قال فهد سليمان الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين: إن أولوياتنا هي؛ وقف العدوان ومواجهة مخططات الضم والترحيل.. وعلى القوى الفلسطينية أن تسخر إمكاناتها كافة من أجل وقف حرب الإبادة في قطاع غزة والضفة، معتبراً أن تقييم ما حصل منذ 7 أكتوبر وحتى الآن هو أمر ضروري، لكن من غير المفيد لنا كفلسطينيين طرحه الآن، خاصة وأننا ما زلنا في قلب المعركة التي لم تنته بعد، في ظل صمود إعجازي لشعبنا وملاحم بطولية تسطرها مقاومتنا في مواجهة القوات الإسرائيلية الغازية.
جاء ذلك خلال اللقاء الحواري الذي دعت له الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين مع عدد من الأكاديميين والكتاب والإعلاميين الفلسطينيين، بتقنية زووم بعنوان (فلسطين والإقليم الى أين؟)، بمشاركة عدد من الصف القيادي في الجبهة. وقد رأى فهد سليمان أن ما يجري في الإقليم هو حرب إقليمية متعددة الساحات، اكتسبت صفتها هذه منذ بدايتها، وبالتالي فإن الحل بالنسبة لما يحدث في فلسطين سيكون هو أيضاً في الإطار الإقليمي، خاصة بعد المواقف الإسرائيلية المعلنة بأن هدف الحرب هو تغيير وجه الشرق الاوسط، وأن التسوية المؤقتة القادمة سوف تتحرك على مستويين: الأطراف المشاركة بشكل مباشر في الحرب والأطراف الفاعلة في الإقليم. وفي هذا السياق رأى الأمين العام للجبهة الديمقراطية أن الولايات المتحدة تسعى الى الاستفراد بكل جبهة من جبهات القتال، وهذا ما يملي على القوى الفلسطينية كافة مهمات وطنية ومسؤوليات كبرى كي نكون مستعدين جميعاً للدفاع عن قضيتنا وحمايتها مما يهددها من مخاطر كبرى.
وأشار فهد سليمان إلى أن الحالة الفلسطينية تقف أمام حرب مفتوحة وصلت الى فصلها الأخير، وأية تسوية مهما كانت طبيعتها فلن تكون سوى تسوية مؤقتة سيتبعها حروب قادمة، لذلك يسعى العدو الاسرائيلي الى إطالة أمد الحرب من أجل إيقاع أكبر قدر من الخسائر البشرية والمادية في صفوف الأطراف الفلسطينية واللبنانية بشكل خاص، مستفيدا بذلك من التواطؤ الغربي وعجز الدول العربية والاسلامية على الفعل الميداني المباشر.
وتابع الأمين العام للجبهة الديمقراطية قائلاً: إن مخطط الضم في الضفة الغربي الذي أعلن عنه سموتريتش ونتنياهو كان مطروحاً قبل الحرب، وسوف يتم استئناف العمل به بوتائر متسارعة، وأن إسرائيل بكافة مؤسساتها تسابق الزمن بسن قوانين وتنفيذ إجراءات ميدانية من أجل فرض الضم كأمر واقع، وإن كافة ممارسات الاحتلال في الضفة الغربية تؤكد أن الضم هو مخطط جدي علينا إفشاله بكل الأشكال النضالية الممكنة. واستدرك فهد سليمان مؤكداً أن السلطة الفلسطينية، ورغم كل ما يجري لم تضع على جدول أعمالها قضية الأراضي الفلسطينية المحتلة المعرضة للضم لمواجهة هذا المخطط، خاصة أننا في الحالة الفلسطينية بتنا محتاج فعلياً إلى عملية نضالية مختلفة عن كل الوسائل التي استخدمناها سابقا، فطبيعة المشاريع المطروحة تشكل خطراً حقيقياً محدقاً بنا وبقضيتنا.
وأوضح فهد سليمان: إن كل المشاريع المطروحة لمستقبل قطاع غزه تصب في خانة فرض الوصاية على القطاع أو التقاسم الوظيفي بين إسرائيل وأطراف دولية وعربية، وإفراد حيز بسيط جداً للسلطة الفلسطينية التي تشترط عليها الادارة الأمريكية وإسرائيل أن تغير وظيفتها لتكون في خدمة الاحتلال ومشاريعه، غير أن هذا المخطط وبرأينا ليس مقدراً له النجاح، ويمكننا مواجهته، الأمر الذي يتطلب تشكيل المرجعية السياسية القيادية الفلسطينية الموحدة لإدارة الصراع بكل تفاصيله، وأَسفَ فهد سليمان أن مازلنا حتى الأن نشهد أوضاعاً منقسمة على ذاتها تعمق اتساع الهوة بين التمثيل الرسمي المتمثل بالسلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير وبين الميدان المتمثل بالمقاومة، وهذا ما يفسر حقيقة السياسات الأميركية لمعالجة الملفات المطروحة عبر فصل ملف الصفقة بعناوينها المختلفة عن ملف مستقبل القطاع، حيث لا طرف قيادة فلسطينية موحدة يجري التفاوض معه.
واختتم الأمين العام للجبهة الديمقراطية مداخلته بالتأكيد على أن ما تسعى إليه الولايات المتحدة هو إضعاف الحالة الفلسطينية وجعلها عاجزة عن صياغة المشروع الوطني الفلسطيني للمواجهة، ما من شأنه أن يضعف السلطة بما يخدم المشروع الإسرائيلي، مجدداً التأكيد على أن إعلان بكين بمخرجاته المتعددة شكَّل خطوة هامة سواء في قراره لتشكيل الإطار القيادي الموحد المؤقت، وفي دعوته لتشكيل حكومة الوفاق الوطني و تشكيل القيادة الوطنية الموحدة للمقاومة الشعبية في الضفة، وغير ذلك من عناوين يجب استحضارها في إطار إستنهاض وتعزيز كل عناصر القوة في الميدان، وتعزيز مقومات صمود شعبنا وقدرته في مواجهة إرهاب جيش الاحتلال ومخططاته وعربدة المستوطنين.