أعرب ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي عن خشيتهم من أن يؤدي وقف العملية العسكرية "مركبات جدعون" في قطاع غزة إلى فقدان إنجازات مهمة تحققت ضد حركة حماس. وقال أحد الضباط: "هذه ليست معركة برلين، بل عملية منهجية لتفكيك تنظيم إرهابي".
وأضاف الضباط أن القوات العسكرية حققت تقدمًا ملموسًا في فصل المدنيين عن مقاتلي حماس، مشيرين إلى توزيع أكثر من 50 مليون وجبة في جنوب القطاع عبر أربع نقاط مركزية، على الرغم من التهديدات التي يتعرض لها السكان من قبل حماس.
وعلى الصعيد الإنساني، أفادت مصادر عسكرية بأن الوضع الغذائي في القطاع لا يشير إلى وجود مجاعة، لافتةً إلى أن أسعار الدقيق تراجعت إلى أدنى مستوى منذ بداية الحرب. ويواصل الجيش تزويد المستشفيات بالوقود من مخزون الأمم المتحدة، رغم معرفته بأن حماس تستولي على جزء منه، واصفًا ذلك بأنه "شر لا بد منه".
كما أكّد الجيش أن قواته اضطرت في بعض الحالات إلى إطلاق نار تحذيري، وأحيانًا حي، لحماية الجنود من تدافع الحشود خلال توزيع المساعدات، ما أدى إلى وقوع إصابات بين الفلسطينيين. واتهمت المؤسسة العسكرية حركة حماس بتضخيم أعداد القتلى في بياناتها الإعلامية.
وعدّد الجيش عددًا من "الإنجازات الميدانية الكبرى"، من بينها تصفية قيادي بارز في حماس، واستعادة ثلاثة رهائن خلال العمليات الأخيرة. وأشار إلى أن هذه الإنجازات دليل على فاعلية الإستراتيجية الحالية، وأن اتهامات "التخبط" لا تعكس واقع العمليات على الأرض.
وفي إطار تنظيم تدفق المساعدات، أعلن الجيش أنه أعاد تشكيل طرق الوصول إلى مراكز التوزيع، بالتعاون مع منظمات دولية أبرزها GHF الأميركية. وتم اتخاذ عدة تدابير لضمان إيصال المساعدات إلى المدنيين فقط، من بينها إقامة حواجز إضافية، تحديد مناطق توزيع بالشواخص، فتح طرق بديلة، ومراقبة الشاحنات عن بُعد.
وبحسب الجيش، فقد تم أيضًا إغلاق مؤقت لنقطة توزيع "تل سلطان" واستبدالها بموقع جديد يتيح خفض مستوى الاحتكاك مع المدنيين، ويؤمّن بيئة أكثر أمانًا للجنود المكلفين بالمهمة.
