اغتيال نصر الله: هل سترد طهران؟

مركز القدس للشؤون الخارجية والأمن


القضاء على نصر الله يشكل ضربة قوية للتنظيم، خاصة أنه كان هناك مسؤولون كبار آخرون في الخلية قد قتلوا • بالنسبة لإيران، هذه ضربة سيكون من الصعب التعايش معها دون أن ترد على ذلك

هل سترد إيران على اغتيال الأمين العام الأسطوري لحزب الله حسن نصر الله؟ أدى الهجوم على مقر حزب الله أمس (الجمعة) في منطقة الضاحية في بيروت إلى اغتيال الأمين العام حسن نصر الله. يمثل الاغتيال خطوة هامة في سلسلة التصعيد بين إسرائيل وحزب الله. و ارتفاع درجة ستكون لها على أية حالة، عواقب وخيمة. ومن أجل فهمها، تحدثنا حول الموضوع مع العميد يوسي كوبرفاسر، باحث كبير في مركز القدس للشؤون الخارجية والأمنية، والمدير العام السابق لوزارة الشؤون الاستراتيجية، ورئيس قسم الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية.

ويوضح العميد احتياط كوبرفيرسر: "لقد قُتل نصر الله، وقد يكون ذلك بمثابة ضربة قوية للمنظمة، خاصة أنه وفقاً للتقارير، كان هناك مسؤولون كبار آخرون في الخلية قد قُتلوا". ولو كان نصر الله لم يقتل، لكان عندها الهجوم بمثابة ضربة استراتيجية أقل قوة. ويعد الهجوم على المقر المركزي في المخبأ في الضاحية، المحمي بالدروع البشرية، بمثابة خطوة تصعيدية. وقد تم بالفعل استهداف العديد من كبار المسؤولين، مثل إبراهيم عقيل، الذين يتمتعون بأهمية كبيرة في التنظيم. كل إصابة من هذا القبيل مؤلمة، لكن إصابة المقر المركزي هي خطوة للأمام. وعندما يضربون نصر الله فإن الضرر عليهم مضاعف أضعافا كثيرة".

سبق أن هددت إيران بالانتقام، ومن الممكن أن ترد على إغتيال نصر الله.

 وفيما يتعلق بسؤال اليوم التالي، يشير المدير العام لوزارة الشؤون الاستراتيجية والرئيس السابق لقسم الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية إلى أنه لا يزال من الصعب الحكم على من قد يخلف نصر الله. "الخليفة المرغوب فيه هو نائبه نعيم قاسم. لكن هناك أيضاً مسؤولين كباراً في المنظومة العسكرية لحزب الله قد تكون لهم أهمية إذا ظلوا على قيد الحياة، مثل طلال حمية".

ومن سبق أن أرسل رسالة تهديد هي السفارة الإيرانية في بيروت، التي أعلنت أن الهجوم "جريمة تستحق العقاب المناسب". يقول كوبرفاسر: هذه ضربة خطيرة للغاية لإيران أيضا، فهو رصيد إيراني استثمرت فيه موارد لا نهاية لها. فنصرالله جزء من النظام الإيراني، ويلعب دوراً مهماً فيه. بالنسبة لإيران، هذه ضربة سيكون من الصعب التعايش معها. ولطهران اعتبارات أخرى، لكن الدم ساخن في المرحلة الأولى، كما ينعكس أيضاً في ما قالته السفارة الإيرانية. و بالنسبة لإسرائيل، الفكرة هي رفع الثمن طوال الوقت، من أجل إجبار حزب الله على الامتثال للقرار 1701، والانسحاب إلى ما وراء الليطاني - والسماح بعودة سكان الشمال.

وبالإشارة إلى سؤال ما إذا كنا نتجه نحو مزيد من التصعيد، أوضح العميد (احتياط) كوبرفيرسر: "أفترض أن قرار حزب الله وإيران سيكون بمثابة بحث عن الرد المناسب، وهذا قد يكون مدخلاً لمزيد من التصعيد". وبعد ذلك سيكون على إسرائيل أن ترفع مستوى آخر، وهو ما يعني هجوما قويا، أو زيادة احتمال المناورة في لبنان".

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023