I24news
ترجمة حضارات
أفادت هيئة البث الإسرائيلية "كان"، مساء السبت، أن السعودية والإمارات لم ترسلا ممثلين رفيعي المستوى إلى قمة شرم الشيخ، التي عُقدت للاحتفال بانتهاء الحرب في غزة، وذلك بسبب خلافات في المواقف بين الدول العربية، خصوصًا فيما يتعلق بمراحل الاتفاق المقبلة وربط إعادة إعمار القطاع بنزع سلاح حركة حماس.
وبحسب التقرير، فإن دول الخليج تدرك أن التمويل الأساسي لإعادة إعمار غزة سيأتي منها، ولذلك تتبنّى موقفًا متشدّدًا، إذ ترفض ضخ أموال أو موارد اقتصادية ما لم تُنزع أسلحة حماس بالكامل، معتبرة أن ذلك شرط ضروري لتجنّب حرب جديدة قد تُبدّد استثماراتها. ويتبنى الموقف ذاته في الساحة اللبنانية فيما يتعلق بحزب الله.
وأوضح دبلوماسي عربي من إحدى دول المنطقة لـ"كان" أن تشدد الموقف السعودي والإماراتي يعود جزئيًا إلى بُعدهما الجغرافي عن غزة، وطموحاتهما الواسعة تجاه المنظمات الإسلامية في المنطقة، في حين أن دول الجوار مثل مصر والأردن، التي تتأثر مباشرة بما يحدث في القطاع، تتبنّى مواقف أقل حدّة.
وأشار التقرير أيضًا إلى أن المسألة تنطوي على تنافس بين "الأشقاء"، إذ إن عقد القمة في مصر يعزّز من مكانة القاهرة الإقليمية، وهو ما لا يلقى ترحيبًا كبيرًا في الرياض وأبوظبي، اللتين تعتبران نفسيهما قائدتين طبيعيتين للعالم العربي بفضل ما تمتلكانه من موارد ونفوذ.
نقطة أخرى مثيرة تتعلق بالدور البارز لتركيا وقطر – المرتبطتين بجماعة الإخوان المسلمين – في المرحلة الأولى من اتفاق وقف الحرب في غزة، وهو ما يثير تحفظًا واضحًا في الرياض وأبوظبي. وربما لهذا السبب تحديدًا، ظهرت تقارير مؤخرًا عن محادثات سعودية–أمريكية بشأن اتفاق دفاع مشترك شبيه بالاتفاق القائم بين واشنطن والدوحة، وذلك قبل زيارة ولي العهد محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة الشهر المقبل.
وفي ختام التقرير، نقل مصدر خليجي مقرّب من القيادة الإماراتية أن رغم هيمنة تركيا وقطر ومصر على المرحلة الأولى من الاتفاق، إلا أن السعودية والإمارات تلعبان دورًا رئيسيًا في بقية مراحل خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن مستقبل غزة — وهي مراحل لم تكن أنقرة لتوافق عليها قبل عامين فقط.