية وخاصة مسار الغذاء والماء الذي بات مهدداً بسببهم.



▪️ خامساً: نناشد مجلس التعاون الخليجي ومنظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية وكل دول العالم الحر إلى التداعي الفوري لوضع حلٍ للكارثة الإنسانية المتعلقة بفقدان (305,000 أسرة) لوحداتهم السكنية، وندعوهم إلى بذل كل الجهود في سبيل الخروج بحلول مناسبة لهذه الكارثة التي خلفها جيش الاحتلال "الإسرائيلي".



▪️ سادساً: نطالب الدول العربية بإدخال المستشفيات الميدانية المُجهّزة طبياً حتى نُحاول إنقاذ عشرات آلاف الجرحى والمرضى الذين ذاقوا الويلات خلال حرب الإبادة الجماعية، كما ونناشد الدول العربية والإسلامية بتحويل آلاف الجرحى من أصحاب الإصابات الخطيرة إلى مستشفياتهم لتلقي العلاج فهناك عشرات آلاف الجرحى بحاجة ماسة إلى العلاج وهو غير متوفر في قطاع غزة، ثم إننا نطالب بالعمل الجاد على إعادة ترميم وتأهيل عشرات المستشفيات والمراكز الطبية وإعادتها إلى الخدمة.



▪️ سابعاً: نُطالب بشكل فوري وعاجل بإدخال مئات المُعدَّات والآليات لطواقم الإغاثة والطوارئ والدفاع المدني والأشغال حتى يتمكنوا من انتشال مئات جثامين الشهداء التي مازالت تحت الأنقاض، وحتى يتمكنوا من رفع الرُّكام جرّاء قصف وهدم الاحتلال لمئات آلاف المنازل والمدارس والمستشفيات والشوارع والمرافق المهمة.



المجد والخلود لشهدائنا الأبرار

الشفاء العاجل لجرحانا البواسل

الحرية للأسرى خلف قضبان الاحتلال

التحية كل التحية لشعبنا الفلسطيني العظيم

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023