أولاً : الموقف :
اتسم الموقف الميداني والأمني في الضفة الغربية في الأسبوع الماضي بمجموعة من السمات ، كان من أبرزها :
- إدامة العدو لعمليات الاقتحام للمناطق ، واعتقال المواطنين ، وتحييد المقاومين .
- دعوة رئيس مجلس مغتصبات شمال الضفة " يوسي داغان " وعضو الكنيست " عميت هاليفي " واللواء احتياط " عفري ديان " للبدء بالسماح لجنود الاحتياط باصطحاب أسلحتهم أثناء الإجازات ، على أن تبدأ التجربة بإبقاء 500 قطعة سلاح معهم .
- تشديد ملاحقة أجهزة أمن سلطة الحكم الذاتي للمقاومين في مدن الضفة الغربية ، خاصة طوباس ، وطول كرم ، وضواحيهما .
- زيادة تعزيز حماية المستوطنين بـ 1800 من قوات الدفاع الإقليمي .
- قيام البلدات الحدودية مع الضفة الغربية بتشكيل فرق إنذار مبكر وحماية ذاتية .
- زيادة تعزيز حماية مغتصبات غور الأردن .
- وصول عدد فرق التأهب السريع منذ بدء إنشائها في 07 10 2023 حتى الآن إلى 700 فرقة ، باستعداد من 10 ـ 40 شخص في كل مستوطنة .
- دخول الطيران المروحي بشكل أكبر في عمليات ملاحقة المقاومين والتصدي لهم .
- تشكيل وحدة مباحث وعمليات جديدة مخصصة حصرياً لمكافحة عمليات التهريب من الأردن .
- دراسة توزيع مضادات دروع على المغتصبات ، على أن تكون تحت مسؤولة مسؤول أمن المغتصبة .
- تزويد حرس المغتصبات بسيارات مصفحة .
- اقتحام شابين كرفان في منطقة مسؤولة لواء " أفرايم " وحرقه .
- اقتحام مقر قيادة الفرقة الإقليمية 877 مدرع ، الواقعة في " بيت إيل " ، والتي منطقة مسؤوليتها الضفة الغربية ، حيث تحوي هذه القاعدة العسكرية مكاتب الإدارة المدنية ، وقاعدة حرس الحدود .
- قيام الكتيبة 8106 من لواء " يهودا " الإقليمي المسؤول عن منطقة الخليل بتمرين عملياتي تحضيراً للدخول إلى العمل التشغيلي .
- إعلان وزير دفاع العدو عن بدء سريان قرار إلغاء قانون فك الارتباط ، والعودة إلى ثلاث مغتصبات ـ كاديم ، غانيم ، صانور ـ في الضفة الغربية .
- انسحاب الوزيرين : غادي أيزنكوت و بني غانتس ، من حكومة الحرب .
ثانياً : الدلالات :
إن قراءة ما بين سطور الموقف السابق ، يمكننا من الخلوص إلى بعض الدلالات والنتائج التي يمكن أن تشكل معالم الموقف في الأيام القادمة ، ومن أهم هذه الدلالات والخلاصات ؛ ما يأتي:
- سوف يبقي العدو حالة الضغط على المقاومة والمقاومين في الضفة الغربية من خلال تكرار عمليات الاقتحام التي أصبحت شبه يومية ، في إجراء الهدف منه :
- إبقاء المقاومين في مربع رد الفعل ، وعدم منحهم الوقت المناسب والمطلوب لتطوير الذات ومراكمة القدرات .
- إبقاء الحاضنة الشعبية تحت ضغط الحاجة للوقت المناسب لترميم البنى التحتية المتضررة من عمليات الاقتحامات ، لتتحول ـ الحاضنة الشعبية ـإلى رافعة ضغط ضد المقاومين .
- تدمير ما يتم ترميمه من بنى تحتية ، لإبقاء حالة العوز ، واستنزاف الإمكانيات الشعبية والمجتمعية ، لصرف الشعب عن مواجهة العدو ؛ بحثاً عما يديم الحياة الكريمة لهم .
- إن زيادة عمليات استهداف العدو من خلال العبوات الشعبية المصنعة من مواد أولية غير نظامية ، وبدء ظهور أثرها على آليات العدو غير المحصنة ، دفعه ـ العدو ـ إلى الاستعانة بالآليات المصفحة والمدرعة القادرة على مواجهة هذه النوع من الوسائط القتالية ، كما أنه أدخل في معادلته استخدام الطيران المروحي ، وكلها إجراءات من شأنها :
- الحد من خسائر العدو في الأرواح والآليات .
- الاشتباك البعيد مع المقاومين مما يوفر للعدو ميزة الأمن المطلوبة لقواته العاملة على الأرض.
- دفع المقاومين إلى زيادة حجم وقدرة العبوات الهندسية ، مما قد يترك أثراً سلبياً على البيئة الحاضنة عند تشغيل هذه الوسائط القتالية في بيئات غير مناسبة ، الأمر الذي سينعكس سلباً على علاقة البيئة الحاضنة مع المقاومية .
- زيادة السيطرة الجوية المعادية على ساحة العمليات ، الأمر الذي سيحد من مرونة وأمن مناورة المقاومين ، وحركتهم أثناء التصدي لقوات العدو .
- إن زيادة استخدام الوسائط الجوية المعادية سوف يؤدي إلى سرعة تحييد الأهداف البشرية والمادية ، والقضاء عليها دون اضطرار العدو إلى الاحتكاك المباشر مع المقاومة على الأرض .
