حمدان: محاولة ألمانيا التكفير عن جرائمها النازية لا تأتي عبر دعم جرائم مجرمي الحرب الصهاينة
الموقع الرسمي - حركة حماس


عقد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس أسامة حمدان مساء اليوم الأربعاء مؤتمراً صحفياً مواكبةً لتطورات العدوان الصهيوني المتواصل ضد قطاع غزة، قال فيه:


** لليوم الثالث بعد المئة، يواصل شعبنا الفلسطيني وأهلنا في قطاع غزَّة صمودهم الأسطوري، وصبرهم وتضحياتهم، وثباتهم على أرضهم، في مواجهة عدوان الاحتلال وإجرامه ومخططاته.


** هذا الشعب العظيم المتسلّح بكل معاني العزّة والكرامة والكبرياء والنضال، يثبت للأعداء والأصدقاء أنَّه شعبٌ عصيٌّ عن الانكسار، ولا يعرف في قاموسه الاستسلام، رغم العدوان وحرب الإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال النازي، بكل وحشية وإجرام وسادية، طالت كل مقوّمات الحياة الإنسانية.


** تعجز كل عبارات الفخر والاعتزاز والإشادة أن تفي حقّ هذا الشعب العظيم في قطاع غزَّة العزّة، في بطولته وصبره ورباطه وتضحياته وثباته ونضاله، الذي يدافع عن قضيةٍ عادلةٍ، وحقوقٍ مشروعة، وعن كرامةِ وشرفِ ومقدساتِ الأمَّة، التي يريد هذا العدو النازي والقوى الداعمة له، تصفيتها وتغييبها وطمس معالمها.


** لن ينجح المحتلون في تحقيق أيّ من أهدافهم ومخططاتهم العدوانية، بإذن الله، وبفضل صمود شعبنا وبسالة مقاومتنا، سيتحقّق النصر المبين، بفضل الله وقوّته.  


** يواصل الاحتلال النازي في حرب التجويع والتعطيش المُمنهج ضد أكثر من مليوني مواطن فلسطيني في قطاع غزَّة، حيث بات أكثر من 800 ألف فلسطيني يعيشون مجاعة حقيقية، بمنع الاحتلال إدخال المساعدات والمواد الغذائية والتموينية والوقود والغاز والإمدادات الضرورية لاستمرار الحياة الطبيعية.


** يعيش النازحون في محافظات قطاع غزَّة، مأساة حقيقية، لا يمكن وصفها أو التعبير عنها، في ظل انعدام كل مقوّمات الحياة الطبيعية، من الغذاء والماء والدواء والمأوى، فقد أصبح 400 ألف منهم مصابين بأمراض معدية نتيجة النزوح.


** ارتفعت أعداد المصابين إلى نحو 61 ألفاً، وهم محرومون من السفر للعلاج خارج قطاع غزَّة، في ظل جرائم الاحتلال ضد المستشفيات وإخراجها عن الخدمة.


** أكثر من 7 آلاف مفقود، 70% منهم من النساء والأطفال، تحت الأنقاض لم تستطع الطواقم الطبية والدفاع المدني من انتشالهم حتى الآن، نتيجة القصف العشوائي الهمجي المستمر، وبسبب عدم توفّر الوقود وغياب المعدّات اللازمة.


** لم يترك هذا الاحتلال النازي جريمة بشعة إلاّ وارتكبها ضدّ قطاع غزَّة، خلال ما يزيد عن مئة يوم كاملة، من القصف والتدمير والإبادة الجماعية والتطهير العرقي، حيث نفذ جيش الاحتلال الفاشي أكثر من ألفَي مجزرة ضد الفلسطينيين العزَّل والمدنيين والأطفال والنساء، خلّفت أكثر من 31 ألفاً بين شهيد ومفقود.


** في الضفة الغربية المحتلة، يواصل الاحتلال جرائمه الوحشية، عبر الاقتحامات اليومية للمدن والقرى والبلدات، وعمليات الاعتقال والاغتيال، وعبر سياستها الاستيطانية والتهويدية، وتسليح المستوطنين فيها، وإطلاق العنان لهم لاستباحة الأرض والدماء والمقدسات.


** وصل عدد الشهداء في الضفة منذ السابع من أكتوبر إلى 350 شهيداً، إضافة إلى حوالي 4 آلاف مصاب، وبلغ عدد المعتقلين أكثر من 5 آلاف معتقل.


** استمرار الاحتلال في جرائم ومجازر القتل والتجويع والتعطيش ضد أبناء شعبنا في غزَّة، ومنع إدخال المساعدات، رغم قرار مجلس الأمن الدولي، يمثّل وصمة عار تاريخية لكل المتقاعسين والمتخاذلين، عن تجريمها ووقفها ومنع قتل المدنيين الأبرياء قصفاً وجوعاً وعطشاً.


