أولاً : الموقف :
في اليوم 70 لبدء الحرب على غزة ؛ ما زال العدو يشن هجومه البري والجوي والبحري على مختلف مناطق العمليات في مسرح القتال . كما بقيت المقاومة الفلسطينية تتعرض للعدو على كافة محاور القتال ، خاصة في منطقة عمليات مدينة غزة ، كما وتتصدى لمحاولات تقدمه في مناطق جنوب الوادي ، خاصة منطقة خان يونس التي تحولت إلى منطقة جهد رئيسي للعدو . أما في تفصيل موقف في الـ 24 ساعة الماضية :
ففي صفحة العدو القتالية ؛ عاد العدو للعمل في معظم مناطق مدينة غزة ، شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً ، باستخدام التشكيلات القتالية التي تم ذكرها في موقف 08 12 2023 ، بالإضافة إلى كتيبة " كركال 33 " التي انضمت إلى الجهد القتالي في الأيام الماضية .
كما أدام العدو عملياته القتالية عبر الإجراءات التالية :
- تحليق مكثف للطائرات المقاتلة والمسيرة في جميع أجواء مسرح العمليات ، يصحبه قصف مدفعي وجوي لمعظم مدن ومخيمات قطاع غزة ، من الشمال فالوسط حتى الجنوب .
- قصف عنيف على المنطقة الوسطى من قطاع غزة / دير البلح ، النصيرات ، البريج ، في جهد ثانوي لتثبيت تشكيلات المقاومة العاملة في منطقة العمليات هذه ، تحقيقاً لأهداف جئنا على ذكرها في موقف 13 12 2023 .
- الضغط على قلب مدينة خان يونس / منطقة الجهد الرئيسي ، عبر محاور القتال من الشمال والشرق والغرب ، وقصف الأحياء والمخيمات المحيطة بها . هذا وقد تكرز قصف العدو بالأمس على مناطق شرق خان يونس / الفخاري ، في محاولة لــ :
- تشتيت الجهاز الدفاعي للمقاومة في منطقة المسؤولية ومنعه من تعزيز باقي بقع العمليات .
- حماية ظهر قواته العاملة في منطقة العمليات هذه .
- حماية خطوط إدامة وإمداد قواته في منطقة العمليات .
- توسيع مناطق مناورته البرية وتأمين حركة القوات فيها .
- قصف الأحياء والحارات الداخلية في مدينة غزة : الزيتون ، مخيم جباليا ، الشاطئ ، الصبرة ، ، الدرج ، الرضوان ، التفاح ، الشجاعية ، مشروع بيت لاهيا ، النصيرات ، المغازي ، وباقي مناطق القطاع .
- قطع العدو الطريق الواصل بين محافظتي ، دير البلح وخان يونس ، والطريق الموصل بين خان يونس ورفح .
- زيادة زخم وتركيز ناره على مدينة رفح ومحيطها .
- خروج مظاهرات لعوائل أسرى العدو لدى المقاومة ، أمام مقر رئاسة هيئة الأركان للمطالبة بعقد صفقة لتحرير ذويهم ، بعد مقتل 3 منهم على يد قوات العدو في منطقة الشجاعية .
- هذا وقد قصف العدو قواعدنار استهدفت قواته في شمال فلسطين المحتلة في : محيط الخيام ، مركبا ، محيبيب ، عيتا الشعب ، طير حرفا ، مجدل زون ، كفار شوبا ، حرج بلدة يارون ، كفار شوبا .
وعلى صلة ؛ فقد اعترف العدو بمقتل وإصابة 3 من جنوده ، في منطقة الشجاعية ، كما أفاد الناطق الرسمي باسم جيش العدو بقتله 3 من أسراه لدى المقاومة للاشتباه في أنهم من عناصر المقاومة .
وفي صفحة المقاومة القتالية ؛ فما زالت المقاومة مشتبكة مع العدو على مختلف محاور القتال في مسرح عمليات قطاع غزة ، إلّا أن أعنف المعارك في الـ 24 ساعة الماضية شهدها محور الشجاعية وجباليا وبيت لاهيا شمالاً ، وخان يونس جنوباً ، وفي التفصيل :
- اشتباكات عنيفة مع العدو على محاور بيت لاهيا ، وحي الزيتون ، ومنطقة جباليا ، وحي الشيخ رضوان الذي ذكرت بيانات المقاومة أنها استهدف آليات وناقلات الجنود معادية العاملة على هذا المحور بالقذائف المضادة للدروع العبوات الناسفة .
