الانقسام السياسي العميق في إسرائيل يتجلى في الكنيست

القناة 12

افتتاح دورة الشتاء للكنيست

عمّيت سيغال، عنبر تويزار

افتتحت دورة الشتاء للكنيست، التي قد تكون الأخيرة في عمر هذه الحكومة، وسط فوضى وصراخ داخل القاعة العامة. رئيس الكنيست أمير أوحانا هاجم السلطة القضائية ووصف رئيس المحكمة العليا بـ"القاضي"، مما أثار غضب المعارضة ودفع الرئيس إسحاق هرتسوغ إلى التخلي عن خطابه المقرر قائلاً:

> "قلبي ينزف دمًا، إلى أين نسوق أنفسنا كأمة؟"

بعده صعد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى المنصة وردّ على الرئيس قائلاً:

> "إسحاق عمّيت هو رئيس المحكمة العليا، هذه حقيقة. لكنني أنا رئيس وزراء إسرائيل، وهذه أيضًا حقيقة."
ثم أعلن في خطابه:
"تم هزيمة حماس."

أما زعيم المعارضة يائير لابيد فهاجم نتنياهو قائلاً:

> "حوّلتنا إلى دولة تابعة."

-أجواء الافتتاح-

بعد عطلة استمرت نحو ثلاثة أشهر، عاد الكنيست إلى الانعقاد. ومع افتتاح الجلسة اندلعت مشادات حادة وطُرد عدد من النواب.
قال نتنياهو لوسائل الإعلام:

> "الانتخابات ستُجرى في موعدها. سنقرّ قوانين التجنيد والموازنة."
وردًا على اتهامات لابيد بشأن "مكالمة غامضة" مع إيران، قال نتنياهو:
"لا أريد التوسع في أكاذيب لابيد."

_صدام أوحانا مع القضاء_

رئيس الكنيست أمير أوحانا افتتح الدورة بهجوم مباشر على القضاء قائلاً:

> "دهس الكنيست من قبل السلطة القضائية هو مسّ خطير بالديمقراطية."
وأضاف:
"من يضرّ بالكنيست هو من يُبطل قوانينها ويسحب صلاحياتها إلى يديه."
ثم واصل:
"الجهاز القضائي، بما في ذلك المستشار القانوني للحكومة، يعمل بلا قانون يحدّد صلاحياته، وهذه الصلاحيات تتسع باستمرار وتُقوّض إرادة الناخبين. واجبي أن أحذر الشعب: ورقتكم في صندوق الاقتراع تفقد قوتها ومعناها بسبب تصرفات القضاء."

غضب الرئيس هرتسوغ ورفض إهانة المحكمة قائلاً:

> "كنت قد أعددت خطابًا، لكن قلبي ينزف دمًا. هناك فرق بين نقاش شرعي وبين المسّ بمؤسسات الدولة وبكرامة الإنسان. نحن ندفن جنودًا يوميًا ونزور عائلات ثكلى، ولا يمكننا تجاهل إلى أين نسير كأمة."

خطاب نتنياهو

انتقل نتنياهو للحديث عن الحرب في غزة فقال:

> "بلغ الضغط على حماس ذروته عندما قررت دخول مدينة غزة نفسها، آخر معقل للمنظمة. عندها أدركت حماس أنها أمام الفناء، فتراجعت عن مطالبها المستحيلة."
وأضاف:
"لو استمعت لمن طالبوني بوقف الحرب وسحب الجيش حتى آخر متر، لكانت الحرب انتهت بانتصار ساحق لحماس. كانوا سيبقون في أوج قوتهم – سينوار، ضيف، ونصرالله. وإيران كانت ستطور قنابل نووية لتدميرنا جميعًا."

وأكد نتنياهو أن حماس ستُقضى عليها نهائيًا، مشيرًا إلى إمكانية توسيع اتفاقيات السلام مع دول عربية:

> "يدنا الأولى تمسك السلاح لهزيمة أعدائنا، ويدنا الثانية ممدودة للسلام. لدينا فرص حقيقية لتوسيع دائرة السلام. وسنعقد مع ترامب اتفاقيات جديدة مع دول في المنطقة."

وتحدث عن الانقسام الداخلي قائلًا:

> "آن الأوان لخفض لهجة التحريض. يمكن الاختلاف داخل الديمقراطية دون تهديد أو عنف، ودون التهديد بقتل مسؤولين أو عائلاتهم."

خطاب لابيد:

بدأ زعيم المعارضة يائير لابيد موجهاً كلامه لرئيس المحكمة العليا:

> "القاضي إسحاق عمّيت، أهلاً بك في كنيست إسرائيل. هذه ليست كنيستكم، بل كنيست شعب إسرائيل."
ثم التفت إلى نتنياهو قائلًا:
"قلت إن حزب الله جمع مئة ألف صاروخ – من كان رئيس الوزراء حينها؟ قلت إن إيران أصبحت أخطر – من كان رئيس الوزراء؟ قلت إننا انتصرنا في الحرب – في عهد من اندلعت الحرب؟"

وأضاف لابيد:

> "قال ترامب في خطابه إن نتنياهو أراد مواصلة الحرب، لكنه أمره بالتوقف. لقد حولتنا إلى دولة تحت الوصاية الأمريكية."
وانتقد ادعاءات نتنياهو حول تحسن الاقتصاد، مذكّرًا بخفض تصنيف إسرائيل وارتفاع الأسعار.

مواقف الأحزاب الأخرى:

بيني غانتس، زعيم حزب "أزرق أبيض"، قال إن حكومته "لن تكون الإصبع الـ61 لنتنياهو"، مطالبًا بانتخابات جديدة.

أفيغدور ليبرمان هاجم نتنياهو لأنه غيّر اسم الحرب من "سيوف الحديد" إلى "حرب النهوض"، قائلًا إنها "حرب 7 أكتوبر باسم نتنياهو".

إيتمار بن غفير هدد قائلاً: "إذا لم يُطرح قانون الإعدام للإرهابيين خلال ثلاثة أسابيع، فلن نلتزم بالانضباط الائتلافي."

خلاصة:
افتتاح دورة الشتاء شهد مواجهة علنية بين السلطة التشريعية والقضائية، وتبادل اتهامات بين نتنياهو، هرتسوغ، ولابيد. الخطابات كشفت عمق الانقسام السياسي في إسرائيل، في ظل توتر متزايد حول الحرب في غزة، مستقبل الحكومة، ومكانة القضاء في النظام السياسي.

مواقف الأحزاب الأخرى

بيني غانتس، زعيم حزب "أزرق أبيض"، قال إن حكومته "لن تكون الإصبع الـ61 لنتنياهو"، مطالبًا بانتخابات جديدة.

أفيغدور ليبرمان هاجم نتنياهو لأنه غيّر اسم الحرب من "سيوف الحديد" إلى "حرب النهوض"، قائلًا إنها "حرب 7 أكتوبر باسم نتنياهو".

إيتمار بن غفير هدد قائلاً: "إذا لم يُطرح قانون الإعدام للإرهابيين خلال ثلاثة أسابيع، فلن نلتزم بالانضباط الائتلافي."

خلاصة:
افتتاح دورة الشتاء شهد مواجهة علنية بين السلطة التشريعية والقضائية، وتبادل اتهامات بين نتنياهو، هرتسوغ، ولابيد. الخطابات كشفت عمق الانقسام السياسي في إسرائيل، في ظل توتر متزايد حول الحرب في غزة، مستقبل الحكومة، ومكانة القضاء في النظام السياسي.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025