** نحمّل الإدارة الأمريكية ورئيسها بايدن مسؤولية هذه الجرائم وحرب الإبادة الجماعية، لدعمها هذا الاحتلال، سياسياً ودبلوماسياً وعسكرياً، فهذه الإدارة شريكة في قتل شعبنا وتهجيره وإبادته، ولن تكون بمعزل عن المساءلة والمحاكمة قانونياً وأخلاقياً وإنسانياً.


** أمام هول الكارثة الإنسانية المستمرة والمتفاقمة يومياً، التي يعيشها أهلنا في قطاع غزَّة، فإنَّنا لنتساءل، كما تتساءل شعوب أمَّتنا والأحرار في كل العالم: إلى متى تنتظر دولنا العربية والإسلامية الشقيقة، حتى تتحرّك بشكل جاد وعاجل، لتجاوز كل الضغوط التي يمارسها الاحتلال والإدارة الأمريكية، وفرض إرادة هذه الدول في إغاثة المكلومين من أبناء غزَّة، وتضميد جراحهم، والوقوف والتضامن معهم بكل الوسائل أمام هذا العدوان النازي؟!


** إننا ندعو منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية إلى ضرورة كسر الحصار عن قطاع غزَّة بشكل عاجل وفوري، وإجبار الاحتلال على دخول كل الوفود الرّسمية والشعبية ومعها المواد الطبية والإغاثية ومعدّات الإسعاف والدفاع المدني، إلى كلّ مناطق قطاع غزَّة.


** لا تزال كتائب الشهيد عزّ الدين القسّام، ومعها المقاومة الفلسطينية، تدير معركة طوفان الأقصى، بكل قوّة وحكمة واقتدار، وتثأر لدماء شعبنا وتثخن في جنود وضباطه جيش الاحتلال النازي، وتنسف كلَّ يومٍ أحلامَ سيطرتِه على أرض غزَّة، وتحقّقُ ما أعلنَتْهُ أنَّها ستكون مقبرةً للغزاة.


** إنَّ التلاحم الوطني الكبير، بين أبناء شعبنا، في الصبر والتضامن والتضحية والنضال، يؤكّد مجدّداً على الالتفاف والاحتضان العميق لمشروع المقاومة الشاملة، خياراً استراتيجياً، لانتزاع حقوقنا وتحرير أرضنا ومقدساتنا.


** إنَّ وقف العدوان الصهيوني وردعه عن ارتكاب جرائمه المتوحشة ضد شعبنا في غزَّة والضفة؛ يأتي عبر تصعيد المقاومة بكافة أشكالها، فالمطلوب اليوم هو أن يقف الكلّ الوطني صفاً واحداً في مواجهة الاحتلال ونازيته التي لا تفرّق بين الجغرافية الفلسطينية.


** نبارك عمليات المقاومة البطولية في عموم ضفتنا الأبيَّة، وآخرها عملية رعنانا البطولية، ونشدّ على أيدي المقاومين في جنين ونابلس وأريحا وبيت لحم والخليل، وطولكرم، وكل مدن وقرى ومخيمات الضفة إلى تصعيد ثورتهم وعملياتهم.


** ندعو أفراد الأجهزة الأمنية، إلى الانضمام إلى إخوانهم في المقاومة، وتحويل أسلحتهم التي بأيديهم؛ إلى صدور جيش العدو الصهيوني وقطعان مستوطنيه، الذين استباحوا الديار وانتهكوا الحرمات.


** إن حديث  الاحتلال والأمريكان ومحاولتهم تسويق  ما يسمى (  المرحلة الثالثة )  وكأن المجازر  واستهداف المدنيين ستتوقف، إنما هي محاولة للخداع وتضليل الرأي العام.


** المرحلة الثالثة تعني الاستمرار بالقتل والتدمير تحت عنوان جديد، فجرائم الإبادة مستمرة، والتدمير يتصاعد في المباني والأحياء السكنية، ويتواصل منع  المساعدات الإنسانية والإغاثة، أو تنقيطها في إطار ممارسة القتل البطيء، وخلق واقع غير قابل للحياة، يمهد لمخطط الاحتلال في التهجير القسري الذي أفشله شعبنا بصموده على أرضه.


** حكومة الاحتلال النازية وجيشها المهزوم، وصلوا إلى طريق مسدود لا نهاية ولا أفق له، والخلافات  الداخلية تتصاعد  بين أقطاب حكومة العدو النازية، وبين مكونات مجتمعهم، وتتزايد حالة الارتباك والتخبط وعدم الثقة في حكومتهم وفي جيشهم، كما تتصاعد حالة الإحباط، واليأس من تحقيق أي من أهدافهم التي أعلنوها، واليقين بأن هدف هزيمة حماس، أو كسر صمود شعبنا، إنما هو أضغاث أحلام.


