حذرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين اليوم الخميس، من خطورة انتشار الأمراض الجلدية بشكل عام وعلى وجه الخصوص مرض السكابيوس في صفوف الأسرى، والذي بات يهدد حياتهم بشكل حقيقي، ودفع إدارة سجون الإحتلال لإغلاق عدد من السجون والمعتقلات أمام زيارات المحامين جراء هذا المرض.
وفي هذا السياق، تعرب الهيئة عن قلقها لوصول هذا المرض لغرف الأسرى الأشبال ( القُصر ) في سجن عوفر، والذي انتشر بينهم بشكل كبير وسريع، وأصبحت تظهر أعراضه على أجسادهم بشكل مزعج، حيث الحبوب والدمامل واحمرار الجلد الذي يمنعهم من النوم بسبب الحكة والألم.
وتطالب الهيئة منظمة الصحة العالمية بتحمل مسؤولياتها اتجاه كافة الأسرى وتحديداً القصر منهم، إذ إن قلة النظافة والحرمان من امتلاك المنظفات والمعقمات والاغتسال خلال وقت قصير جداً وعدم توفر الملابس والأغطية، يجعل من أجسادهم بيئة خصبة لانتشار مثل هذه الأمراض.
وتشير الهيئة الى أن معتقل عوفر يضم غالبية الأسرى القصر، اذا يبلغ عددهم اليوم ( ١٥٠ قاصراً ) من أصل ( ٢٦٠ قاصراً )، ولا يتم التعامل معهم بأي خصوصية، نظراً لأعمارهم الصغيرة وأجسادهم النحيلة، بل على العكس يستغل ذلك في الانتقام منهم وزيادة معاناتهم.
وتؤكد الهيئة أن الظروف الحياتية والصحية في سجن عوفر لا زالت معقدة، وأن العقوبات متواصلة والهجمة متصاعدة، فسياسات الضرب والتجويع والحرمان تفتك بأجساد أسرانا وأسيراتنا.
وزار الطاقم القانوني للهيئة خلال اليومين الماضيين عدد من الأسرى في سجن عوفر وهم: سالم أبو صفيةً( ٣٣ عاما )، عبد الله جرادات ( ٢٢ عاماً ) من بلدة سعير في محافظة الخليل، أسامة عطايا ( ١٨ عاماً ) من بلدة كفر نعمة في محافظة رام الله والبيرة، عدي يونس ( ٢٤ عاماً ) من حلحول في محافظة الخليل، عادل دار عطا ( ٢٤ عاماً ) من بلدة دير أبو مشعل في محافظة رام الله والبيرة، تامر الشوامرة ( ٣٥ عاماً ) من مخيم قدورة في رام الله والبيرة، يوسف عيايدة ( ١٧ عاماً ) من الشيوخ في محافظة الخليل، حيث أن كافة المعتقلين الذين تم زيارتهم محتجزين وفقاً لسياسة الإعتقال الإداري، بإستثناء الأسير الشوامرة الذي وجهت له لائحة اتهام بعد قضائه عامين في الإعتقال الإداري.
وهنا لا بد من الإشارة الى أن غالبية هؤلاء الأسرى لديهم ظروف صحية صعبة وبحاحة للعلاج والأدوية، ولكن إدارة السجن ترفض أن تقدم لهم ذلك، وتتركهم فريسة للمرض، كما انه خصص في السجن العديد من الغرف للحجر بسبب مرض السكابيوس.