قطع الكهرباء عن القطاع إجراء غير مسبوق في تاريخ الحروب ناجم عن قرار سياسي لتدمير الفلسطينيين وليس مجرد نتيجة للأعمال الحربية.
"إسرائيل" عطّلت خطوط إمداد الكهرباء للقطاع القادمة منها، والتي كانت تصل إلى 120 ميغاواط منذ اليوم الأول لحرب الإبادة الإسرائيلية، فيما تسبب منع إدخالها الوقود بتوقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة.
"إسرائيل" لم تكتفِ بذلك بل شنت هجمات منهجية وواسعة على مصادرة الطاقة البدلية ولاسيما أنظمة الطاقة الشمسية المثبتة على أسطح المباني والمنشآت العامة والخاصة بما في ذلك المستشفيات والمطاعم والمخابز ومراكز التسوق دون أي ضرورة أمنية أو عسكرية، ما يدل على وجود سياسة منظمة لتدمير أي مصدر للكهرباء لإغراق القطاع في ظلام دامس.
وثقنا حالات وفاة داخل المستشفيات نتيجة توقف بعض خدمات الرعاية الصحية وتعطيل المختبرات وعرقلة إجراء التحاليل الحيوية، وتخزين الأدوية والمستلزمات الطبية بسبب انقطاع الكهرباء.
قطع الكهرباء أسهم في تفعيل استخدام التعطيش كأداة حرب وتهجير بفعل توقف أو عرقلة عمل محطات تحلية المياه خاصة في شمال غزة.
أدت أزمة الكهرباء وعدم توفر الوقود إلى تعطيل قدرة البلديات على استخراج المياه من الآبار أو إيصال المياه للمناطق في حال تمكنها من استخراجها ما أجبر مئات الآلاف على شرب مياه ملوثة.
تأثيرات انقطاع الكهرباء امتدت إلى كل مرافق الحياة الأخرى ومنها تعطيل ما تبقى من أشكال تصنيع ولو بدائية وتعطيل عمليات ري الأراضي الزراعية، والتسبب بتلف عشرات الأطنان من المساعدات التي تحتاج إلى تبريد.
نطالب المجتمع الدولي برفع الحصار غير القانوني عن قطاع غزة بشكل فوري وإمداده باحتياجاته من الكهرباء وضمان توصيلها لجميع المرافق ابتداءً بالمستشفيات وقطاعات خدمات المياه والصرف الصحي، بما في ذلك إدخال مولدات ووقود كحلول عاجلة.