- معارك عنيفة مع العدو على محور بين حانون .
- الاشتباك مع قوة عسكرية متموضعة في خيمية في منطقة جحر الديك ، واستيلاء المقاومين على قطعية سلاح من العدو .
- استهداف مقر قيادة ميدانية متقدمة للعدو في منطقة جحر الديك بصلية من منظومة رجوم قصيرة المدى ، وقذائف الهاون .
- اشتباكات عنيفة على كامل محاور عمل العدو في محافظة خان يونس ، خاصة منطقة شرق المدنية ، حيث أفادت تقارير المقاومة أنها فجرت منزلاً تحصن فيه جنود العدو في منطقة مسؤولة مقاوميها شرق المدينة .
- قصفت المغتصبات على غلاف غزة / صوفا ، كما طال قصف المقاومة مغتصبة " بيت شيمش" المقامة على أنقاض قرية " بيت نتيف " غرب القدس المحتلة .
- هذا وقد أفاد الناطق باسم كتائب الشهيد عزالدين القسام في خطاب مسجل بالأمس أن المقاومة قد أعطبت أو دمرت في الـ 5 أيام الماضية ما لا يقل عن 100 آلية معادية .
هذا وقد استهدفت المقاومة الإسلامية في لبنان " حزب الله " في الـ 24 ساعة الماضية مواقع العدو الإسرائيلي في : ميتات ، حرج شتولا ، الراهب والجرداح الذين قصفا بصواريخ بركان ، راميم ، حانيتا ، حيث قصف تجمع للمشاة كان متموضعاً في هذا الموقع . كما أفادت المعلومات القادمة من اليمن أن سلاح البحرية اليمني استهدف بصواريخ أرض ـ سطح سفينة حاويات ترفع العلم اللايبيري كانت متجه إلى الكان المؤقت عبر البحر الأحمر .
وفي الضفة الغربية ؛ فقد اقتحمت قوات العدو جيوس / قلقيلية ، وعين يبرود وسلواد / رام الله ، وعوريف ومخيم بلاطة وقريوت وبيتنا / نابلس ، كما اقتحم العدو نحالين وبيت فجار / بيت لحم .
وفي الدعم الشعبي للمقاومة وأهلنا في غزة ؛ لا زالت تجوب المدن والعواصم على شكل :
- مظاهرات ومسيرات .
- اعتصامات ووقفات أمام بعض المقار والممثليات .
- ندوات وخطب ولقاءات .
وفي الجهود السياسية ؛ لم تفض الجهود السياسية إلى أي نتيجة تنعكس إيجاباً على أهلنا المحاصرين في غزة ، حيث ما زال العدوين الأمريكي والصهيوني على موقفيهما الرافض لأي وقف إطلاق نار دائم أو مؤقت ، أو عقد هدنة إنسانية . إلّا أن اللفات بدء خرج تسريبات صحفية حول خطة يتم تداولها بين المبعوث الأمريكي " سترفلد " وبعض دول المنطقة ، بالتفاهم مع العدو الإسرائيلي حول اليوم التالي لانتهاء الحرب ، يفهم من مضمون ما سرب منها أو عنها أن المطلوب عدم عودة الأهالي إلى مناطقهم التي هُجّروا منها ، وإقامة تجمعات للنازحين جنوب وغرب خان يونس في منطقة المواصي ، على الشريط الحدود مع مصر في منطقة رفح ، مقابل تسهيلات سياسية واقتصادية تمنح للدول المشاركة والمتواطئة مع هذه الخطة .
ثانياً: التحليل والتقدير :
ما زال العدو عالقاً في جبهة شمال قطاع غزة ، حيث لم يستطيع حتى كتابة هذه الموقف إنهاء أو وقف تعرض تشكيلات المقاومة على قواته ، أو استهدافها له ؛ فقد بقي إطلاق الصواريخ على غلاف غزة ، والاشتباكات اليومية ، وبمختلف تكتيكات القتال مع قواته العاملة في بقع العمليات ، بقيت مستمرة وبشكل مؤثر ويومي ، الأمر الذي منع العدو من تحرير بعضاً من قواته ، والدفع بها للعمل على محور مدينة خان يونس محور الجهد الرئيسي لقتال العدو ، والتي يناور على محاورها من الشمال والشرق والغرب . كما بدأ العدو بتشغيل مزيد من قدراته القتالية في التعرض على مدينة رفح أقصى جنوب القطاع .
