- قال الناشط الحقوقي البوركينابي عبد الرحمن سيدي بي إن عملية "طوفان الأقصى" والإبادة الجماعية الإسرائيلية لقطاع غزة أعادتا قضية فلسطين إلى الواجهة في إفريقيا، ووضعتا حدا لمحاولات تطبيع تل أبيب في القارة.
- وسيدي بي يرأس منظمة معنية بالدفاع عن القضية الفلسطينية في بوركينافاسو، وهو عضو في "ائتلاف غرب إفريقيا لنصرة القدس وفلسطين".
- وهذا الائتلاف هو هيئة أهلية تأسست في نواكشوط عام 2016، وتضم عشرات من منظمات المجتمع المدني بغرب إفريقيا وعدداً من الفقهاء والعلماء بالقارة السمراء.
- وأضاف سيدي بي، في مقابلة مع الأناضول، أن "طوفان الأقصى أحدث الكثير" في إفريقيا، خصوصا في بلدان غرب القارة.
- وأوضح سيدي بي أن "شعوب دول غرب إفريقيا تفاعلت بشكل كبير على مدى عام كامل مع تطورات القضية الفلسطينية".
- "وباتت القضية الفلسطينية ضمن أولويات الكثير من سكان غرب إفريقيا.. الجميع يشاركون في المسيرات والمظاهرات ومختلف الفعاليات التضامنية معها"، كما تابع.
وقف مسار التطبيع
- وحسب سيدي بي فإن "طوفان الأقصى أوقف بشكل شبه كامل كل أشكال التطبيع في القارة الإفريقية".
- وزاد بأن "إسرائيل سعت خلال السنوات الماضية إلى التغلغل في القارة عبر تمويل مشاريع في مجالات الزراعة".
- واستطرد: "تعرفون أن جميع الدول الإفريقية قطعت علاقتها مع إسرائيل سبعينيات القرن الماضي".
- وآنذاك قطعت دول إفريقية علاقتها مع إسرائيل رفضا لاستمرار احتلالها أراض إفريقية، وهي شبه جزيرة سيناء المصرية منذ 1967، والصمت الغربي على نظام الفصل العنصري بدولة جنوب إفريقيا.
- وفي عام 1972 قطعت أوغندا علاقاتها مع إسرائيل، ثم تبعتها سبع دول أخرى هي تشاد ومالي والنيجر والكونغو برازافيل وبوروندي وزائير وتوغو، ما مثّل ضربة لمساعي التطبيع الإسرائيلية.
- واستدرك سيدي بي: "لكن خلال السنوات الأخيرة بدأت بعض هذه الدول مسارا للتطبيع مع إسرائيل، غير أن طوفان الأقصى أوقف كل مسارات التطبيع".
- ودلل على ذلك بالقول: "لم نعد نسمع عن زيارة مسؤول إفريقي لإسرائيل أو حديث عن مساع للتطبيع".
- وأردف: "الجميع في القارة الآن يتحدث فقط عن انتهاكات إسرائيل وحرب الإبادة التي تشنها في غزة، والعدد الكبير لضحايا هذا العدوان، وكيف صمد سكان غزة وسط هذا الدمار الهائل".
تأييد لفلسطين
- والعديد من المسؤولين في إفريقيا، وفق سيدي بي، "ما زالوا بحاجة لامتلاك الجرأة للتعبير بشكل واضح عن مواقفهم المؤيدة للقضية الفلسطينية وللمقاومة بشكل خاص".
- وتابع: "حين ألتقي بعض المسؤولين الأفارقة يبدون تأييدهم للقضية الفلسطينية، لكنهم لا يمتلكون الجرأة للتعبير عن ذلك بشكل واضح في وسائل الإعلام".
- واستدرك: "مع ذلك، تصوّت غالبية الدول الإفريقية في الأمم المتحدة لصالح القرارات الداعمة لفلسطين، وعبّر عدد من القادة الأفارقة بشكل واضح عن رفضهم للعدوان على غزة".
- "وشاهد العالم كيف أن إفريقيا هي التي حركت دعوى أمام محكمة العدل الدولية ضد الاحتلال الإسرائيلي"، أضاف سيدي بي.
مظاهر التأييد الشعبي
- ووفق تأكيد سيدي بي فإن "التأييد الشعبي للقضية الفلسطينية تصاعد زخمه بشكل كبير في القارة منذ طوفان الأقصى، وباتت المظاهرات والمسيرات الشعبية تخرج أسبوعيا في العديد من بلدان إفريقيا".
- وأفاد بأن الشعارات التي تُرفع في المسيرات الأسبوعية بمختلف بلدان القارة "تعتبر إسرائيل مجرمة حرب، وتطالب بوقف الإبادة في غزة"
- وتحدث سيدي بي عن تنظيم حملات تبرع في دول إفريقية عديدة لصالح الفلسطينيين في غزة، ولفت إلى "استقبال قادة حركة حماس بحفاوة حين يزورن أي بلد إفريقي".
- وختم بالتشديد على أن "إسرائيل ستواجه صعوبة في المستقبل حين تحاول توسيع نفوذها في القارة الإفريقية".