اليشع بن كيمون ورونين بيرغمان
يديعوت احرونوت
تكشف مصادر عسكرية رفيعة المستوى باحساس من الإحباط النقاب عن ظاهرة مقلقة: ارتفاع في حالات العنف والجريمة لجنود من الجيش الإسرائيلي تجاه سكان فلسطينيين. وهم يدعون بان الموضوع لا يعالج بالتشدد الواجب، اذا كان يعالج على الاطلاق، لا من قبل الوحدات ولا من قبل الشرطة العسكرية – في المرات القليلة التي تصل لمعالجتها.
فقط عندما يكون توثيق وتأكيد للحدث، وفي الجيش يخافون من إجراءات في خارج البلاد، عندها يتخذون عملا”، يقول احد المصادر. “وحتى هذا بقوى متدنية وبكسل، وبشكل هو عموما ينتهي بعد اشهر طويلة بلا عقوبات حقيقية. واذا كانت هذه شكوى من فلسطيني “فقط” فلا يوجد أي أمل في أن تفتح الشرطة تحقيقا. فهي على أي حال تكاد لا تفعل شيئا ضد الجريمة القومية والإرهاب من جانب المستوطنين منذ سنين، وتحت بن غفير كفت تماما. في الجيش، في الحالات التي لا يكون فيها تصوير يعملون بشكل مشابه ويضعون مصاعب هائلة امام السكان كي لا يتمكنوا من التبليغ في الزمن الحقيقي ورفع الشكاوى وكي لا تعالج حالات التنكيل بهم أو بممتلكاتهم حقا”.
في الجيش الإسرائيلي يردون الادعاءات ويدعون بان الحالات التي تصل الى الجيش تعالج في اقرب وقت ممكن وبتشدد، ووفقا للأنظمة والقوانين. مصدر عسكري رفيع المستوى يشرح بان “معايير السلوك للقوات في الميدان هي موضوع يشغلنا بشكل يومي. قادة الجيش يتعاملون بجدية كبيرة مع كل حدث من هذا النوع، وكل حالة يحقق فيها بعمق – أحيانا حتى مستوى قائد المنطقة. في الأشهر الأخيرة اتخذت خطوات انضباطية من القيادات، بما في ذلك التنحية وفتح تحقيق في الشرطة العسكرية. كقادة، نحن ملزمون بمعالجة كل شذوذ. احداث من هذا النوع تخجلنا وتؤذينا كجيش وهي لا تمثل الروح العامة لمقاتلينا. يوجد لنا مقاتلون ممتازون في النظامي وفي الاحتياط، ونحن ملتزمون بان ننتصر في ظل الحفاظ على قيم الجيش الإسرائيلي والإنسانية”.
من المعطيات التي ننشرها لأول مرة يتبين أنه في الشهرين الاولين من العام 2025 طرأ ارتفاع حاد في حالات الجريمة القومية لمستوطنين ومواطنين إسرائيليين يهود آخرين ضد فلسطينيين في مناطق الضفة، بالنسبة لمعطيات العام 2024. في المتوسط الشهري يدور الحديث عن ارتفاع بنحو 30 في المئة، حيث وقعت منذ بداية السنة 119 حالة – تمثل وتيرة سنوية لاكثر من 800 حالة. كل هذا وفقا لمعطيات قيادة المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي.
في العام 2024 بالمقابل وقعت نحو 673 حدث جريمة قومية أصيب بها 217 شخصا منهم 17 جندي وشرطي إسرائيلي. يدور الحديث عن انخفاض كبير عن السنة السابقة 2023، حين سجل 1049 حالة – لكن قسما كبيرا منها وقع في الاشتعال الكبير الذي اجتاح الضفة فور هجمة حماس في 7 أكتوبر. من اصل 120 مصاب في احداث جريمة قومية في 2023، 22 كانوا يهودا، 7 عرب إسرائيليين و 4 من رجال قوات الامن.
الاحداث المتعلقة بالجنود تقع في إطار اعمال الامن الجاري التي تتضمن احتكاكا مع السكان الفلسطينيين. فقد وثق قبل بضعة أيام جنود من الجيش الإسرائيلي وهم يدفعون الى الهوة سيارة فلسطيني توقفت في منطقة الخليل. ومن الناطق العسكري جاء انه لم يفتح تحقيق من الشرطة العسكرية كون السيارة كانت على أي حال مرشحة للابادة وليس لها قيمة مالية ولاجل فتح تحقيق شرطة عسكرية هناك حاجة لقيمة مالية دنيا للممتلك المتضرر. مع ذلك، في الجيش اضافوا بانه “في اثناء نشاط عملياتي لاحظت قوة من الجيش الإسرائيلي سيارة مشطوبة مشبوهة معدة للجر. بخلاف الأنظمة، قرر قائد القوة دهورت السيارة. هذا سلوك خطير لا ينسجم مع قيم الجيش الإسرائيلي. بعد التحقيق تقرر تجميد قائد القوة من منصبه”. هذا الشريط المسجل الذي بموجبه لاحظت القوة سيارة مشطوبة، لم يهاجمها الجيش. كما ان الادعاء بان السائق القى بالمفتاح الى السيارة ولهذا اعتقل لم يلقَ بينات داعمة.
في توثيق آخر، لحدث وقع في العروب، يظهر فلسطيني يجثم على ركبتيه، فيما أن جنديا يضربه بقوة بسلاحه وبعدها يصفعه على وجهه بقوة شديدة. في الجيش يقولون ان “الحدث معروف للقادة وحقق فيه قائد اللواء. إضافة الى ذلك، في اعقاب الحدث فتح تحقيق لدى الشرطة العسكرية في ختامه ستحول النتائج لعناية النيابة العسكرية. بطبيعة الأحوال لا يمكننا تناول تفاصيل تحقيق لا يزال جاريا.
في حالة أخرى رسم مقاتلو حرس الحدود نجمة داوود على ايدي فلسطينيين في الخليل. في حرس الحدود شرحوا بان الأطفال هتفوا للمقاتلين “اذبح اليهود” وحيوا حماس، والمقاتلون فعلوا هذا كرد على ذلك. ومع ذلك ادعى حرس الحدود بان المقاتلين عملوا بشكل غير مهني لا ينسجم وقيم السلاح وهم سيعالجون انضباطيا.
في الجيش الإسرائيلي يعملون لاجل القضاء على الظاهرة ويشرحون بان هذا أغلب الظن هو جراء انهاك القوات بعد سنة وأربعة اشهر من القتال. “الحرب الطويلة جعلت وحدات الاحتياط تستدعى ثلاث مرات للخدمة في كل جولة لاكثر من 70 يوما. بعض من الجنود في خدمة متواصلة على مدى اشهر طويلة. والانخفاض في كمية المتجندين للاحتياط وفي امتثال الجنود للنداءات المتكررة جعلت وحدات معينة تعمل في قوة عددية ناقصة. وهم منهكون جدا. هذا ليس تبريرا بالطبع ولكن يوجد انهاك”، يقول المصدر رفيع المستوى ويحذر من أن احداث العنف والتوتر القائم قد يؤدي الى موجة عمليات.
تجدر الإشارة الى انه منذ بداية الحرب يعمل الجيش الإسرائيلي بشكل عدواني في الضفة وفرقة المناطق الى جانب قيادة المنطقة الوسطى توجد في تواصل للاعمال ينهك المقاتلين.