هذا وقد أبدت، وتبدي المقاومة شراسة ظاهرة في التصدي للعدو على كافة المحاور ، وفي كامل مناطق المسؤولية في مسرح عمليات قطاع غزة . كما أنها بقيت قادرة على تشغيل قدرات نارية ، مستهدفة غلاف غزة وعمق فلسطين المحتلة ، موقعة خسائر فادحة بقوات العدو ومعداته ، الأمر الذي يشي بأن تشكيلاتها ما زالت تمتلك من قدرات القتال ، ووسائط السيطرة ، ما يشكل تهديداً ذا مصداقية على قوات مناورة العدو في مختلف بقع القتال في مسرح العمليات ، كما يمنعه من تقديم صورة نصر حقيقي ـ تحرير أسرى ، تحييد قيادات وازنة ، منع تشغيل قدرات نارية ضد العمق الفلسطيني المحتل ـ يبحث عنه منذ بدء حربه على غزة في 07 10 2023 .
وعليه وأمام هذه المعطيات ، فإننا نعتقد أن الموقف في الـ 24 ساعة القادمة سوف يكون على النحو الآتي :
- زيادة تركيز نار العدو ومناورته على محافظة خان يونس ، في محاولة لاختراق أحيائها الداخلية بحيث يُضيّق هامش المناورة على تشكلات المقاومة ، وما يعتقد أنه مركز ثقلها السياسي ، الأمر الذي يتطلب من تشكيلات المقاومة العاملة في منطقة المسؤولية هذه من إجراءات الأمن للمحافظة على الأصول البشرية والمادية لها .
- بقاء العدو عاملاً في منطقة شمال غزة بهدف إخماد بؤر التهديد أو تقليص خطرها، وتحييد ما يمكن من أصول بشرية ومادية للمقاومة فيها .
- تخصيص قدرات نار ومناورة معادية للتعامل مع تشكيلات المقاومة العاملة في المنطقة الوسطى من قطاع غزة ، وفي مدينة رفح جنوباً .
- قد يعمد العدو إلى القيام بعمليات إنزال جوي في المناطق الغربية أو الشرقية لمدينة خان يونس ، الأمر الذي يجب التنبه له ، وتخصيص جهود نارية وهندسية مسبقة ، لمنع العدو من تحقيق هدفه هذا ، حال قرر السير بمثل هذا الخيار .
- نعتقد أنه وبعد وقوع عدد كبير من القتلى في صفوف العدو ، ومن مختلف الرتب والتشكيلات ، أنه ـ العدو ـ سوف يعيد تقيم مناورته البرية ، وطرق تشغيل سلاح المشاة فيها ، بحيث يزيد من استخدام نار التمهيد والاخماد ، ومن مختلف الصنوف ، قبل دفع جنود المشاة إلى المناطق السكنية للتعامل مع أهداف فيها ، الأمر الذي يتطلب من تشكيلات المقاومة نقاط التأمين التي جئنا على ذكرها في موقف 14/ 12/ 2023 .
- بقاء المقاومة الإسلامية في شمال فلسطين المحتلة ـ حزب الله ـ مشتبكة مع العدو بمختلف صنوف النار ، وفي كامل المنطقة الحدودية ، من رأس الناقورة غرباً ، وحتى العرقوب شمالاً .
- استئناف المقاومة العراقية في ساحة العراق وسوريا ، استهدافها لقواعد ومقرات العدو الأمريكي بصنوف النار المناسبة .
- استئناف " أنصار الله " في اليمن اشتباكهم مع العدو الصهيوني بنيران الصواريخ أو المسيرات المتوجهة نحو أهداف في العمق الفلسطيني ، والتعرض لقطعه البحرية في البحر الأحمر.
- لا نعتقد أن الجهود السياسية ستفضي إلى توقف الأعمال القتالية ، أو هدنة ، أو وقف دائم لإطلاق النار .
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .
عبد الله أمين
16/ 12/ 2023