**  أصبح واضحا أكثر من أي وقت مضى  أن نتنياهو يصر على مواصلة الحرب لمصالحه الشخصية ومستقبله السياسي  فقط، وأن نتنياهو وجيشه المهزوم لا يقيما وزناً لقضية الأسرى، ولا يهتما بإعادتهم وهو يهمل استغاثاتهم ونداءاتهم ونداءات ومطالب أهاليهم.


**  من المؤكد أن كل يوم جديد يتواصل فيه العدوان والقصف الهمجي على شعبنا، يمثل تهديداً حقيقيا على حياة أسراهم لدى المقاومة.


** أصبح واضحاً للعالم أن مالم يحققه نتنياهو وجيشه المهزوم خلال 100 يوم من الحرب والعدوان على شعبنا الفلسطيني، لن يحققه مهما طالت هذه الحرب.


** نجدّد رفضنا وإدانتنا للعدوان الصهيوني على لبنان الشقيق، والعدوان الأمريكي البريطاني السافر على اليمن الشقيق، بسبب دعمهما لشعبنا وتأييدهما لنضاله وحقوقه المشروعة، وهنا نشيد بموقف الإخوة أنصار الله والجيش اليمني، في استمرار خطواتهم الشجاعة والجريئة في فرض حصار بحريّ على الكيان الصهيوني المجرم.


** نعبّر عن رفضنا وإدانتنا بشدَّة مواقف ألمانيا الاتحادية في دعم الاحتلال النازي وعدوانه على شعبنا، بإعلانها الدخول كطرف ثالث في القضية التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد الاحتلال الصهيوني في محكمة العدل الدولية، دعماً وتأييداً للكيان الصهيوني، وبتوجّهها للموافقة على إرسال نحو عشرة آلاف قذيفة دبابة لهذا الاحتلال، ممَّا يجعلها شريكاً مباشراً له في جرائمه وعدوانه.


** إنَّ محاولة ألمانيا المكشوفة التكفير عن جرائمها النازية التاريخية لا تأتي عبر دعم وتأييد جرائم النازيين الجدد من مجرمي الحرب الصهاينة.  


** ندعو جمهورية ألمانيا الاتحادية وكل الدول الداعمة والمؤيّدة لهذا الاحتلال، إلى العدول عن هذه السياسة الخاطئة، والتوقف عن كل أشكال الدعم والتأييد للعدوان والإجرام الصهيوني، وتبني خيار رفض وتجريم حرب الإبادة الجماعية التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة؛ واتخاذ تدابير عاجلة ضمن منظومة الاتحاد الأوروبي من أجل وقف العدوان وإغاثة شعبنا وتمكينه من حقوقه المشروعة.


** إنَّ سعي الإدارة الأمريكية وإصرارها على تسويق سياستها المتساوقة مع الأجندة الصهيونية، حول ما بعد الحرب الصهيونية، وآخرها تصريح "جيك سوليفان" مستشار الأمن القومي الأمريكي، في ظل استمرار العدوان الصهيوني، وحجم القتل والمجازر والدمّار في قطاع غزَّة، هو إفلاس سياسي وأخلاقي، ودليل تورّط وشراكة حقيقية في حرب خاسرة ضد شعبنا، ومحاولة يائسة لإدماج كيان مجرمٍ قاتلٍ للأطفال والنساء، في جسم أمتنا ومنطقتنا.


** على الإدارة الأمريكية أن توفّر وقتها وجهدها في محاولات ثبت فشلها عبر التاريخ، فشعبنا الفلسطيني هو سيّد قراره على أرضه، والقادر على إدارة شؤونه كافة، دفاعاً عن نفسه وأرضه وحقوقه ومقدساته.  


** إنَّ الهدوء والأمن والاستقرار في المنطقة، لا يمكن أن يأتي إلا عبر الوقف الفوري والنهائي للعدوان ضد شعبنا، وإنهاء الاحتلال لأرضنا ومقدساتنا، ومحاسبة قادته النازيين الجدد على جرائمهم في المحاكم الدولية، وتمكين شعبنا من إقامة دولته المستقلة، كاملة السيادة، وعاصمتها القدس.


** حول الحديث عن سعي أمريكا ودول غربية لتشكيل حكومة فلسطينية، فإننا نجدد التأكيد أن تشكيل حكومة فلسطينية وإدارة الوضع الفلسطيني هو شأن فلسطيني وطني.. نديره مع إخواننا وأشقائنا من القوى والفصائل الفلسطينية، ولا شأن لأمريكا أو غيرها به.


** نرحب بإعلان رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين اعتزامه للدخول الى غزة على رأس وفد من علماء الأمة لكسر الحصار والتضامن مع شعبنا في غزة.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023