( القصة باختصار بمناسبة اقتحام ابن غفير للاقصى البارحة)
كان الفتى الاردني سلطان العجلوني عام 1990 في صفه الحادي عشر عندما تناهى إلى سمعه مجزرة الاقصى، "أتفعل هذه الشرذمة فينا ما تفعل وفي سلطان عرق ينبض لا والله، أتسفك الدماء البريئة في ساحة هذا المسجد العظيم ونقف هنا في أردن العزّة والإباء مكتوفي الايدي لا والله، أتعربد حثالة البشر على ساحة مسجدنا وينعق متطرّفهم شارون من هناك نعقه الحقير وفي أرواحنا نفس حرّ لا والله .
هجم سلطان على حصّالته فبجّها بسكينه الذي ضربها بيمينه الصغيرة بما تحمل من إرادة كبيرة، أخرج ما في أحشائها من قروش وبريزات وشلالين كان قد جمعها من سنوات، حملها وانطلق ليشتري بها مسدس الحريّة والانتقام. أودع حقيبته المدرسية صباح اليوم التالي بعد أن استبدلها بحقيبة عقيدة وإيمان وهمّة رجال ومسدس، فالانتصار للاقصى أمر لا ينتظر ونخوة الابطال أمر في صدره لا يعرف التسويف أو التبرير.
يمّم وجهه بدل مدرسته شطر غربي النهر فهناك مدرسة الحرية والاباء، عرف كيف يتجاوز حواجز الطريق بعد أن تجاوز حواجز التثاقل إلى الارض في نفسه، قطع النهر سباحة بعد أن وصل عصرا، وأخذ موقع الاسد المتربّص بفريسته، ساعة ساعتين ثلاثة فغلبه النعاس أمنة من الله، مرّت الدورية المؤللة بالحديد المصفّح من بين يدي الاسد الصغير المتحفّز لقنصها بمسدسه الصغير بسلام.
نهض بعد أن ستره الليل بستائره، الروح الثائرة تلتهب وتزداد اشتعالا، انطلق يبحث من بين الاضواء البعيدة على معسكر يشفي به غليله، وجد ضالته، تسلّل وساعده على التسلّل جسده النحيف.
بادئ ذي بدء بدأ برموزهم الكاذبة فاعتلى السارية وأنزل علمهم، دعس عليه بأقدامه الصغيرة، وراح يبحث بعيني صقر عن فريسته، وجد جنديين يحرسان في خندق فلقّم الاوّل رصاصة في رأسه فأرداه قتيلا، أراد أن يرمي الثاني فلم يطعه المسدس، هجم عليه فنزع منه سلاحه، أراد أن يطلق نيرانه فلم يطعه فحوّله إلى عصا وهشّم رأسه بضربات متتالية أوقعته صريعا .
تنادى عليه معسكر الشرّ وأحاطوا به، عاش بعد ذلك حياة الاسر قرابة عشرين عاما ليتخرّج منه مفكّرا سياسيا أديبا رائدا من رواد الفكر والمعرفة وليدخل معترك الحياة مصارعا عنيدا في عالم يحاول فيه الظلام بسط نفوذه ولكن أنّى له ذلك وسلطان وأمثاله لهم بالمرصاد. سلطان لو كان له السلطان لتغيّر الحال ولما وصلت دول الطوق إلى ما وصلت إليه.
فلسطين تنتصر بأحرار الامّة بإذن الله.