دانيالا فايس رئيسة "حركة نحالا" ستحقق حلمها في الاستيطان في غزة قريباً

الكاتب الصحفي: ساري مكوبار - بليكوف

هآرتس

[أجرت صحيفة "معاريف" مقابلة طويلة مع دانيالا فايس ننقل جزءاً  مما تضمنته]

خلال الأسبوع الذي جرت فيه المقابلة مع دانيالا فايس، كانت الناشطة من اليمين والرئيسة السابقة لمجلس كدوميم مشغولة بالاستعدادات الأخيرة لحفل التشجيع على  الاستيطان في غزة، والذي كان من المفترض أن يجري في منطقة عسكرية مغلقة بالقرب من نصب السهم الأسود على الحدود مع القطاع.  في اليوم المحدد، نُشر ملصق احتفالي قبيل الاحتفال، تعهدت فيه فايس أن يترافق الحفل  مع كرافانات، والمطالبة بإقامة مستوطنات في القطاع المدمر والملطخ بالدماء، منذ الآن، لكن الجيش منع وضع كرافانات، واشترط إقامة الاحتفال بعدم وجودها.

لماذا غزة بالذات؟

"منذ نشوب الحرب، أنا أكرس كل وقتي للاستيطان في غزة. تعهدت أمام نفسي أن أبذل كل جهد،  وألّا نكتفي بالعودة فقط إلى غوش قطيف، وليس فقط إلى إيل سيني ودوغيت ونتساريم وكفر دروم، المستوطنات الواقعة بالقرب من رفح، بل العودة إلى مستوطنات القطاع كلها. يجب على دولة إسرائيل إعداد خطة مفصلة للاستيطان اليهودي في كل غزة، ونظراً إلى الاهتمام الإعلامي الدولي، يمكن أن نفهم أن غزة هي المفتاح".

هل هذا واقعي؟

"نعم، لأنه يجب قتل ’المخربين’، وبعد ذلك، يمكن السماح لمن بقيَ في غزة، أو يريد التخلص من ’إرهاب حماس’ بالانتقال إلى دولة أُخرى. يجب العمل في هذا الاتجاه بكل الوسائل".

ما هي هذه الوسائل؟

"لنتحدث عن ذلك، وندفع الزعماء إلى الحديث عنه، وإقامة علاقة بدول تستقبل اللاجئين من غزة. مثلاً، دولة مثل إسبانيا التي عدد سكانها ليس كبيراً، والميزان الديموغرافي فيها سلبي، وهو ما يشكل مشكلة صعبة جداً لسوق العمل. هناك دول صديقة، مثل كندا، يمكن أخذها في الحسبان. ويجب على مصر أن تقوم بدورها، ويستطيع أردوغان أن يتطوع قليلاً، ويسمح لأشخاص يريدون الخروج من جهنم  التي خلقتها ’حماس’ في غزة والذهاب إلى تركيا. ولكي يحدث هذا، يجب أن نتحدث عنه".

لماذا ترغب دول، مثل كندا وإسبانيا، في استقبال لاجئين من غزة؟

"لأن القانون الدولي يفرض استقبال لاجئين بسبب الحرب. ينتقل اللاجئون من المكان الذي يشهد حرباً إلى مكان آخر، هذا ما يجري في العالم. لقد سبق أن استقبلت ألمانيا كثيرين من اللاجئين من سورية وتركيا، لكن بعد ذلك، رأت هذه الدول أن  العرب المسلمين يشكلون إزعاجاً حقيقياً. واعترفت ميركل بفشل التعددية الثقافية. هذا هو السبب الوحيد، بينما يجد اللاجئون من دول تشهد قتالاً، مثل أفغانستان وباكستان وسورية، ملاذاً في دول أُخرى، ويرفض العالم استقبال لاجئين من غزة، إنه خوف العالم من الإسلام المتشدد".

وماذا نفعل، هل نطردهم بالقوة؟ ونجبر كندا وإسبانيا على استقبالهم؟

"يجب عليهم استقبالهم، لأن الفلسطينيين لاجئو حرب. تريد دول العالم، بما فيها مصر وتركيا ودول أوروبية، أن يبقى هذا ’المرض، هذا الطاعون المسمى حماس’ على البوابة الجنوبية لدولة إسرائيل من أجل تهديدها. هذا هو جوهر العداء العالمي للسامية".

لماذا قد يرغب  الغزّيون في الرحيل عن غزة، فلديهم ماضٍ هنا وجذور وعائلات؟

"لأن غزة التي كان يجب أن تتحول إلى سنغافورة، أصبحت جحيماً، وكل العالم يرى ذلك. يتمركز اللاجئون في المدن التي دمرها الجيش الإسرائيلي، وهم يعيشون في الوحل والنفايات، ويحاربون من أجل لقمة العيش.. الجميع يشاهد هذا على التلفزيون، ولستَ بحاجة إلى خبير لكي يشرح لك ما يجري هناك".

