لأنه ببساطة يختلف عن غيره.. السياسي يغرف من معين معرفته السياسية والإعلامي من معين خبراته الإعلامية والمثقف من معين مخزونه الثقافي .. بينما الشيخ ينطلق من المقدس الديني ..
ولأن الشيخ من المفترض فيه أن يكون في مقدمة الصفوف .. ليس فقط أن يحافظ على قول الحق بل أن يكون مع أهل الحق خاصة إذا كان هذا الحق هو ذروة سنام الإسلام ويقوم بهذه الفريضة أناس قاموا بها في زمن أصبحت فريضة غائبة وتقاعست عنها الأمة بأغلبية ساحقة.
فالناس يتوقعونه هناك وإذا به يفاجئهم بأنه في موقع أقرب إلى مقولة الأعداء ويصب قوله في خدمتهم فأية مصيبة أوقعها على رؤوس الناس بأقوال تأتيهم كالشهب الصاعقة.
فهو لم يكتف بالنزول عن الجبل لتحقيق مغانم زائلة وهزيمة ساحقة بل صب قوله ليخدم بها الأعداء منطلقا من قداسته الدينية التي بناها في قلوب الناس سنوات وسنوات.
وهو كذلك ينطلق من منبر عال وبروح استاذية عالية كما اعتاد ليتفلسف على المجاهدين الذين تخضبت بالدماء نحورهم ويصدر خطابا متعاليا ومتنمرا وكأن المجاهدين مجموعة من الجهلة ليس لديهم فقهاء ولا أهل علم ديني يؤهلهم لاستنباط الأحكام .. لا سيدي ليس الأمر كذلك وإنما هو لا يفتي قاعد مثلك على مجاهد أبدا .. وهذا ما أرست قواعده هذه الآية الكريمة باستخدام كلمة نفر وهذه لها دلالة واضحة..( فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ) فمن هو منعم في بيته بعيدا كل البعد عن غبار المعركة قائم على سنة السواك وعطر الجمعة وآداب المسجد المكيف لا يمكن أن يكون أقدر من استنباط الأحكام من الذي في معمعان القصف في نفق تحت الارض وتحت الطيران التجسسي العالمي ومكر كل قوى الشر في العالم..
هناك العلماء العاملين المجاهدين الذين قدموا حياتهم وأرواحهم في سبيل الله .. وهم بالمناسبة أمرهم شورى بينهم ويصلون إلى الموقف المطلوب بصورة جماعية شورية بينما من يضلوا الطريق بعيدا لا يستشيرون أحد ولا يعتبرونه رأيا قد يصيب ويخطئ بل هو الدين نفسه الذي لا يأتيه الباطل وهو الوكيل الشرعي والوحيد لهذا الدين .. لا يفرقون بين الدين وفهمهم له بل يعتبرون فهمهم هو الدين نفسه .. ارحموا أيها القاعدون إخوانكم #المجاهدين ولا تتفيهقوا عليهم رحمنا ورحمكم الله .