خلف الحبتور نموذجاً للمنبهرين من التطبيع

د. ناصر ناصر

كاتب وباحث سياسي

خلف الحبتور نموذجاً للمنبهرين من التطبيع 
بقلم ناصر ناصر 
4-10-2020 


نشرت صحيفة يديعوت أحرنوت الخميس الماضي 1-10 ، مقالاً لرجلِ أعمالٍ إماراتيٍ يبتسم وهو يعتمر كوفيته البيضاء العربية الأصيلة ويضع النظارات الخفيفة ويدعى خلف أحمد الحبتور ، وذلك الى جانب مقالات أخرى لأليكس فيشمان وتالي عوفاديا وغيرها ، ومقالة الرجل تُقرؤ من عنوانها ، حيث كتب " الفرص من التطبيع أكثر مما تخيلنا " ، وبكلمات أخرى بسيطة :" واو إيش هالتطبيع هادا ".
مقالة خلف ليست " رهيبة " أو تحمل أفكار جديدة بل تكراراً لموقف سادته الذين شكرهم واحداً تلو الآخر ، بدءاً من ترامب ومروراً بابن زايد ونتنياهو وانتهاءً بكوشنير ولكنها نموذجاً لبعض المتهافتين والمندلقين بإنبهار الصغير أمام من يراهم كباراً من الصهاينة اليمينيين في فلسطين ، والذين ما زالوا يعتمرون رموزاً عربيةً كالكوفية ولكنهم داسوا قيم العروبة والاسلام في التعاون والتضامن ونصرة المستضعفين تحت شعار سطحي وخادع ، وأثبتت الأيام عدم صحته وهو " أنا ومصالحي ثم بعد ذلك الآخرين " فمن يعتقد أن اسرائيل القوية ستطّبع معه ليكسب منها فهو واهم أو أنه قد سُحر تحت وطأة "فرقة النور الموسيقية " ومخرجها رونين بيليد الذي أنتج كليب فيديو من على سطح برج عزرائيلي في تل أبيب لأغنية حسين الجسمي " بحبك " . 
لم يقرأ خلف وأمثاله ما كشفت عنه صحيفة ذي ماركر من أن اسرائيل وضعت خططاً محكمةً لاستقبال وامتصاص أموال وخيرات العرب المطبعين وتحديداً من السياح الإماراتيين " ذي ماركر قبل أيام ". فالمستوطن يا خلف لا يعرف إلا لغة النهب والسلب وامتصاص خيرات الشعوب ، حتى وإن قمت بحمايته ليل نهار أو نسّقت معه أمنياً لعقود ، وفلسطين خير شاهد على ذلك . 
لا ينسى المنبهرون إبداء النصائح الزائفة للفلسطينيين وتحميلهم "الجمايل " فالفلسطينيون وفقاً لخلف وأمثاله نسوا دعم الإمارات لهم لسنواتٍ طويلةٍ وهذا غير صحيح ، فالفلسطيني يطالب باستمرار هذا الدعم وليس بهدمه من خلال التطبيع الذي ألغى فعلياً المبادرة العربية للسلام رغم كل التحفظات عليها .
المطبعون طالبوا الفلسطينيين بالعودة " للحديث " مع الاسرائيليين ، ويتخلوا عن عزل أنفسهم وإلا سيتجاهلهم الجميع ، ثم أدان خلف حماس على إطلاقها 15 صاروخا أثناء خطاب سيده ابن زايد ، وهو متأكد تأكد من لا يفهم شيىء أن اللقاء الفلسطيني الاسرائيلي المباشر وجها لوجه سيحل جميع المشاكل .. ! 

ما أروعك ؟!

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023