قد يشعل الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، من جديد التوتر بينه وبين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بعد أن نشر على موقع التواصل الاجتماعي الخاص به مقطع فيديو يُسمع فيه أستاذ يهودي من جامعة كولومبيا وهو يهاجم بشدة رئيس الوزراء الإسرائيلي - في الفيديو، يصف البروفيسور جيفري ساكس نتنياهو بأنه "ابن عاهرة ظالم للغاية"، ويتهمه بالمسؤولية عن الحرب في سوريا والعراق والطموح لقيادة الولايات المتحدة إلى مواجهة مع إيران.
ادعى البروفيسور ساكس في الفيديو، الذي تم تصويره في 22 تشرين الأول/أكتوبر، أن السياسة التي ينتهجها نتنياهو منذ التسعينيات تقوم على نظرية مفادها أنه يجب الإطاحة بالأنظمة الداعمة لحماس وحزب الله -إيران والعراق وسوريا- ووفقا له، فإن نتنياهو هو الذي دفع الولايات المتحدة إلى التورط في الحروب في هذه البلدان - "هذا الرجل مهووس"، كما يسمع ساكس في الفيديو، ويضيف أنه "لا يزال نتنياهو يحاول إقناعنا بمحاربة إيران حتى اليوم، إنه ابن مظلم، يؤسفني أن أخبرك، لأنه أدخلنا في حروب لا نهاية لها، وبسبب قوة كل هذا في السياسة الأميركية، حصل على ما أراد".
وأثار الفيديو ضجة فورية على وسائل التواصل الاجتماعي، والسؤال الرئيسي الذي يطرح نفسه هو لماذا اختارت حملة ترامب مشاركة هذه الرسالة القاسية من أحد أكثر الأصوات انتقادًا لإسرائيل منذ 7 أكتوبر، ورأى البعض في ذلك إشارة واضحة إلى نية ترامب النأي بنفسه عن نتنياهو، فيما يرى البعض الآخر أن هذه خطوة تكتيكية في إطار علاقة معقدة بين الاثنين، ونتذكر أن ترامب تحدث مراراً لصالح إنهاء الحرب في الشرق الأوسط، وقال عند انتخابه إنه لا ينوي بدء حروب جديدة، بل إنهائها - وفي الوقت نفسه، رفض الرئيس الالتزام بأنه لن يساعد إسرائيل في مهاجمة المنشآت النووية في إيران.
وكما ذكرنا، ينتقد ساكس إسرائيل بشكل متكرر في مقابلات مع وسائل الإعلام وفي المنتديات العامة - ويعارض العمليات في غزة ومحاولة القضاء على حماس، وهو يدعي أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية وتسعى إلى التطهير العرقي في غزة، وهي خطوة تدعمها واشنطن بهدوء - كما يدعي أن تفكك سوريا هو جزء من خطة نتنياهو الإستراتيجية لتوسيع حدود إسرائيل، ووفقا له، فإن إسرائيل ترفض حل الدولتين لأن نتنياهو يريد السيطرة إلى الأبد على كامل المنطقة الواقعة بين النهر والبحر