أولاً : الموقف :
في اليوم 66 لبدء الحرب على قطاع غزة ما زال العدو يشن هجومه البري والجوي والبحري على مختلف مناطق العمليات في مسرح القتال . كما بقيت المقاومة الفلسطينية تتعرض للعدو على كافة محاور القتال ، خاصة في منطقة عمليات مدينة غزة ، كما وتتصدى لمحاولات تقدمه في مناطق جنوب الوادي ، خاصة منطقة خان يونس التي تحولت إلى منطقة جهد رئيسي للعدو . أما في تفصيل موقف في الـ 48 ساعة الماضية :
ففي صفحة العدو القتالية ؛ عاد العدو للعمل في معظم مناطق مدينة غزة ، شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً ، باستخدام التشكيلات القتالية التي تم ذكرها في موقف 08 12 2023 .
كما أدام العدو عملياته القتالية عبر الإجراءات التالية :
وعلى صلة ؛ فقد اعترف العدو في الـ 24 ساعة الماضية بمقتل ما لا يقل عن 7 جنوده من بينهم ضابط .
وفي صفحة المقاومة القتالية ؛ فما زالت المقاومة مشتبكة مع العدو على مختلف محاور القتال في مسرح عمليات قطاع غزة ، إلّا أن أعنف المعارك في الـ 24 ساعة الماضية شهدها محور الشجاعية حيث يقاتل اللواء المدرع 188 " باراك / البرق " ، وجباليا وبيت لاهيا شمالاً ، وخان يونس / حي الكتيبة جنوباً ، وفي التفصيل :
هذا وقد استهدفت المقاومة الإسلامية في لبنان " حزب الله " في الـ 24 ساعة الماضية مواقع العدو الإسرائيلي في : الرمتا ، حرج شتولا ، المنارة ، برانيت ، موقع الراهب الذي دُك بصواريخ "بركان" ، حدب البستان ، السماقة ، البغدادي ، كما تم استهدف تجمع لجنود العدو في أحد منازل المطلة . هذا وقد أفيد عن قصف المقاومة العراقة قواعد العدو الأمريكي في الشدادي / سوريا وعين الأسد / العراق .
وفي الضفة الغربية ؛ فقد اقتحمت قوات العدو ، جنين والتي ما زال يشتبك فيها المقاومون مع العدو حتى كتابة هذا الموقف ، حيث قصفت طائرات العدو المسيرة مجموعة من المواطنين في البلدة القديمة ، مما أدي إلى ارتقاء 3 شهداء ، وفي السياق ؛ فقد اقتحم العدو قرية الفندوقية ، وحي السيباط / جنين ، كما اقتحم مدن وقرى : عوريف وقصرة ومخيم بلاطة / نابلس ، كفر سابا / قلقيلية ، حوسان ومخيم الدهيشة / بيت لحم ، سلواد / رام الله ، وعدة قرى في الخليل ، وسطح مرحبا / رام الله .
وفي الدعم الشعبي للمقاومة وأهلنا في غزة ؛ لا زالت تجوب المدن والعواصم على شكل :
وفي الجهود السياسية ؛ وبعد استئناف العمليات القتالية المعادية ؛ عادت هذه الجهود لتنصب على محاولة التوصل لهدنة ثانية ، والتي بدأ الحديث بالأمس عن إمكانية بدء البحث في متطلبات عقدها مجدداً ، لإطلاق أسرى ، وفتح معابر لإدخال المعونات لشعبنا المحاصر في قطاع غزة ، الأمر الذي لم يفض حتى كتابة هذا الموقف عن شيء ذو قيمة . لكن اللافت في المواقف السياسية الدعوة التي وجهتها فرنسا لعدة دول للقاء يعقد في الـ 13 12 2023 من أجل مواجهة " حماس " وضع آليات لمحاربتها ، ودرس تدابير جديدة يمكن اتخاذها عبر مناقشات سرية ، كما يهدف هذا الاجتماع لمناقشة الحد من تمويل " حماس " وتشديد العقوبات عليها ، ومحاربة وسائل التواصل والدعاية لديها ، حيث سيحضر هذا اللقاء مجموعة من الدول عرف منها : إيطاليا، ألمانيا، إسبانيا، هولندا، السويد، بلجيكا، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة، كندا، أستراليا، نيوزيلندا، اليابان، كينيا، نيجيريا، جمهورية كوريا، الهند، المكسيك ، سويسرا ، وأيضاً (إسرائيل) والاتحاد الأوروبي . وفي سياق متصل فقد شهدت معظم دو العالم بالأمس إضراباً شاملاً تأييداً لشعبنا في غزة.