- يرى العدو أن مستوى الجرأة في استهداف مغتصباته ، والتعرض لها بالنار الخفيفة ، واستسهال ( اقتحامها ) من بعض الأفراد ، قد يغري المقاومين بتركيز جهودهم وحشد طاقاتهم ضد هدف عالي القيمة ، لتسجيل صورة نصر ، الأمر الذي دفعه إلى زيادة قدرات حماية وتأمين هذه المغتصبات عبر نشر فرق الحامية ، والتفكير بتزويدها بمضادات الدروع الخفيفة سهلة الاستعمال ـ نعتقد أنها ستكون من نوع لاو ـ ، في إجراء الهدف منه :
- زيادة تحصين المغتصبات وما فيها ومن وفيها أمام ضربات المقاومين .
- بناء معادلة ردع مع المقامين تمنعهم من التفكير في تحقيق التماس أو الاحتكاك مع أصول العدو ؛ البشرية والمادية .
- استنزاف قدرات المقاومين عبر التماس والاحتكاك مع أهداف محصنة ، أو دفعهم ـ المقاومين ـ للاشتباك مع هذه الأصول المادية من مسافات غير مجدية أو مؤثرة قتالياً .
- تشكيل قوات دعم وتعزيز وإنذار مبكر على أي تهديد قد تتعرض له أصول العدو البشرية والمادية ، إلى حين حشد قدرات قتالية نظامية تتعامل مع الخطر الناجم عن تعرض المقاومين لهذه المنشآت .
- سوف يؤدي انسحاب الوزيرين " أيزنكوت " و " غينتس " ، وقرار وزير دفاع العدو بانتهاء قرار فك الارتباط ، والسماح للمغتصبين بالعودة إلى بعض مغتصبات الضفة إلى :
- زيادة جرأة المغتصبين في التعرض على مدن وقرى الضفة الغربية .
- محاولة استرضاء حكومة العدو الحالية لليمين المتطرف فيها ، ومنحه مزيداً من الصلاحيات والتسهيلات التي تزيد من التضيق على أهلنا وشعبنا في مدن وقرى الضفة الغربية .
- محاولة سيطرة قطعان المستوطنين على مزيداً من الأراضي والنقاط الاستراتيجية الحاكمة المنتشرة في مدننا وقرانا ، الأمر الذي سيسهل عليهم السيطرة على حركة الناس ، ويمنع من بناء قدرات مقاومة فاعلية ضد هذه التجمعات مستقبلاً .
- تُشكل منطقة الحدود مع الأردن أحد أهم معابر تهريب السلاح ، ومعدات القتال إلى مناطق الضفة الغربية ، الأمر الذي دفع العدو لاستحداث فرق عمل متخصصة لإغلاق هذه المنافذ ، بالتعاون من أجهزة أمن سلطة الحكم الذاتي ، وأجهزة أمن الأردن ، حيث يهدف الإجراء إلى:
- رصد ومعرفة طرق التهريب هذه والسيطرة عليها .
- معرفة ذوي السوابق في هذا العمل والمنتشرين على طرفي الحدود بين الأردن وفلسطين المحتلة ، والعمل على ضبط حركاتهم ، والسيطرة عليها .
- السيطرة والتحكم في عمليات التهريب عبر تجنيد التجار ، أو زرع تجار مرتبطين أصلاً بالأجهزة الأمنية ، مما يعني دوام عمليات التهريب الفاشلة التي ستكشف مع الأيام مصادر التسليح ابتداءً ، ونقاط استلام الأدوات القتالية انتهاء .
- دفع المقاومين لليأس من جدوى عمليات التهريب هذه ، ودفعهم للاكتفاء بالسوق المحلية للأدوات والقدرات القتالية ، المسيطر عليها بشكل أكبر وأكثر فاعلية من قبل أجهزة الأمن المعادية دقييثبيسصث .
ثالثاً : التوصيات :
- دوام متابعة الموقف الميداني وتحليله واستخلاص العبر والدروس منه ، ثم يبنى على الشيء مقتضاه .
- قطع التماس مؤقتاً مع العدو ، ودرس واستخلاص العبر من تغيير العدو لأسلوب عمله ، ليبنى على الشيء مقتضاه .
- وضع قواعد اشتباك واحتكاك حاكمة وصارمة مع العدو بما يحقق أمن المقاومة والمقاومين وحاضنتهم الشعبية ، ويضمن فاعلية وكفاءة المواجهة مع العدو .
- الضن بالمجاهدين والمقاومين وعدم وضعهم تحت ضغط الإنجاز ، أو دفعهم للاحتكاك أو الاشتباك مع العدو في عمليات استعراضية لا جدوى تعبوية منها .
- التفكير مجدداً في طرقوآليات وأساليب الاحتكاك مع العدو بما يضمن عدم تغيره لإجراءاته المضادة التي تحيل عمليات المقاومة إلى أفعال غير ذات جدوى تعبوية ، وذات أكلاف بشرية ومادية ومجتمعية كبيرة على المقاومين وبيئتهم .
- بدء العمل والتفكير الجدي في طرق وأساليب عمل تحد من الرؤية الجوية للعدو ، وتخفض من كفاءة مناورته الرأسية .
- بدء العمل على بناء ( منظومات ) قيادة وسيطرة فاعلة وآمنة ، تحقق أمن الأفراد والعمليات ، تحقيقاً لمفاجأة العدو ؛ شكلا ً ومضموناً .
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .
عبد الله أمين
13 06 2024