المحلل العسكري: اليشع بن كيمون
يديعوت احرونوت
بعد العملية القاسية التي وقعت في قرية الفندق الأسبوع الماضي والتي قتل فيها ثلاثة اشخاص لم يتغير تقويم الوضع في الضفة الغربية لكنه يوجد بالتأكيد بانعطافة هامة. في قيادة المنطقة الوسطى يواصلون المطاردة للنشطاء الذين نفذوا العملية فيما ان الفهم هو انهم جاءوا من منطقة شمال الضفة.
يوم الجمعة الماضي عمل الجيش الإسرائيلي مع وحدات خاصة في قلب مخيم قباطيا. اعتقل ثمانية مطلوبين وأجريت قياسات لمنازل ثلاثة نشطاء الذين نفذوا العملية في الفندق. زمن النشطاء محدود والدائرة حولهم تضيق. بالتوازي مع هذا وعلى الرغم من الانخفاض في كمية العمليات، بقيادة المنطقة الوسطى يتفقون على وجوب تعزيز مستوى الاعمال وشدتها اكثر فأكثر مع التشديد على شمال الضفة.
اللواء قائد المنطقة آفي بلوت يعطي بشكل نسبي حرية عمل لقادة الالوية الذين يبذلون الجهود في الاعمال الهجومية في شمال الضفة. وتشرح محافل الامن بانه طرأ في منطقة القرى حول الأردن حيث توجد طمون، طوباس وتياسير بعض التغيير في اعقاب هجمات الجيش الإسرائيلي.
في المنطقة هوجم عدد من الخلايا من الجو وعملت فيها قوات خاصة في حملات استمرت لايام طويلة. والان يشير جهاز الامن الى التغيير الذي طرأ في الجبهة، تماما مثلما حصل في منطقة نابلس حيث طرأ تغيير بعد عمليات تنظيم عرين الأسود ولكن في نفس الوقت يشرحون بان العمل لا يزال بعيدا عن النهاية ولا تزال توجد محاولات لتشكيل مجموعات عسكرية في تلك المناطق.
في اثناء الأيام ما بعد العملية الصعبة في الفندق طرحت أسئلة عن التنسيق الأمني الذي يجريه الجيش مع أجهزة أمن السلطة الفلسطينية. في هذه النقطة ينبغي الإشارة الى ان هذا امر صادر عن المستوى السياسي يقضي بالحفاظ على السلطة الفلسطينية. توجد غير قليل من الأصوات، واساسا من السياسيين تدعو الى تفكيك السلطة لكنهم لا يحصلون على قرار حكومي في الموضوع.
السؤال هل العمل لتفكيك السلطة هام، لكن هل ينبغي عمل هذا في الوقت الذي يناور فيه الجيش الإسرائيلي في خمس جبهات أخرى، وهل الامر افضل من مناورة في لبنان او استيلاء على ارض في سوريا او على الاطلاق تخفيض حجم القوات في جباليا أو في بيت حانون. هذه أسئلة ثقيلة الوزن. إضافة الى ذلك تجدر الإشارة الى أنه رغم شبكات التي أقيمت في شمال الضفة على شكل الكتائب في مخيمات اللاجئين، لا يوجد الشارع الفلسطيني في دائرة العنف. فمصادر الامن تذكر احداث المنفذ الفرد حين دخل الى دائرة العنف الكثير من “المدنيين” الذين اخذوا سكينا أو بلطة وانطلقوا لتنفيذ عمليات. هذا الى جانب اعمال الاخلال الجماهيرية بالنظام التي اجتذبت الكثير من القوات لمهام الدفاع والنظام ومنعت قوات الامن من تنفيذ مهام هجومية.
ان حقيقة ان الشارع الفلسطيني لا يقوم باعمال شغب جماهيرية او يخرج الى انتفاضة بعد اكثر من سنة من الحرب هي حدث ينبغي اخذه بالحسبان في مواجهة الدعوات “لتسوية جنين او طولكرم بالأرض”. فضلا عن حقيقة أن كمية العمليات انخفضت، ينبغي التشديد على الانخفاض في هجوم المقاومة الشعبية الذي يتضمن رشق حجارة وزجاجات حارقة. لا يزال الحديث يدور عن اعداد عالية جدا لكن بالنسبة للسنوات السابقة طرأ انخفاض كبير. رغم هذا فان الضفة الغربية هي جبهة مخادعة. قائد المنطقة آفي بلوت الذي زار في نهاية الأسبوع عائلات العاد فينكلشتاين، رحيل كوهن وعليزا رايز الذين قتلوا في العملية الصعبة يوافق على أنه يجب تشديد الاعمال الهجومية في الأسابيع القادمة.
مصادر امن في المستوطنات تشرح بان على الجيش ان يعمل ليس حسب المعلومات الاستخبارية وبشكل مركز بل ان يستولي على منطقة مثل مخيم اللاجئين نور شمس او مخيم جنين، ان يحاصره وان ينفذ تمشيطا من بيت الى بيت ويجمع السلاح.
نذكر انه قبل بضعة اشهر في قيادة المنطقة الوسطى نفذوا عمليات كهذه بدأت في حملة بيت وحديقة (التي جرت قبل الحرب) في جنين. صحيح انهم يعملون حسب مؤشرات استخبارية لكن في غير قليل من الحالات تجتاح القوات مواقع في نطاق المخيم ليس بناء على مثل هذه المؤشرات.
تجدر الإشارة الى أن تقويمات الوضع في فرقة المناطق لم تتغير، واساس إشارات العنف تأتي من شمال الضفة الغربية. في الأشهر القادمة على قيادة المنطقة الوسطى ان تصعد اعمالها في قلب مخيمات اللاجئين، ان تستخدم أساليب هجومية متنوعة وان تشدد عمليا الضغط على كتائب المجموعات في شمال الضفة.