ثانياً: التحليل والتقدير :
ما زال العدو يظهر إصراراً على إنهاء المظاهر الرئيسية للمقاومة ـ اطلاق الصواريخ على غلاف غزة ، الاشتباكات اليومية ، وبمختلف تكتيكات القتال مع قواته العاملة في بقع العمليات ـ في شمال قطاع غزة ، من أجل التفرغ للعمل على محور مدينة خان يونس ، التي دفع العدو بتشكيلات الفرقة 98 للقتال على محاورها المختلفة ، حيث يتقرب لها عبر محور القتال الشمال / القرارة شارع المطاحن ، مستخدماً الطرق الرئيسية / شارع المطاحن ، والفرعية الموصلة إلى شمال المدينة . كما بدء بالضغط على ضواحي المدينة الشرقية / خزاعة ، عبسان الكبرة ، عبسان الجديدة ، بني سهيلة ، حيث أفيد عن وصول العدو إلى محيط مدينة حمد ( غوش قطيف ) في الشمال الغربي لخان يونس ، ومحيط مسجد الكتيبة ، بحيث أصبح ضغط العدو على المدينة يتحرك من ثلاثة اتجاهات : من الشمال والشرق والغرب . كما بقي العدو يتعرض لتشكيلات المقاومة في مدينة غزة ؛ مركزاً جهده القتالي على مناطق الشجاعية ، ومخيم جباليا ، ومشروع بيت لاهيا ، وعلى الحافة الشرقية للمدينة . إلا أن اللافت دخول سلاح جو العدو في عمليات إمداد قواته في محور خان يونس ، الأمر الذي يمكن أن يفهم منه قطع خطوط إمداد العدو في منطقة العمليات هذه ، أو أن خطوط الإمداد غير آمنة بشكل جدي ، مما دفع العدو لإدخال الوسائط الجوية في عمليات الإدامة والإمداد ، الأمر الذي يحسب لصالح المقاومة في منطقة المسؤولية هذه .
هذا وقد أبدت المقاومة شراسة ظاهرة في التصدي للعدو على كافة المحاور ، وفي كامل مناطق المسؤولية في مسرح عمليات قطاع غزة . كما أن بقاء المقاومة قادرة على تشغيل قدرات نارية ، مستهدفة غلاف غزة وعمق فلسطين المحتلة ، يشي بأن تشكيلاتها ما زالت تمتلك من قدرات القتال ، ووسائط السيطرة ، ما يشكل تهديداً ذا مصداقية على قوات مناورة العدو في مختلف بقع القتال في مسرح العمليات ، كما يمنعه من تقديم صورة نصر حقيقي ـ تحرير أسرى ، تحييد قيادات وازنة ، منع تشغيل قدرات نارية ضد العمق الفلسطيني المحتل ـ يبحث عنه منذ بدء حربه على غزة في 07 10 2023 .
إن تحليل الموقف القتالي في جميع جبهاته ـ غزة ، شمال فلسطين ، الجبهات الخارجية ، البعد السياسي ، البعد الشعبي ـ يُمكننا من القول بأن الموقف ما زال يشهد حالة استعصاء ـ كما كان في 08 11 2023 قبل تطوير العدو عمله البري ـ الأمر الذي نعتقد أنه يشكل حالة استنزاف وارهاق للمقاومة وللعدو معاً ، ولما تبقى من قدرات عيش وبقاء لدى الحاضنة الشعبة للمقاومة ، الأمر ـ الاستعصاء ـ نعتقد أن طريق الخروج منه يمكن أن يكون عبر الإجراءات التي ذكرنها في موقف أمس 11 12 2023 .
وعليه وأمام هذه المعطيات ، فإننا نعتقد أن الموقف في الـ 24 ساعة القادمة سوف يكون على النحو الآتي :
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .
عبد الله أمين
12 /12/ 2023