لماذا يرحلون؟ لكي تستوطنوا أنتم في المكان؟

"... نحن نقاتل من أجل أن تتمكن دولة إسرائيل من البقاء. هم يريدون تدمير دولة إسرائيل، وليس فقط غلاف غزة وكيبوتساته".

نحن نتحدث عن مدنيين!

"نظراً إلى أن الجيش لم يهزم ’حماس’، فإنها تعيد ترميم نفسها، ما من فرصة للمدنيين الذين يريدون حياة طبيعية في غزة. وما من فرصة حياة لمنزل وعائلة وعمل في غزة. لو تمكن الجيش الإسرائيلي من القضاء على ’حماس’، لكان هناك فرصة. الآن، لا توجد فرصة، ولماذا  يريد المدنيون غير الضالعين البقاء في جهنم؟ نقطة على السطر... إن السبيل الوحيد الذي تستطيع من خلاله دولة إسرائيل إخضاع ’حماس’ هو السبيل الذي كرّست من أجله حياتي: المطالبة بهذه الأرض والاستيطان في غزة". 

 كيف ستنجح الخطة؟

"أنا أؤمن بأنه من أجل تحقيق فكرة، يجب تعويد الشخص الذي يؤمن بها عليها. أريد من الناس أن يسكنوا في غزة، لذلك، يجب أن يروا غزة، وأن يروا البحر، وأن يحبوا المنظر والرمال والنباتات، يجب أن يتنفسوا الهواء، وأن يرغبوا فعلاً في العيش هناك. في إحدى زياراتي لغلاف غزة، وصلنا إلى مدينة بئيري القديمة التي قاتلت بشجاعة في حرب 1948، وقرأت هناك أن النواة التي أسست بئيري، كانت واحدة من 11 نقطة في النقب، ظلت تنتظر في وضع موقت 4 سنوات حتى أصبحت مستوطنة".

"اليوم أيضاً، نحن نجمع مجموعة كبيرة، ونربطها بالأرض بقدر الممكن. طلبنا 40 كرافاناً من أجل الاستيطان في غزة. وهم في قيد البناء الآن، وإذا لم ننجح في الدخول، فسنقيم نقطة موقتة قريبة من حدود غزة. هذا ما يسمى مساراً عملياً، وفي اللحظة المناسبة، ندخل إلى داخل غزة. لقد شكّلنا مجموعة مستعدة للتحرك في اللحظة المناسبة، وفي أيّ لحظة".

ومن أين يأتي التمويل للمعدات والكرافانات؟

"يجري الحديث عن 6 ملايين شيكل جرى التبرع بها بشرط أن تُخصص للاستيطان في غزة. وأتت كل أموال حركة نحالا طوال هذه السنوات من التبرعات فقط. لم نحصل يوماً على أيّ شيء للحركة من مصدر حكومي، لأننا عندما نحصل  على مال من مصدر حكومي، نصبح تابعين له. أحد الوزراء في الحكومة من الليكود طلب من حركة نحالا عدم القيام بنشاط استيطاني وانتظار ترامب... نحن لا نريد انتظار ترامب، لأننا واثقون بأنه لن يكون أفضل كثيراً من بايدن".

هل تقولين إن هناك مئات العائلات المستعدة للنهوض والانتقال للعيش في داخل غزة في أيّ لحظة؟

"نعم، أنا أقول للناس إنه يجب أن تكونوا مستعدين، وأن تحضّروا حقائبكم الشخصية، مثل حقيبة الولادة. يوجد لكل طفل من الأطفال في هذه البؤر حقيبة معدات شخصية، ومثلما سقطت دمشق في يوم واحد، سندخل أيضاً إلى غزة، ولو في منتصف الليل".

...

استناداً إلى استطلاعات الرأي للشعب الإسرائيلي، لم ينضج مثل هذه الأفكار التي يسميها قسم منه "مسيانية"، ألا تتخوفين من أن تؤدي محاولة استيطان غزة إلى تقسيم الشعب؟

"تُظهر أغلبية الاستطلاعات أن معظم الجمهور مع الاستيطان.. أكثرية الناس الذين ألتقيتهم، ومنهم سكان من الغلاف ومن سديروت ومن نتيفوت وأوفكيم، لا تريد العرب في غزة مطلقاً. ربما هناك أماكن لم تنضج فيها الفكرة، لكننا على الطريق الصحيح"...

لكن نتنياهو قال بصراحة إن الاستيطان في غزة ليس أمراً واقعياً.

"في رأيك، هل يستطيع أن يقول شيئاً آخر؟ لقد قرر نتنياهو التعامل مع الأميركيين بحذر. ويجب أن يكون حذراً معهم، وهو لا يستطيع التلفظ بكلمة ’استيطان’ لأن الأميركيين يريدون إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية. لكن عندما يقول نتنياهو إن هذا ’ليس واقعياً’، فإننا سنجعله واقعياً، و تماماً في اللحظة التي تقول حركة نحالا ذلك".

 

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023