عملية يافا البطولية التي نُفذت يوم أمس "في الأول من أكتوبر" تحمل في طياتها عنصر المفاجأة من عدة جوانب دعونا نوضحها بشكل أكبر
المطارد

اختيار شهر أكتوبر لتنفيذ العملية كان له دلالة رمزية واستراتيجية تاريخيًا إذا يرتبط بكبرى عمليات المقاومة ونذكر منها عملية ايتمار البطولية التي حدثت في عام 2015 والتي كانت أحد نتائجها انتفاضة القدس المباركة وكذلك عملية اغتيال زئيفي من الجبهة الشعبية في 17 من أكتوبر 2001 التي جاءت رداً على اغتيال أبو علي مصطفى وبالإضافة إلى عملية طوفان الأقصى المباركة في 7 أكتوبر 2023 بالإضافة أن العملية جاءت في ظل فترة يعيش فيها الاحتلال تعيش نوعًا من النشوة الأمنية وحالة من الإنجاز والانتصار بعد اغتيال قادة حزب الله في لبنان والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.

 وعلى صعيد الموقع فإن تنفيذ العملية في مدينة يافا وقدرة المنفذين على تجاوز الحواجز الأمنية والوصول إلى قلب الاحتلال ومعهم سلاحهم" m16"يعبر عن مدى هشاشة الكيان الذي كان يظن أنه خارج التهديدات وأنه أمن داخله بسلام لتأتي هذه العملية وتنسف كل ما روج له الكيان خلال الفترة الماضية.

انطلق المنفذون من مدينة الخليل، التي فرض الاحتلال فيها إجراءات مشددة جدًا ووجه تهديدات لعشائرها وكثف من عمليات اعتقاله على مدار الأيام والشهور الماضية وبعد كل ما فعله فإن هذا يمثل عنصرًا مهمًا في عنصر المفاجأة الذي يسبب الإرباك للكيان، وذلك لأن الاحتلال مارس جهدًا مضاعفًا لضمان عدم تصاعد الأعمال المقاومة في الخليل، لكن نجاح المنفذين في تجاوز هذه القبضة الأمنية الضيقة والوصول إلى يافا يعتبر ضربة للمنظومة الأمنية للاحتلال.

عملية يافا تعتبر العملية الأكبر من حيث الخسائر البشرية التي لحقت بالاحتلال في الضفة والداخل منذ بداية حرب الإبادة على قطاع غزة، مقتل 7 مغتصبين وإصابة عدد كبير آخر يُعدّ إنجازًا للمقاومة وضربة قوية للاحتلال.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023