إيتمار أيخنر، عيناف حلبي
يديعوت أحرونوت
قال مصدر أميركي، هذا الصباح (الأحد)، إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب كان "واضحاً في تحذيره" عندما حذّر "حماس"، يوم الأربعاء، من أن "أبواب الجحيم ستُفتح"، إذا لم تُطلق سراح كلّ المخطوفين، جاء ذلك في ظل الاتصالات التي تجريها الولايات المتحدة بها. وقال المصدر: "إن ترامب يريد إطلاق كلّ المخطوفين فوراً، وإذا لم يحدث هذا، فإنه يؤيد إسرائيل، تأييداً كاملاً، بما يجب أن تقوم به من أجل القضاء على حماس وإعادة المخطوفين إلى منازلهم".
في هذه الأُثناء، أعلنت "حماس" أن وفداً، برئاسة مسؤول رفيع المستوى في الحركة، هو محمد درويش، التقى في القاهرة رئيس الاستخبارات المصرية العامة حسن رشاد، "بهدف مناقشة الموضوعات المهمة بروح إيجابية ومسؤولية"...
من جهة أُخرى، أعلن مكتب رئيس الحكومة أن وفداً إسرائيلياً سيذهب إلى الدوحة، في مسعى للدفع قدماً بالمفاوضات لإطلاق المخطوفين. جاء هذا القرار في ختام تقدير للوضع أجراه نتنياهو هاتفياً، وعلى خلفية المحادثات المباشرة التي أجرتها الولايات المتحدة مع "حماس"، التي تثير مخاوف رئيس الحكومة. وسيتضمن الوفد إلى الدوحة المستشار السياسي لنتنياهو أوفير فولك ومنسّق شؤون الأسرى والمفقودين غال هيرش وضباطاً من الجيش والموساد. وذكر مصدر سياسي أن الوفد الإسرائيلي سيحاول الدفع قدماً بمخطط ستيف ويتكوف.
وكانت إسرائيل وضعت خطة لـ"سلسلة خطوات تصعيدية" من أجل زيادة الضغط على "حماس" بالتدريج، والتي يمكن أن تؤدي إلى تجدُّد القتال بصورة شاملة في قطاع غزة، إذا لم تُطلق "حماس" التسعة وخمسين مخطوفاً لديها. هذا ما نشرته صحيفة الوول ستريت جورنال، هذا الصباح، وأن هذه الخطوات بدأت في الأسبوع الماضي مع منع دخول شاحنات البضائع إلى القطاع.
وقال مصدر إسرائيلي مطّلع أنه إذا لم تؤدّ الخطوات التصعيدية إلى مواصلة إطلاق المخطوفين، فإن إسرائيل ستتوجه إلى المعركة مرة أُخرى من خلال هجمات جوية وتوغّلات تكتيكية ضد أهداف "حماس". ولاحقاً، قد تلجأ إلى تهجير مئات الآلاف من الغزّيين الذين عادوا إلى منازلهم في شمال القطاع، بعد وقف إطلاق النار.
في نهاية الأمر، واستناداً إلى كلام مسؤولين مطّلعين على الخطة العسكرية الجاري العمل عليها، "يمكن أن تغزو إسرائيل غزة مجدداً، بواسطة قوة عسكرية أكبر كثيراً من تلك التي استخدمتها حتى الآن، بهدف السيطرة على الأرض واحتلالها، بينما تهاجم فلول حماس".
والتقدير في الولايات المتحدة، بحسب تهديدات الرئيس دونالد ترامب، أنه عندما تعود إسرائيل إلى الحرب، فإنها ستكون "أقوى وأكثر تصميماً". وفعلاً، يبدو الآن كأن العودة إلى القتال أمر لا مهرب منه: "حماس" مستعدة لإعادة 59 مخطوفاً فقط، بشرط انتهاء القتال بشكل كامل، وألّا تكون إسرائيل قادرة على استئناف إطلاق النار، بينما تطالب إسرائيل بنزع سلاح "حماس" والتخلي عن وجودها في القطاع، الأمر الذي ترفضه "حماس". بالنسبة إلى الحكومة، ما دام هدف القضاء على "حماس" لم يتحقق، فإنها لن تتعهد إنهاء القتال...
من جهته، أوضح الجيش الإسرائيلي للحكومة أن تجدُّد القتال سيكون تحت قيود مختلفة، لا تتعلق فقط بحجم القوات، بل بالمناطق التي لا يستطيع الجيش مهاجمتها والتحرك فيها لأن المخطوفين متواجدون فيها. وكان عدد من الفرق في الجيش، بينها ألوية من الاحتياطيين، استعدت في الشهر الماضي لخطة هجومية برّية في القطاع، مترافقة مع ضربات جوية قوية.
وبحسب التقارير، قبل أسبوعين، تقوم "حماس" بالإعداد للقتال ضد إسرائيل مع انتهاء المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار وانتهاء دفعات التبادل، إذا لم تبدأ المفاوضات بشأن المرحلة الثانية. ويمكن الافتراض أن الحركة تستعد وتستخلص الدروس من جولات القتال، وتقوم بتفخيخ عشرات الساحات بعبوات جديدة، كذلك، نشرت في مدينة غزة آلاف المقاتلين الذين عادوا من جنوب القطاع، كما وضعت منصات لإطلاق الصواريخ، وأعادت تنظيم أُطرها القتالية ضمن سرايا وكتائب.