نائب الرئيس الأمريكي في زيارته لإسرائيل: لن نقرر بدلًا من إسرائيل من سينتشر في غزة، لكن تركيا سيكون لها دور

صحيفة "هآرتس"
ليزا روزوفسكي ويوناتان ليس

أعلن نائب الرئيس الأمريكي، جاي دي فانس، خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم في كريات غات، أن الإدارة الأمريكية لن تملي على إسرائيل أي قرار بشأن ماهية القوات التي ستنتشر داخل قطاع غزة. وقال: "لن نفرض على إسرائيل أحدًا، لكن تركيا ستلعب دورًا بنّاءً". جاء ذلك أثناء زيارته للمقر الأمريكي المسؤول عن تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة حماس.

وأضاف فانس أنه ستكون هناك حاجة إلى صبر قبل العثور على جميع جثامين الأسرى الذين قُتلوا في غزة، قائلًا: "الأمر صعب ولن يحدث بين ليلة وضحاها. بعض الجثامين مدفونة، والبعض الآخر لا يُعرف مكانه بعد."

كما شدد في خطابه على أن "حماس يجب أن تتخلى عن سلاحها وتتصرف بشكل منضبط". وقال: "بإمكان عناصر الحركة الحصول على نوع من العفو، لكنهم لن يُسمح لهم بقتل بعضهم أو الاعتداء على فلسطينيين آخرين. وإذا لم تتعاون حماس، فستُباد." وأشار إلى أن تنفيذ جميع بنود الاتفاق سيستغرق "وقتًا طويلًا جدًا"، وعبّر عن شكره لجميع الأطراف المشاركة في إنهاء الحرب، مضيفًا: "نحن في موقع جيد بفضل شركائنا في إسرائيل ودول الخليج."

وقال جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ردًا على سؤال من صحيفة "هآرتس"، إن الولايات المتحدة تدرس إمكانية البدء بإعادة إعمار المناطق من قطاع غزة الواقعة حاليًا تحت السيطرة الإسرائيلية. وأضاف: "يجب أن نضمن أن يتمكن سكان غزة من العيش في مكان مزدهر وآمن. لن يُعاد إعمار المناطق التي ما زالت تحت سيطرة حماس، بل فقط تلك التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي."

وذكر مكتب نائب الرئيس أن فانس تلقى قبل المؤتمر الصحفي إحاطة في المقر المشترك من ضباط إسرائيليين وأمريكيين، وأن جنودًا من الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل تجمعوا في المكان، فيما نُصبت أعلام بريطانيا وكندا وألمانيا والدنمارك والأردن حول المنصة. ومن المقرر أن يلتقي فانس غدًا برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ورئيس الدولة إسحاق هرتسوغ، وعدد من الأسرى المحررين. وبسبب زيارته، أغلقت السلطات الإسرائيلية طرقًا عديدة في أنحاء البلاد.

وفي الوقت ذاته، أعلن نتنياهو أنه اجتمع في مكتبه بالقدس مع رئيس جهاز المخابرات المصري حسن رشاد. وجاء في بيان صادر عن مكتبه: "بحث الطرفان سبل تعزيز مبادرة الرئيس ترامب، والعلاقات بين إسرائيل ومصر، وتقوية السلام بين البلدين، بالإضافة إلى قضايا إقليمية أخرى."

وكان كوشنر والمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف قد وصلا إلى إسرائيل أمس، وقال مصدر مطلع لـ"هآرتس" إن اجتماعهما مع نتنياهو كان تحضيرًا لزيارة نائب الرئيس. ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مصادر أن زيارة فانس تهدف إلى التأكد من أن نتنياهو لن يتراجع عن التفاهمات الخاصة بوقف إطلاق النار ولن يستأنف العمليات العسكرية ضد حماس. وحتى الآن لم يُخطط لعقد مؤتمر صحفي مشترك بين فانس ونتنياهو.

وقالت مصادر سياسية وأخرى مطلعة إن فانس كان يعتزم خلال زيارته التوجه إلى قطاع غزة لزيارة مركز توزيع المساعدات التابع لمؤسسة الإغاثة الإنسانية لغزة (GHF)، لكن مسؤولًا في البيت الأبيض نفى صحة التقرير، مؤكدًا أن هذه الزيارة ليست مدرجة على جدول أعماله.

وفي وقت سابق اليوم، التقى فانس وكوشنر وويتكوف بعدد من الأسرى الإسرائيليين الذين أُفرج عنهم قبل أسبوع من سجون حماس، حيث شكرهم الأسرى على "دورهم المركزي في تحقيق الاتفاق الذي أعادهم إلى بيوتهم"، وطالبوهم "بعدم التوقف حتى استعادة جميع الأسرى الخمسة عشر المتبقين". وأكد ويتكوف على "الالتزام الكامل للولايات المتحدة بهذه المهمة".

شارك في اللقاء الأسرى المحررون: عمري ميران، جالي وزيف برمان، يوسف حاييم أوحانا، متان أنغريست، بار كوبرشتاين، شاغيف كلفون، نمرود كوهين، وإيتان هورن.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025