الكاتب الإسرائيلي يوسي كلاين
هآرتس
الجميع يريدون إعادة المخطوفين، بالتأكيد، من لا يريد ذلك؟ ولكن ليس الجميع يريدون انهاء الحرب. بدون انهاء الحرب لا توجد عودة للمخطوفين. ولكن كراهية “خائبي الأمل الذين استيقظوا” لمن يعارضون الحرب اكبر من كراهيتهم للحرب نفسها. هم الأكثر سوء، هم باردون، متجمدون، منطقهم حاد جدا، نظرتهم تذهب بعيدا جدا. هم واقعيون سياسيون من الرأس حتى أخمص القدم، هزيمة أكتوبر فتحت عيونهم. ذات يوم كانوا ساذجين. الآن هم يدركون ما لا ندركه نحن، أنه لا يوجد ما يمكن فعله، سواء اتفاقات أو محادثات.
في الطرف الآخر توجد وحوش.
الذين استيقظوا استهزأوا من المتوفى عوديد لايفشيتس، الذي ساعد من قاموا بقتله في نهاية المطاف. ولكنهم نسوا أنه كان له هدف وهو جلب السلام. هل كان بريء؟ ربما. ولكن ما هو هدفهم؟ هل يوجد لهم أي هدف على الاطلاق؟ خائبو الأمل الذين استيقظوا لن يعترفوا بذلك، لكنهم هم العبيد الخاضعين اكثر لـ “التصور اللعين”. وماذا عن المخطوفين؟ مع كل الأسف والألم هم دائما في قلوبنا. لا يوجد أي مناص. يجب التضحية بهم. الله سينتقم لدمائهم.
أيضا الذين يطالبون بوقف الحرب يجب عليهم أن يستيقظوا.
هذا استيقاظ من نوع مختلف. صمت صارخ. عندما تمر توابيت الأموات ولا تمنع المزيد من التوابيت، ولا أيضا المظاهرات والاستطلاعات. هي مهمة للمخطوفين ولكنها غير مهمة لمن مصيرهم في يده. فهو يهدد باستئناف الحرب وكأن الجيش من ممتلكاته الخاصة والجنود هم دمى. هو سيستمر في اللعب حتى بعد صفارة النهاية، الى أن يسجل هدف النصر. لن يتوقف حتى يحل الظلام، أو حتى ابعاده عن الملعب.
نحن فقط يمكننا ابعاده عن الملعب، وليس الضغط الدولي. استيقظوا. لن يكون مثل هذا الضغط. “الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط” لم تعد ماركة يحترمها العالم. فهو يرى الانقلاب النظامي ويدرك أنه لا توجد لنا أي مصلحة في السلام، بل فقط ما يهمنا هو الهدوء، وأننا لا نريد العيش بجانب العرب بل نريد قتلهم. وأن الستة ملايين لم يعودوا يتركون لديه أي انطباع. اذا ما الذي سيوقف بنيامين نتنياهو؟.
بالتأكيد ليس دونالد ترامب، أو العم من أمريكا، الذي على وجبة العشاء يتبول على السجاد في الصالون، واقاربه المندهشين يطلبون عدم تصديق ما شاهدناه. أمريكا لن توقفه، التي 75 مليون من مواطنيها قاموا بانتخابه. الدستور المبجل والتوازنات والكوابح المشهورة وفصل السلطات لن تقف امام ترامب. هو لن يكبح نتنياهو.
فقط نحن، الاقلية الكبيرة والخائفة، يمكننا. ترامب حطم الايمان بأن أمريكا ستفعل من اجلنا ما لا نستطيع نحن فعله. نحن نريد من ترامب إعادة المخطوفين ووقف الحرب. ولكن هذا ليس لأنه لا يريد، بل ببساطة هو لا يهمه. هل سيعودون؟ جيد. سيموتون؟ للأسف. ترامب يحب المنتصرين، المخطوفون هم خاسرون. حتى الآن لم يقف في أمريكا الولد الذي سيصرخ بأن الملك ليس فقط عار، بل مجنون، مجنون، لكننا نعتمد عليه.
نتنياهو يعرف ذلك. هو يعرف كيف يتصرف مع شخص مسن يبحث عن الكرامة. هذا الشخص لا يجب تعليمه كيفية اللعق، هو ليس زيلنسكي. هو المغازل الزلق الذي يرقص مع عجوز ثرية. يصعب عليه الرقص معها. هو يحاول ملاءمة خطواته مع خطواتها. هو يرقص معها بحذر الى حيث يتخيل أنها تريد. لا يوجد امامه خيار، هي الممولة الثرية وهو من يعيش على حسابها.
ترامب أقوى من نتيناهو، لكن نتنياهو ليس أقل شجعا منه.
نتنياهو لم يحصل حتى الآن على أي شيء. ومطلوب منه أن يدفع مسبقا، وأن يتنكر لتصريحات سابقة وأن يعارض أوكرانيا. ماذا، ألم نقل إننا معها. صحيح، لكن لا توجد مشكلة. اعطونا لحظة. ها هو يرتب ربطة العنق وشعره ويريد أن تنسوا بأنه ذات يوم، قبل اقل من سنة، أيد سيادة اوكرانيا وسلامة وحدتها الجغرافية.
هو ليس الأول. جورج اورفيل كان قبله. في كتاب “1984” تتحول ايراسيا في ليلة واحدة من عدوة الى محبة، وانسوا ما قلناه عنها أمس فقط. أمس كنا نؤيد لجنة تحقيق مع كل من يتحرك، الآن لا. أوكرانيا؟ من تعنيه أوكرانيا؟ سنذهب مع ترامب يدا بيد الى حيث يقودنا جنونه، لكننا سنمسك بالدربزين، وهكذا اذا قرر أن يقفز الى الهاوية فانه لن يأخذنا معه.